لم يكن التاريخ يسير ببطء في أحداث سوريا ولم تكن المؤامرة مجرّد رهان على إسقاط النظام فيها بل كان المقصود إسقاط الدولة ولم يكن حمد بن جاسم أل ثاني وسعود الفيصل إلا مجرد أدوات تلعب خارج خارطة الفعل فيها.. لا أحد منهما رأى الواقع وفق تلك المنعرجات التي ساقتها من قبل وكالات الاستخبارات العالمية باستثناء الروسية والصينية منها، لم تكن سوريا في الحرب الكونية التي سلّطت عليها سوى واجهة للدخول في جوهر الصراع الحقيقي من أجل تفتيت المنطقة والدفع بها نحو المجهول لتبقى السعودية لوحدها تلعب بالخيال الديني.
هناك موقف مُهتز، وهناك موقف مُضاد، هناك فرص لا تتاح في السياسة إلا في لحظات محدّدة، وبين إيران والغرب تكتمل هذه المُصطلحات ولا أحد بإمكانه الانطلاق من غيرها، إلا إذا تغيّرت الصورة الذهنية في واجهة الأحداث وبشكل يضمن حق الآخر في الاستفادة من التطوّر الحاصل، ومن قوانين الصراع ..
الغرب بعصاه السياسة الساخنة، وإيران تركض وراء الأحداث وتحاول القبض عليها من خلال مجرياتها وتوصيفها توصيفاً يتلاءم ومنظور الدولة والتاريخ، وكل طرف يحاول أن يعوّض ما فاته من الأحداث بشكل توافقي مع الواقع وما يخبئه، والمعادلة ليست جارية على نقيض الواقع، واقع إيران بالتحديد، وثمة فارق بين من يأخذ من فوهة الدخان طريق المجد، وبين من يأخذ من عمق الروح وميراثها صورة الخارطة السياسية التي يجب أن يكون داخلها لا على أطرافها، لقد تم تخزين الخوف وراء الستار بالمنظور الإيراني، وفتحت السراديب المظلمة لتقول ما يمكن أن يوضع ضمن الاحتمالات المستمرة للمواجهة.
وهنا تبدو كل الاحتمالات سيّئة بالنسبة للطرفين، فإيران ليست أميركا عسكرياً، وأميركا ليست إيران تاريخياً وعقائدياً، والخوف من المجهول يجتاح الطرفين حتى إن بدت ملامح التغيير في اللهجة السياسية من الطرفين أيضاً..؟؟
في عهد الرئيس الأميركي "رولاند ريغان" حاولت أميركا ألا تكون الواجهة للخطأ وأخفقت وكانت مهزلة "إيران غيت" ، وفي عهد الرئيس "جيمي كارتر"، سقطت لعبة الدم في صحراء" طبس "بعد أن انهزم جنوده الذين كان مقرراً لهم أن يخطفوا الإمام الخميني، فخسر "كارتر" الرئاسة و خسرت أميركا، وفي عهد أحمدي نجاد جاءت الثورة الناعمة، بمواقف غير معهودة
ولم تكن سوى رسالة للغرب بأنه على خطأ في فهم ما يجري في إيران، و بالتالي غير قادر على تطويع الأحداث فيها حسب منطق "الفتنة أشد من القتل"، فعاد "جورج بوش" إلى المهمة السرّية في المنطقة ضد إيران بما يفيد الخطأ القاتل إلى أن دخل في لعبة ، كانت ضده،وعوض أن تدخل إيران قلب العاصفة، دخلتها أميركا، بعد أن دخلت العراق بحسابات هي من أسوأ الحسابات العسكرية وخسرت، وما كان على " أوباما " لاحقاً إلا أن يتمسّك بالخوف من المجهول و رفض الحرب ضد إيران وضد سوريا رغم محاولات إسرائيل والسعودية جرّه إليها.
واليوم تبدو الصورة أشدّ عداوة لإيران من مماليك الخليج وكأن إيران بحر من الفقهاء فقط ، وبالمذهب الشيعي فقط ،لا بحراً من السياسة القادرة على ترصيف الحكمة بمنطق التاريخ والحضارة والدين، ولها منهما ما يشبه المعجزات. ربما للسعودية هواجس الخوف من أن تتغلّب الحكمة الإيرانية على الفوضى الدينية التي تمارسها السعودية بفتاوى متناقضة وتخسر ما لديها من هواجس القيادة على العالم السنّي..
والخطأ القاتل هنا ما تدّعيه السعودية على حساب ما تراه قائماً مقام الإشهاد في مذهبها الوهّابي القاتل لكل أنوار العقل ومعها التسامح الديني.. كيف لها ذلك والجزائر بها أطول مئذنة في العالم ب 264 متراً وهي مئذنة الجامع الأعظم وهو أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين الشريفين ، وبها ابن بأديس ومثله في العلوم الشرعية ذات المنحى التسامحي.
