
مبدأ أيزنهاور لم يتمخّض بالصدفة عن كلِّ ما فيه من ملامح الاحتقار لدول العالم الثالث باستخدامها كذرائع و تسخيرها كرسائل في وجه الاتحاد السوفييتي الشيوعي آنذاك الذي وصم في الكثير من الأحايين بأنَّه مدافع عن الحقوق و القضايا العربية المستلبة دوماً من قادتها و شعوبها لتكون في أمكنةٍ أخرى من مستعمرات القرار و أروقة السياسة الملعونة التي تلعن قادة دول العالم الثالث بقدر ما يشعوذون بها على شعوبهم المنساقين وراء الجوع للزاد و الجوع للمال و التاركين قضايا المنطقة للطامعين الساعين إلى إزالتنا من كلِّ تعريفٍ حقيقيٍّ منهجيٍّ للمواطن الصالح الذي ما عاد صالحاً إلا ليكون ضرساً نخرته الأطعمة الفاسدة و المعاجين الموبوءة بكلِّ مواد الإشعاعات المسرطنة للفكر و للروح و للعقائد المتنازع بها على أشكال الأوطان و على طرق النهوض بثقافة الإنسان و البنيان القائم لا المتداعي قبل إشادته أصلاً !!.............
ما زال مكُّوك الجبير الأخرق يحطُّ في كلِّ العواصم و آخرها موسكو التي دوماً تضع أوهامه أمام حقيقة الموت قبل أن تغادر غرف الإنعاش و في جعبته دوماً أحلام يقظته "على الأسد أن يرحل " و قد عاد بهذه الأسطوانة بعد أن خفَتَ لفترة انتقالية كان فيها ترامب لم يقرن الأقوال ب اللا أفعال بعد و حينما صدقت رؤية الرئيس الأسد بأننا ننتظر من ترامب الأفعال بعد أن أيقنت السياسة السورية بتجارب لا تحصى أنَّ السياسة الأميركية تؤخذ بالأفعال لا الأقوال
و بانت أفعال الرئيس ترامب الخرقاء التي تعكس دهاءً مؤسساتياً منظَّماً لضرب المنطقة بالفوضى و ضرب مطار الشعيرات بفوضى مدفوعة الثمن من ملك الجبير المهووس بكره الأسد و المهووس بإزاحته مهما كان الثمن من دمار و جوع في المنطقة العربية التي يدمِّرها و يقوضها بأحقاده المدعومة برؤية تقويض الاستقرار في الشرق الأوسط من دول الناتو و إفراغها من مضامين المقاومة و الاستقلال و تحت ذريعة البعبع الإيرانيّ المصطنع و المقاومة التي لن تتلاشى
و ها هو يضرب اليمن و ينشر الجوع و الفساد و القهر و مع ذلك لم ينل بحكومة هادي الشرعية فاقدة الشرعية التي أضاعت نطفتها في عدن بعد أن لقحتها بها الرياض !! إلا الانحناء لمشاريع و مبادئ باتت تسبق أيزنهاور بأشواط كي يغدو الجسم العربيُّ خلايا منفردة كلُّ خليةٍ لا تشعر بالأخرى على طريق الموت السريريّ الذي تحفر تحت ذريعته قبور المنطقة و تستنزف مواردها في صنع الأكفان و التوابيت على شكل طائراتٍ و صواريخ و دبابات حارقة مارقة هنا فقط قام الجبير من جديد كي ينعى الأستانة و هو المدعو الجديد إلى جهودها كي يفتضح علناً !!............
إذا كان البعد الإسلاميُّ هو المحرِّك أو البلبل الذي يصنع استقامة المنطقة و نحن نرى ظهرها متقوساُ معوجاً و إذا كانت البوصلة التي هي الامتداد الكامل لحماية حدود الدولة الإسلامية العظمى التي ينادي بها السلطان العثماني الصهيوني أردوغان و الملك اليهودي الصهيونيّ سلمان هي السبيل لقبولنا بحقن الموت ممّن كانوا يُسَخَّرون ضدّنا كحماة افتراضيين إذا لم يريدونا حقيقيين للأوطان بمقولة الموت ولا المذلَّة فلن نرضى بذلتهم لنموت أحياء و سنحيا أمواتاً بموتنا مقاومين لهكذا مشاريع لن تنتج جغرافيا كوسموبوليتية بمفهوم اللا هوية و اللا انتماء و حسب
بل ستخلق كيانات لا علاقة لها بمفاهيم الخلاص و التحرر التي كانوا يجهرون بها علينا و كدنا نظنها صحيحة فيما لو كنَّا حمقى و هنا نقول لمن ضلَّ و ما زال يضلُّ باسم الدين نفسه و يسخِّره لمشاريع الهيمنة الخارجية ما قاله الربُّ في القرآن
" و لقد أضلَّ منكم جبِّلاً كثيراً أفلم تكونوا تعقلون !!"
و إذا ما صدق الله و حاشاه إلا الصدق فهو يخاطب أمثالهم و هم يحرفون بوصلتنا التي ما الغارات الصهيونية إلا أكبر دليلٍ على صحَّة اتجاهها مهما حجَّ الكثيرون إلى آل سعود في مكة المسروقة و مهما حجَّ الباقون إلى آل صهيون في تلِّ أبيب المقتطعة من فلسطين المغتصبة فتدبَّروا يا أبناء الشيطان بعد أن غمَّستم أياديكم بدماء أبناء الله و اعلموا أن أيزنهاور لن يولد في موسكو من جديد !!!
ليست هناك تعليقات