يوثق لتاريخ التصوير وبدايات السينما في الإمارات
تحمل مشاريع المصور الإماراتي عمار العطار ملامح البيئة الإماراتية وذاكرتها؛ فتحفر وتنقب داخل الزمن سعياً وراء استخراج كنوز لا يعرفها الجيل الحالي، من خلال تنفيذه لعدة مشاريع بحثية تهتم بالتوثيق، فبعد أن قدم مجموعة توثق لبداية السينما في الإمارات وملامحها عبر مجموعة نادرة من ملصقات و«أفيشات» السينما التي عرضت في الدولة فترة الخمسينات، ها هو يستعد لتقديم الجزء الثاني من نفس المشروع، وذلك في أسبوع الفن الذي يقام في مارس المقبل.
وفي مشروعه (عكس الزمن) الذي يعرضه حالياً في السركال أفينو بمنطقة القوز، يقدم العطار تجربة مختلفة عن تاريخ وبداية التصوير في الدولة وأهم الاستوديوهات، وقد اختار في هذا المشروع استكشاف استوديوهات التصوير الفوتوغرافي في الإمارات، والتي أنشأها في دبي رواد إماراتيون في الفترة من أوائل الخمسينات والستينات مثل استوديو الأهرام للسيد جعفر، واستديو دبي آرت لعبدالله العوضي. ثم استديو هنيموون في الشارقة لصاحبه حميد دوراني فترة السبعينات وهيملين فترة الثمانينات بالإضافة لاستوديو برهان لشبير محسن.
ويربط الفنان نشأة الاستوديوهات وتاريخ بدايتها بالأوضاع السياسية والافتصادية للبلاد وملامح الحياة الاجتماعية والثقافية، كما يستعرض علاقة الإمارات بجيرانها والتبادل الثقافي التي شهدته الدولة مع شقيقتها من الدول الأخرى كالهند وباكستان، ثم أوائل المصورين ومنهم (وليام زجر) في فترة الثلاثينات والمصور رونالد كودري في فترة الأربعينات.
وقال العطار لـ «الاتحاد»: «بدأت رحلتي مع التصوير منذ عام 2003 فاستهوتني حياة الأشخاص، والأبنية القديمة والأشياء التي نستخدمها دون معرفة تاريخ لبداية استخدامها»، وأضاف: «أقمت عدة مشاريع توثيقية منها (تاريخ مياه السبيل في الإمارات) والتي بدأت البحث عنها في أوقاف الشارقة ثم وثقتها بالصور، كما تطرقت لتاريخ (غرف الصلاة) وارتباطها بعادات أبناء المنطقة أو الإمارة التي تنشأ بها».
وتابع موضحاً: «مشروع (عكس الزمن) أتاح لي اكتشاف ملامح الحياة في الدولة من خلال التعاون مع أصحاب الاستوديوهات والسماح لي بالبحث في صناديق الكرتون عن صور قديمة، واستعراض قصص هذه الصور؛ فقمت بإجراء مقابلات وفيديوهات وعرضتها في موقعي».
وأردف: «أصبحت الآن أمتلك نحو 10 آلاف صورة لهذا المشروع جسدت فيه توافد الأشخاص على الدولة، واحتفاظ هؤلاء المصورين الفوتوغرافيين بسجلات للسكان سواء أكانوا عابرين أم دائمين، إذ احتاج الجميع لالتقاط صور لجواز السفر، إضافة للمهام الرسمية، أيضا اهتمت الاستوديوهات بالحاجات الشخصية بدءا من البقاء على تواصل مع أفراد العائلة وصولا إلى العثور على شريك الحياة».
وفيما يخص مشروعة (سينما بلازا) أوضح: «استطعت الحصول على نحو 300 ملصق للسينما ونحو 1000 صورة من تصويري جسدت فيها المعدات والكاميرات الخاصة بعرض الأفلام، بالإضافة إلى بعض الدعايات الخاصة للأفلام في الماضي، كما توصلت بالبحث أن أول سينما كانت تسمي (ايه آر اف) (في القاعدة البريطانية)، وكانت أيام حضور البريطانيين ثم سينما الوطن في دبي أيضا كان هناك دور عرض عديدة مثل سينما خورفكان، وفي عجمان والذيد». وتمنى العطار وجود أرشيف ومتحف للصور يوثق ويعرض عادات الأشخاص ويستعرض حقبا وأزمنة تاريخية مهمة في الدولة.
أقدم الاستوديوهات
يقول الفنان عامر العطار إن اقدم الاستوديوهات في الإمارات هي (الأهرام) في منطقة ديرة، ثم (رود) ثم (هاملن) في الشارقة، حيث قام برصد عادات التصوير فيها، فوجد أن بعضها كان يهتم بتوفير الملابس الإماراتية لالتقاط الصور بها، وبعضها الآخر كان يحتفظ بالمناظر الطبيعية والأزهار وكرسي التصوير لهذا الغرض.
المصدر: الاتحاد
ليست هناك تعليقات