أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« وزير خارجية فرنسي سابق: حلب دليل على انهيار السياسات الغربية في المنطقة»

« مجلة منبر الفكر » - لوموند" الفرنسية

وزير الخارجية الفرنسي الأسبق أوبير فيدرين يتحدث في مقابلة صحفية عن تقييمه لسياسة الغرب في الشرق الأوسط والأخطاء التي ارتكبتها الدول الغربية في سوريا، معتبراً أن روسيا مع إيران أصبحتا تمتلكان الأوراق في المنطقة.

قال وزير خارجية فرنسا الأسبق أوبير فيدرين إن على الدول الغربية أن تقرّ بعدم قدرتها بعد الآن على قيادة العالم معتبراً أن الغرب ارتكب أخطاء كثيرة في سوريا.

وفي مقابلة مطوّلة مع صحيفة "لوموند" الفرنسية قال فيدرين الذي شغل منصب أمين عام قصر الإليزيه في عهد الرئيس فرانسوا ميتران "إن خسارة الدولة الغربية للسلطة الأحادية التي كانت بيدها لقرون كانت واضحة بالفعل منذ بعض الوقت، لكن الأمر كان يحتاج لأحداث كبيرة مثل استعادة الأحياء الشرقية لحلب من قبل النظام السوري بمساعدة الطيران الروسي في مواجهة القوى الغربية العاجزة، ومن ثم مفاوضات الخروج من الأزمة التي أعلنتها روسيا وتركيا وإيران من دون الولايات المتحدة وفرنسا".

فيدرين قال إن حلب ترمز إلى انهيار السياسات الغربية حيث باتت روسيا في نهاية المطاف هي التي تمتلك الأوراق مع إيران معتبراً أنه "حتى لو خسرت فإن ذلك لن يعيدنا إلى اللعبة".

وعن الدور الروسي في سوريا قال فيدرين إن التدخل ليس بالضرورة أن يكون دائماً من أجل حماية حقوق الإنسان مشيراً إلى أنه في بعض الحالات يكون التدخل مبرراً بفعل المصالح الحيوية للبلاد، مورداً على سبيل المثال التدخل الفرنسي في مالي من أجل حماية أمن الفرنسيين والأفارقة والمصالح الفرنسية.

ورأى الدبلوماسي الفرنسي المخضرم أنه لن تكون هناك مناطق نفوذ واضحة، مشيراً إلى أن أياً من القوى الإقليمية لن تكون قادرة على فرض إرادتها في الشرق الأوسط "الذي يتفكك أمام أعيننا"، كما أن أي قوة خارجية لا تمتلك الوسائل لفرض حلّ من خلال اتفاقيات جديدة لتقسيم المنطقة على شاكلة اتفاقية سايكس بيكو، واصفاً فكرة النظام العالمي بــ"الوهمية".

ورأى فيدرين أن ما جرى في حلب دليل على الأخطاء التي ارتكبها الغرب منذ البداية في الشأن السوري، لافتاً إلى أنه كان على الأميركيين والفرنسيين إما أن يقولوا إنهم لا يمتلكون الوسائل الضرورية أو حتى الشرعية للتدخل وبالتالي المساهمة في تخفيف معاناة السوريين من خلال مساعدة تركيا والأردن ولبنان واستقبال اللاجئين، ومحاولة التنسيق مع روسيا، أو اعتبار مسألة فرض الديمقراطية أساسية في سوريا وبالتالي التدخل على نطاق واسع لدعم أصدقائنا الديمقراطيين رغم ضعفهم وإرسال مئة ألف جندي إلى المنطقة لأعوام في حال لزم الأمر، ولكن ما حصل أننا لم نختر لا هذا ولا ذاك وجعلنا معارضي بشار الأسد يظنون أننا نساعدهم فعلاً.    

وأضاف الدبلوماسي الفرنسي "إن من بين الأخطاء التي ارتكبها الغرب هو عدم الاستماع لمسيحيي سوريا ولبنان الذين حذروا من أن البديل عن نظام الأسد سيكون أسوأ، والاعتقاد بأن روسيا سوف تتخلى عن قاعدتها البحرية في طرطوس".

وفق فيدرين الخطأ الفرنسي كان أعمق وهو لا يزال مستمراً. ففرنسا التي أضاعت الفرصة خلال أحداث تونس ومصر في 2011 انخرطت على نحو كبير في سوريا لأسباب أقرب إلى إيديولوجيا المحافظين الجدد ولكن على الطريقة الفرنسية، أي خطيرة وغير مجدية في آن.

المصدر: "لوموند" الفرنسية

ليست هناك تعليقات