أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« حمة » ... أقصوصة بقلم : منير الجابري



  « حمة »
    بقلم :  منير الجابري
   7/12/2018


« مجلة منبر الفكر »
منير الجابري     تونس  7/12/2018


لئن حجب الظلام كل الصور التى تسر النظر ٠
فهو لايحجب الحب والامل عن النفس
مالت الشمس نحو المغيب وبدأت جيوش الظلام تغتال بقايا خيوط الشمس ٠
وطلع القمر من وراء الافق. حينها بدا حمة .يستعد للخروج فموعد العمل يقترب شيئا فشيئا .فهو يعيش اخر ليالى الصيف التى تمثل ذروة عمله .غير ملابسه ؛وتعطر بأفضل ما لديه من عطور
غادر منزله بحركات بطيئة متوازية فهو فنان شعبي .جاءت سيارة حملته الى القرية المجاورة حيث فريقه الفني في انتظاره ٠
استقبله أصحاب المنزل الذي تقام فيها حفل الزواج أحسن استقبال إنهمك الجميع في الإعداد للسهرة وضعت الاضواء الكاشفة ومضخمات الصوت وأصطفت الكراسي لجلوس الضيوف
وقد اعتاد اهل القرية أن يحدثوا كثيرا من الهرج والمرج في حفلات الزواج إنطلقت نغمات الناي مصحوبة بنقرات الطبل وقف" حمة "وتهيأ ثم بدا كعادته "بموال" ٠
تفتحت مدارك الحاضرين وهم يستمتعوا إنه صوته المتشح بالسحر والجمال هى اول رنة سحرية .فتأثر به كل الحاضرين .في صوته جاذبية خفية
مرت أكثر من ساعة "وحمة" يغني دون انقطاع ٠
إقترب منه احد زملائه .وهمس إليه
-لابد أن تأخذ قسطا من الراحة
أتم الغنية وجلس .
حينها اقترب منه احد اصدقائه .واخبره بان عشيقته تجلس على كرسي في زاوية .وقد أسندت رأسها الى جذع زيتونة .سأله
- ماذا ترتد ؟ -
تظهر بثوبها الذي يميل الى زرقة السماء ؛ وقد أضفت عليه الأضواء الكاشفة شيئا من الجمال ٠
- ربما هي أجمل نساء الحفل -
- نعم هي أيقونة السهرة .
-قد تسمع مناجاة قلبي المتاواصل لها اهكذا ينقضي الحلم وتندثر الحقيقة .-
- اي حقيقة ؟ -
-انها حلم حياتي لكن فرقتنا السبل
.ثم سكت دقيقة كي يسترجع انفاسه .
- لقد جاوزت الاربعين من عمري وطلع الشيب ولاحت مظاهر التجاعيد على وجهي .
- وما العيب في ذلك ! .
- لم اسمع همساتها في سكينة الليل .-
- هل وعدتك بالزواج ؟
- نعم لكن أهلها رفضوني وأنت تعرف أعيش وحيدا في منزل متداعي للسقوط .-
- الم تعشق سواها ؟ -
-انها الوحيدة القادرة على الاصغاء لتنهداتي المتصاعدة وجعا !
وفجاة تعالت الزغاريد فعاد للغناء ٠مر الليل اكثره .بدأ الحاضرون بالانسحاب .وسحقت الاقدام كؤوس الخمر .فعاد حمة الى منزله يعانق الوحدة .وقد شعر بعاطفة غريبة .قوية مخيفة لذيذة .تملا قلبه حزنا و فرحا في الأن ذاته٠٠٠



 اقرأ المزيد لـ منير الجابري


لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا


ليست هناك تعليقات