لم يدرِ ذاك الرجل بأنه سيقع في حب امرأة، حينما تعرف عليها ذات مساء، بينما كانت تنتظر قطارا في محطة القطارات ليقلها إلى بلدة تريد البحث عن عمل فيها.. فحين بدأ ذاك الرجل الحديث معها علِم من كلامها بأنها فتاة جاهلة، لكنه وقع في حبّها من أول نظرة، لأنها كانت تجذبه بعينيها الساحرتين وبلونهما الأزرق..
وحين قدم القطار إلى المحطة صعدت إليه تلك المرأة فمكا كان من ذاك الرجل سوى أن يبدل تذكرته، فقام بتغيير وجهة سفره، وسافر مع تلك الفتاة التي وقع في حبّها، وفي مقصورة القطار جلسا سوية،
وراح يقول لها: هل وقعتِ في الحُب من قبل؟
فردت عليه لم أعرف الحب في حياتي، فأنا فتاة يتيمة، ولم يحبني أي شخص، ولا أدري كيف يكون الحُبّ، فأنا فتاة لا أعرف القراءة ولا الكتابة وأعيش في حدة قاتلة،
لكنني اليوم أردت الذهاب إلى بلدة أخرى علّني أجد عملا فيها، رغم أنني امرأة أمّيّة،
فردّ عليها سـتعيشين معي، ففرحت من كلامه، وقال لها في المحطة القادمة سننزل، وسنعود في قطار آخر لكي تذهبي معي،
وحين قدم قطار آخر صعدا إلى مقصورة القطار التي كانت فارغة من الركاب، ووصلا إلى محطة القطارات، وأخذها إلى بيته، ومع مرور الأيام وقع في حبّها، رغم جهلها في كل شيء حتى في الحب،
فكان يقول في ذاته: إنها لعنة حينما يقع المرء في حبّ امرأة جاهلة، فهذه المرأة التي تجلس أمامي لا تفهم حتى لغة الحبّ فهي ترد على قدر السؤال، ولا تعرف أي شيء عن الحب وتخجل حينما أقترب منها فلا أدري هل ستبيت امرأةً مغايرة حينما تذوق معنى الحُبّ..
|
ليست هناك تعليقات