(غريبان في رمل)
1 ـ
لكلِّ خسرانٍ
ثمنٌ لا يحتملُ المراجعة.
2 ـ
قال الثعلب: "ليكن خمّ للدجاج"
وكان ما قال الثعلب، وكان خمٌّ للدجاج
وقال الذئب: "ليكن للخرافِ سياج"
وكان ما قال الذئب، وصار للخراف سياج
وهذا يقول وذاك يقول وذيّاك.
3 ـ
وماذا عندما توقِد للدُخان
وماذا عندما الذهاب قليلُ الإياب؟.
4 ـ
غريبان، على حذر، في رمل
أحدهما ـ لا مطر والآخر ـ لا أثر.
****
(الفجر الآخر)
1 ـ
دمٌ كثير
يُسفك تحت الشمس
من أجلِ حيّز
ثلج.
2 ـ
مَن عادتُه النهش سيَنهش
ولو هو حتى في مِحراب.
3 ـ
ليستِ البلادُ هذه الشمس الرقيقة
ليست هذه الخضرة، ولا ينابيع السكّر
البلادُ أهلُها ـ الفجرُ الآخر.
4 ـ
خرجوا في زمانِ الحلم
مع الماءِ والشجرِ والزهور
مع النملِ، الفراشاتِ، العصافير
نظروا إلى الرمل، أَصغوا للنهر
تحدّثوا مع الريح
قمرٌ كبيرٌ قمرُ البلادِ الشاسعة
أسماؤهم قوسُ قزح، الرئةُ يوكولابتس
خرجوا في زمانِ الحلم ـ أبوريجنال أستراليا ـ
السكّانُ الأصليّون.
5 ـ
عند خطِّ الإستواء الأقرب إلى الشمس
القلبُ مفعمٌ بالحبّ وفي ذروةِ الذروة.
***
(الكلّ بالأرض)
1 ـ
صديقك
لا يحوجك
للتمويه
في حديثِك.
2 ـ
يقع الإنسانُ
حيث يفشلُ المجتمع.
3 ـ
فقدانُ الثقة
موتٌ آخر.
4 ـ
ترتيبُ حياةٍ
صناعةٌ عمياء.
5 ـ
مجرّةُ "درب اللبّان"
كانت هي الكون كلّه
فيما حقّاً هي واحدة
من 200 بليون مجرّة
لم يدركْ ذلك "مونوسوبيان" ـ
إنسانُنا الإفريقيّ الأوّل
نحن الذين ندرك
أنّ المجرّات كلّها، ومعاً
عمارةٌ طبعُها أن لا تستقرّ
أو لم تُنجَز بعدُ.
6 ـ
هذا الفضاء
فوضى إلى أقصى نقطة
تجعلني أجزم أنّي لو لي يد
لأقتربتُ على نحوٍ أرقّ، أشفّ.
ماذا حاجتنا لأحزمةِ الصخور،
لأي حاجة تولد نجوم،
تولد كواكب، أقمار،
وتموت نجومٌ اختناقاً أو إنفجاراً
ومعها عوالم لا عدّ ولا حصر لها،
جاهدتْ لتكون ذرّةً ذرّةً،
ولبلايين السنين،
كأنّ كلّ هذه العمارات الهائلة،
المضيئة، المظلمة، المبصرة، المغمِّضة،
الواقفة، القاعدة، الماسيّة، الذهبيّة،
الفضيّة، الحجريّة، المائيّة، الغازيّة،
لكي تغرق ممزّقةً في الثقبِ الأسود،
الذي عنده يتجمّد حتى الوقت.
ما سبق أقلّ من رأس إبرة
في مجرّتنا ـ درب اللبّان
التي هي واحدة
من بين أكثر من 200 ألف مليون مجرّة،
ومجرّتنا ذات المئتي بليون شمس
وترليون كوكب وقمر
وسُحب لا تنتهي من الحجران والصخور
هي مجرّد ربّما طفل يحبو
بالنسبة لأجسام زميلاتها ـ الديناصورات.
وبالمناسبة مشت الديناصورات على الأرض
قبل 65 مليون سنة،
كان بعضها بطول 10 طوابق،
ولكنّه الكون الذي كلّه فوضى،
لكنّها الفيزياء، الكيمياء، ما تشاء،
في جبروتِ وعظمةِ المادّةِ الساخرةِ الخالدة.
7 ـ
قلاع وحصون
كلّها تُسوّى بالأرض.
***
(بالعين المجرّدة)
1 ـ
خابَ
من لا يتعامل
مع فصول في حياته
كأنّها فصول من حكايته.
2 ـ
الأرضُ
كوكب من ثمانية
تدور حول الشمس
التي مثلها بلايين
في مجرّةِ "درب اللبّان"
التي هي واحدة
من بلايين وبلايين المجرّات
في كونٍ هو حقّاً
في ولادةٍ مستمرّة
أو هو ورشةُ عملٍ
لم تُنجَز بعدُ.
3 ـ
كلُّ كلام
والخسران
ألمٌ أكثر.
4 ـ
"جنكيز خان آخر العصور القديمة
مفتتحاً العصورَ الجديدة، حياتُه شكّلتْ نهرَ دمّ
فاصلاً نهايةَ عصورٍ، بحبِّها وحربها، بمائها ونارِها
وبدايةَ عصورٍ جديدة، بحبِّها وحربِها، بمائها ونارِها ونورِها وظلامِها
وكم يشعرُ إنساننا بعدُ أيضاً بالإنكسار".
5 ـ
هذه الأسئلة لها ظلّ
ولكن أين هو المُحفِّز؟
احتمالاتُ الصدفة
لئلاّ يكون الملل أكثر
العزلةُ موتٌ آخر
ما تُقرُّه، ما لا تُقِرُّه
ما تعلم، ما لا تعلم، ما لم تعلم
خرافةٌ بالعين المجرّدة
عينُ الحكمةِ
إدارةُ هذا العبث.
6 ـ
يعتقد أنّ الألمَ يريد أن يتّصل
أصواتٌ منذ الطفولة تحتضنُ كأنّها تنصهر
الحياةُ ترقّ، تشفّ، وذاتها تلدغ أو تنهش.
7 ـ
انخفضَ منسوبُ الوعي الطبقيّ
ارتفعَ منسوبُ طنين الذباب الأزرق.
8 ـ
ومِن البُعدِ مصالحة
ومِن الإقتراب مصالحة أقلّ.
9 ـ
المشهدُ
في كلِّ حقبة
هو غيره
الكسورُ كثيرة
في رأسِ الدم.
10 ـ
وسُمِعَ صمت
أعقبَتْهُ صرخة.
ليست هناك تعليقات