أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« سُرُج الحكمة » ... بقلم : د. محمد غاني



  « سُرُج الحكمة »
    بقلم :   د. محمد غاني
   14/9/2017
 كاتب مغربي


« مجلة منبر الفكر » د. محمد غاني  المغرب 14/9/2017


تعددت تعاريف الحكمة بتعدد وجهات النظر و تنوع مناح الإبصار و اختلاف  جهات الرؤية لذلك نجد من المفكرين من قصرها على معرفة كيفية تحسين رفاهية العيش و ازدهار طرق المعيشة على الدوام كعالمة  الاجتماع الأمريكية  مونيكا أردلت نظرا لقدرة ممتلكيها على التعامل مع تحديات الحياة كتدهور الصحة و فقدان الأحباء، 

و هناك من وسع في مفهومها ليجعلها القدرة على التصرف و الحكم انطلاقا من مجموعة من القيم ذات الخلفية الفلسفية و الدينية و المعرفية أين وجدت و إن خالفت مرجعياتنا كالدكتور الأمريكي آدم جرانت صاحب كتاب خذ و أعط.

و قد عبر الحكماء عبر الأزمان عن أفكارهم في غالب الأحيان عبر اللغة الرمزية حتى ينبهوا الانسان الى ضرورة تحريك ملكة التفكر و التأمل من أجل بلورة الحاسة السادسة في الانسان و هي حاسة البصيرة، وهي مرادف للحكمة عند الرازي، ترتقي بالإنسان شيئا فشيئا عن القاع الذي وصفه جبران خليل جبران بأنه قد امتلأ فعلا.

لماذا يجذبنا الحديث عن الحكمة يا ترى؟ ولماذا نتلذذ بقراءة تعريفاتها وننتشي بسقيا معانيها؟ 
لا شك أن معاناة الانسان عبر التاريخ في رسم طرقات الحياة وتعبيدها لجيله وللأجيال اللاحقة هو ما جعله يعرف قيمة سُرُج الحكمة التي تضيء له الطريق كلما ضل الطريق وكلما زاغ عن النهج وكلما جنح عن المسلك القويم.

لا نعرف النور الا بالظلام اذ أن " الشتاء هو بداية الصيف والظلام هو بداية النور والضغوط هي بداية الراحة والفشل هو بداية النجاح" كما عبر عن ذلك د إبراهيم الفقي، وبضدها تتميز الأشياء، و ذاك حال نجوم الاهتداء لا تبزغ الا في الظلام الحالك لتحترق من أجل انارة الآخرين كما يذهب الى ذلك رضا ذيب عواضة ف" الحكمة هي خلاصة عقل يتأمل وقلب يتألم" و الحكمة هي النور الذي يوهج ظلام الليل، ترى المحاضرة الأمريكية الشهيرة هيلين كيللر أن " لكل شيء عجائبه ، و الظلام و الصمت لهما عجائبهما أيضا"

و الحكماء يبحثون عن النور أينما سطع، يرونه حيث لا يراه الناس، ذلك أن العامة تعودوا على رؤية الهموم المحبطة عوض التشبث بباب الأمل، و قد عبرت عن هذا المعنى هيلين كيللر في ابداع عميق " "عندما يُغلق باب السعادة، يُفتح آخر، ولكن في كثير من الأحيان ننظر طويلا إلى الأبواب المغلقة بحيث لا نرى الأبواب التي فُتحت لنا" و في نفس السياق ردد جيمس ميتشنر "نسمي عصور الظلام كذلك ، لا لأن النور لا يسطع فيها و لكن لأن الناس يرفضون رؤيته".




 اقرأ المزيد لـ د. محمد الغاني


لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا


ليست هناك تعليقات