استعرض أدباء رحالة الخصوصيات الإبداعية لأدب الرحلة وتجلياته، من خلال تسليط الضوء على الجانب المهم في مجال الكشف عن الرحلات، وما يتطلبه من آليات منهجية علمية؛ وذلك ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب المقام حاليا بمدينة الدار البيضاء.
الكاتب المغربي
أحمد المديني أبرز، في مداخلة له، أن أدب الرحلة يأخذ من الممكنات التعبيرية المختلفة، وقال: "هو جنس الكاتب واللغة التعبيرية والبلاغية، والغوص في الذات التي يمكن أن يسقطها الرحالة الكاتب عما يراه من تجربته الذاتية وما يعيشه وجدانيا".
وفي مقارنته بين الأدباء الرحالة القدامى والمعاصرين، كشف المديني أن "الرحالة القدامى كانوا يؤرخون للأحداث، أما المعاصر فيقحم ذاته في الموضوع ويستفرد به، وتطبعه الخصوصية وتصوره الخاص في زمان ومكان ما"، وأضاف:
"تصبح الرحلة منطقة غير موجودة في الخريطة لأنها تتأثر بالنص الرحلة، انطلاقا من الرحلة التجريبية للشخص".
وعن مكونات أدب الرحلة، قال
المديني:
"لابد من الانتقال والسفر في هذا الصنف من الكتاب، لا توجد رحلة بدون مشاهدة، تكون فيها العين واللغة هي أدوات التعبير، لكن اللغة تختلف بين التوثيقية والوصفية والواقعية".
من جهته، قال الكاتب
شعيب الحليفي:
"رغم كل هذا البحث في مجال نص الرحلة، لازال الأدباء مندهشون من هذا الجنس الأدبي لأننا لم نستطع اكتشافه بالكامل"، وأضاف: "الرحلة كنص مكتمل لايزال مشتتا في كل الثقافة العربية".
وأبرز
الحليفي في مداخلته أن "
النقد والجامعة لعبا دورا مهما في النهوض بالأدباء والمثقفين في هذا الجنس"، وعلق على ذلك بالقول:
"لولاهم، لما كان انتبه الأدباء إلى هذا الشكل المهم في ثقافتنا"، ودعا إلى بذل جهود أخرى للاهتمام به واكتشافه.
ليست هناك تعليقات