« هوامش ... » ... بقلم : فريد غانم

	« هوامش ...  »
	بقلم :  فريد غانم
	28/2/2017

« مجلة منبر الفكر » فريد غانم      28/2/2017 (1) أنْ تكونَ في الهامشِ هو أنْ تُمطرَ الدُّنيا عُيونًا على خَطْوِ جميلةٍ في روايةِ الطَّريقِ، لتبقى أنتَ خارجَ النَّصِّ؛ هو أنْ تكونَ بركانًا لا ينامُ، من أجلِ صقلِ قِرطٍ في أَنفِ سيّدةٍ عاليةٍ، وهو أنْ تكونَ مَرْجًا من الشّوكِ من أجلِ رقصةٍ زهرةٍ في فستانِ أميرة. (2) أنْ تعيشَ في الهامشِ يعني أنْ تكونَ الحائِطَ الكئيبَ الذي تُعلَّقُ عليهِ لوحةٌ فاقعةٌ في مزادٍ علنيٍّ؛ يعني أنْ تكونَ أنتَ السَّماءَ المنسيَّةَ حولَ قَمَرِ يوسفَ، وأنْ تكونَ البحرَ الواسعَ على أطرافِ خيطِ صيَّاد. (3) أن تكونَ في الهامشِ هو أنْ تُضيءَ النَّصَّ بالمَجّانِ؛ أنْ تتعافى من التّيجانِ التي تورثُ أصحابَها القسوةَ والصُّداعَ، وهو أنْ تكونَ جبلًا معلَّقًا على جناحِ نحلةٍ تعملُ جانيةً للرَّحيقِ في خدمةِ قواريرِ الزّجاج. (4) أنْ تركضَ في الهامشِ يعني أنْ تمتدَّ كُثبانًا من الرّمْلِ والعَطَشِ، فقط لتقومَ عليكَ واحةٌ وحكايةُ حُبٍّ؛ أنْ تكونَ ريحًا مجهولةَ الاسم لنقلِ رسالةٍ بين بُرجَيْن، وأنْ تكونَ ليلًا واسعًا من أجل نشوَةِ شمعةٍ واحدة. (5) أن تقفَ في الهامشِ يعني أن تكونَ شتاءً ماطرًا لكي تُعطيَ معنىً لجمرةٍ باذِخة؛ يعني أنْ تكونَ خريفًا عاريًا لتبريرِ غُرفةِ تبديلِ الملابس، وأنْ تكونَ صيفًا كاملًا لكي تمسحَ البرونزَ على الوجوهِ الخارجةِ مِنَ الظِّلّ.  (6) أنْ تكونَ في الهامشِ هو أنْ تكونَ أنتَ الغاباتِ كلَّها، فقط لكي يُسقِطَكَ المؤرّخون من أوراقِهِم؛ هو أنْ تطيرَ أسرابًا من البجعِ المهاجرِ لكي تكسِرَ سأمَ النَّائمينَ في ناطحاتِ السّحاب، وهو أنْ تكونَ المحيطَ الأطلسيّ لتكتملَ بطولاتُ هرقل. (7) أنْ تكونَ في الهامشِ هو أنْ تنتمي إلى مجرّةٍ فلا يشاركُ في جنازتِكَ غيرُ حفنةٍ من غُبار؛ هو أنْ تزرعَ وجهَكَ بالقَمحِ والشّوفانِ فيطعمونَك للمدافع، وهو أنْ ترسمُ محيطَ الدّائرة بسوادِ عينَيْك، فيمنعُكَ المركزُ من الدُّخول.

لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم يرجى الضغط على كلمة  هنا