وصدق الإمام محمّد الغزالي حين قال ( الجزائر مؤهّلة لتقود العالم الإسلامي).. وكانت قضية احتجاز الرئيس سعد الحريري آخر ورقة التوت التي تغطت بها السعودية لسنوات، فإذا العالم ينهض كله على صيحات الخطى القاتلة ل "داعش" و"النصرة" الوهّابيتين وكأن الأرض اهتزّت بأقالها ليوم غير معلوم..
ومع ذلك ظلت السلطة الغامضة التي تحكم جدران المعبد السياسي فيها تفسر الخطأ بالخطأ القاتل..في مقابل ذلك كان القائد الإيراني سليماني على جبهة النار يصنع الأمل في لحظات إشراق لكل بائس أرهقته الوهّابية بفكرها التكفيري ودُعاتها المصابين بالتخمة من القول العوج في الدين حد الغثيان.. إذن،من يستطع أن يلعب على الحافات يستطيع أن يصنع التاريخ في اللحظات المُتآكلة لم يكن التاريخ يسير ببطء في أحداث سوريا ولم تكن المؤامرة مجرّد رهان على إسقاط النظام فيها
بل كان المقصود إسقاط الدولة ولم يكن حمد بن جاسم أل ثاني وسعود الفيصل إلا مجرّد أدوات تلعب خارج خارطة الفعل فيها.. لا أحد منهما رأى الواقع وفق تلك المنعرجات التي ساقتها من قبل وكالات الاستخبارات العالمية باستثناء الروسية والصينية منها، لم تكن سوريا في الحرب الكونية التي سلّطت عليها سوى واجهة للدخول في جوهر الصراع الحقيقي من أجل تفتيت المنطقة والدفع بها نحو المجهول لتبقى السعودية لوحدها تلعب بالخيال الديني فيها حسب منطق "الفتنة أشد من القتل"، فعاد "جورج بوش" إلى المهمة السرّية في المنطقة ضد إيران بما يفيد الخطأ القاتل إلى أن دخل في لعبة ، كانت ضده،وعوض أن تدخل إيران قلب العاصفة، دخلتها أميركا، بعد أن دخلت العراق بحسابات هي من أسوأ الحسابات العسكرية وخسرت، وما كان على " أوباما " لاحقاً إلا أن يتمسّك بالخوف من المجهول ورفض الحرب ضد إيران وضد سوريا رغم محاولات إسرائيل والسعودية جرّه إليها.
واليوم تبدو الصورة اشد عداوة لإيران من مماليك الخليج وكأن إيران بحر من الفقهاء فقط ، وبالمذهب الشيعي فقط ،لا بحراً من السياسة القادرة على ترصيف الحكمة بمنطق التاريخ والحضارة والدين، ولها منهما ما يشبه المعجزات. ربما للسعودية هواجس الخوف من أن تتغلب الحكمة الإيرانية على الفوضى الدينية التي تمارسها السعودية بفتاوى متناقضة وتخسر ما لديها من هواجس القيادة على العالم السنّي..والخطأ القاتل هنا ما تدعيه السعودية على حساب ما تراه قائماً مقام الإشهاد في مذهبها الوهاّبي القاتل لكل أنوار العقل ومعها التسامح الديني.. كيف لها ذلك والجزائر بها أطول مئذنة في العالم ب 264 متراً وهي مئذنة الجامع الأعظم وهو أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين الشريفين وبها ابن باديس ومثله في العلوم الشرعية ذات المنحى التسامحي. وصدق الإمام محمد الغزالي حين قال ( الجزائر مؤهّلة لتقود العالم الإسلامي)..
وكانت قضية احتجاز الرئيس سعد الحريري آخر ورقة التوت التي تغطت بها السعودية لسنوات، فإذا العالم ينهض كله على صيحات الخطى القاتلة ل "داعش" و"النصرة" الوهّابيتين وكأن الأرض اهتزت بأثقالها ليوم غير معلوم..ومع ذلك ظلت السلطة الغامضة التي تحكم جدران المعبد السياسي فيها تفسر الخطأ بالخطأ القاتل..في مقابل ذلك كان القائد الإيراني سليماني على جبهة النار يصنع الأمل في لحظات إشراق لكل بائس أرهقته الوهّابية بفكرها التكفيري ودعاتها المصابين بالتخمة من القول العوج في الدين حد الغثيان.. إذن، من يستطع إن يلعب على الحافات يستطيع أن يصنع التاريخ في اللحظات المتآكلة.
لم يكن التاريخ يسير ببطء في أحداث سوريا ولم تكن المؤامرة مجرّد رهان على إسقاط النظام فيها بل كان المقصود إسقاط الدولة ولم يكن حمد بن جاسم أل ثاني وسعود الفيصل إلا مجرد أدوات تلعب خارج خارطة الفعل فيها.. لا أحد منهما رأى الواقع وفق تلك المنعرجات التي ساقتها من قبل وكالات الاستخبارات العالمية باستثناء الروسية والصينية منها، لم تكن سوريا في الحرب الكونية التي سلّطت عليها سوى واجهة للدخول في جوهر الصراع الحقيقي من أجل تفتيت المنطقة والدفع بها نحو المجهول لتبقى السعودية لوحدها تلعب بالخيال الديني.
|
ليست هناك تعليقات