قال مدير معرض اللوحات الرجل العجوز الذي كان يدخن غليونا بعد أن رأى لوحة فتاة، وكانت الخادمة المرتدية بنطالا ضيقاً قد شدّت على الطاولة الخشبية العتيقة شرشفا حريرياً ناعماً، ثم وضعتْ في خفة فائقة فناجين القهوة أمامها، ووضعت قبالة المدير كأساً كبيرة من شراب الكاركاديه، وأعادت ترتيب زهور التوليب الحمراء وهي تثبتها على يسار المدير:
رسمة رائعة
أشارت برأسها ولم تكن شعرها مصفّفا كما يجب
تكلّمَ المدير عن أشياء أخرى، ابتسمت تلك الفتاة الساحرة الجمال التي كانت تجلس بجانبه.. كان فنجانها المليء بقهوة تركية حتى حافته أكبر من فنجانه، وكان شعرُها الأشقر المجعّد ينسدل على ظهرها نصف العاري، وكان ليلك الشفاه فوق شفتيها الناعمتين غير مقزز، وكانت أسنانها صفراء ليست بنظيفة، فعلمتُ بأنها مُدخّنة شرهة، أما ساقاها فكانتا كانتا ماذا؟ لا أدري بالتحديد على أية حال لم يكن مدير المتحف ينظر إلى ساقيها، ربما اكتفى بصدرها شبه العاري، وبدا من ظهورها غير العادي أنها كانت تتقصد ذلك
مرة أخرى قال المدير دون أن يفترّ لها:
ممتازة
أشارت برأسها مرة أخرى، ولاحت ابتسامة عادية من جديد على سحنتها المرهقة، لم تعد تكترث بأسنانها غير النظيفة. قال المدير أشياء مثل تناسق الألوان واللمسات الأخيرة بينما كانت جارتي غولفيرا تفترّ
في حركة جنونية أبعد المدير زهور التوليب الحمراء بيده، فاستعدت للخروج وهي أبعدت مقعدها في حذر نهضَت. تريد أن تعرف إذا كان المدير سيعلق لوحتها في معرضه في الأسبوع القادم أم لا؟ نظرتْ في خجل إليه، وقبل أن يتحدث بادرها كمن تذكر شيئاً مهملا
ورسمتكَ أنتَ يا ..هي الأخرى رائعة
تملكني ذهول كابوسي أفقدني الكلام، رحت أنقل نظرات حائرة وشاردة بين المنتظرين في الصالة المفتوحة أكان يستمد منهم المدد أم يتذمر؟ أدري ولكنني صحوت على صوت الساحرة الجمال الناعم
هل يحكي الآن عن لوحتها؟
كنت أتراجع إلى الوراء متحسسا دربي إلى الباب، بينما كانت غولفيرا بعينيها صوبي.
|
ليست هناك تعليقات