أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

«عن الشِّعر ... » ... بقلم : فريد غانم



  « عن الشِعر ...  » 
    بقلم :  فريد غانم                                           
  25/2/2017


« مجلة منبر الفكر »
فريد غانم      25/2/2017


(1)
الشِّعرُ هو أنْ تمسكَ الأَبدَ من غُرّتِهِ،  كلّما مرَّ في ومضةٍ عابرة.
هوَ أنْ ترى الشِّتاءاتِ كُلَّها في انكسارِ حبَّةِ ماء.
وهو أنْ يحمَرَّ وجهُك، كلَّما أشعلتْ يراعةٌ قنديلَها في مغارة.

(2)
الشِّعرُ هو أن تملأَ من البرقِ سلّةً لعتْمِ عينَيْك.
هُوَ أنْ ترى الإعصارَ فيكَ، كلّما رفرفَ منديلٌ على خصرِ حوريّةٍ في الطَّريقِ الطّويلِ بينَ الشّهوةِ المُستحيلةِ وآهتَيْك.
هو أنْ تَطيرَ مرآتُكَ في سَماءِ حكايةٍ أخرى، كلّما نظرتَ فيها إلَيْك.
وهو أن يخضرَّ في شفتَيكَ مسكبُ نعناعٍ، وأن تقومَ صُفوفُ النَّخيلٍ على سُفوحِ جفنَيْك.

(3)
الشِّعرُ هو أنْ تُمشِّطَ شَعرَك بالرِّياحِ، وتُعطّرَ وجهَك بزيتِ نرجسةٍ معلَّقةٍ في كتاب.
هو أن تصيرَ خزّافًا لتجبلَ جسمَك الخامَ، كلَّ صباحٍ، من الطِّينِ في كفَّيْك.
هو حشدُ الفضاءاتِ في خُرمِ إبرةٍ،
هو اصطدامُ نجومُ الرّواياتِ في قِشرةِ تفّاحةٍ،
وهو سَفَرُ المكانِ في الزّمانِ على الطّرقاتِ السّريعةِ بين رمشَيْك.

(4)
الشِّعرُ هو أن تجدلَ من دخانِ سيجارتِك غيمةً تمضي حتى آخر الوقتِ، فوقَ مُنزلَقاتِ الكلامِ.
هو أن تشُقَّ النّهرَ بحرفِ الرّاءِ، فعسى أنْ تمُّرَّ فيهِ مرَّتيْن.
هو أنْ يُثمرَ الشَّجرُ المزروعُ في صدرِكَ عصافيرَ مُهاجرةً منكَ إلَيْك،
وهو أن يتدلَّى المَاءُ عناقيدَ من عاجِ نهدَيْن.

(5)
الشِّعْرُ هو أنْ يُزهرَ المعنى ألفَ معنى، في عناقِ نقيضَيْن.
هو أنْ تصرخَ بكامل الصَّمتِ في المسافة بين نغمَتَيْن.
الشّعرُ هو أن لا تكونَ حينَ تكونُ، وأنْ تكونَ حيث لا تكونُ،
وهو أن تحملَ ظلّكَ فوق ظهرك، وتمشي إلى نهايةِ الطّريقِ بِلا ساقَيْن.

(6)
الشّعرُ هو أن ترى ما لا يُرى، فتفتحَ عينيكَ على مجرّةٍ وتُغمضَ عينيكَ على رمّانةٍ ومَجرَّتَيْن.
هو أنْ تبحثَ عن شظايا قلبك في محارة.
وهو الضّبابُ الذي يجمعُ الدّروبَ في دربٍ واحدٍ، ويجعلُ الدَّرْبَ ألفَيْن.



لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا


ليست هناك تعليقات