« الفنان التشكيلي محمد الجنوبي و العلاقة بين الماضي و الحاضر »

هيثم عساف - سورية ....... اقرأ السيرة الذاتية للفنان محمد الجنوبي

محمد الجنوبي فنان بنى عمله الفني على أساس التكوين المغلق، حيث جمّع كل عناصره داخل الكادر مستدعياً تلك المفردات التشكيلية من تراثه وبيئته المحلية ورموزها المختلفة وألوانها المبهجة، فكثير من أعماله  تعطي دلالات بطبيعة المجتمع الذي يعيش فيه ذاك الفنان وطبيعته الشخصية

والدلالة على الحيوية، يحمل تلك العناصر الشكلية بما تتضمنه من دلالات ومعان سفينة أحلامه في قاع العمل لتسبح في عوالم عاطفته الجيّاشة وحبه للحياة وأمنياته للإنسانية أن تعيش في أزهى عصورها وتستفيد من تاريخها وحضارتها وتراثها في الحاضر لبناء مستقبل مشرق لهذا الجيل والجيل القادم كسفينة نوح عليه السلام التي أنقذت البشرية من الظُلم وعبرت بهم للسلام.  يغلب على تصاميمه  البناء القوي والمتماسك لكل المفردات سواء في الأشكال أو الألوان وتوزيعها في الحقول المرئية

فيجمع كل تلك الأطياف اللونية وينثرها من جديد بخبرة فنية ومهارة تقنية مستخدمها كوسائل لإيصال رسالته البصرية ورؤيته الفنية ومناشدته لتحقيق آماله كإنسان في عصره الحالي.

و في حديث من أحد أحاديثه تكلم فقال :

إن نظرة ثانية  لتجاربي خلال عقدين من العمل المهني، تكشف من خلال اللوحات اهتمامي بقضايا تخص ذاتي وهويتي، ومع مرور الوقت والإهمال ساءت حالة الأعمال المبكرة، ثم  زادت الأعمال والخبرات وهنا استطعت رؤية الفرق في نوعية الأعمال قديمًا وحديثًا، فكررت النظر في هذه الأعمال والقطع القديمة مئات المرات، حيث عَلِقَتْ بكل واحدة منها ذكرى تخصني أو معنى يهمني، مثل الأماكن التي رُسِمَتْ فيها، أو الناس الذين كانوا معي في ذلك الوقت.حاولت اكتشاف نفسي من خلال إعادة قراءة الأعمال بعين الخبرة والتحول. قمت بتقطيع اللوحات القديمة وأعدت ترتيبها مع إضافة عناصر جديدة حولها، ومن خلال هذه اللعبة الفنية، كأني حصلت على "نظرة ثانية" للعمل الذي خلقني ( وليس العكس) وهذا التكرار قد ساعدني على فهم تلك العلاقة بين الماضي والحاضر. 

Tales 

Second sight throughout my career, much of my painting has been an exploration of issues of the identity and the self. During the two decades of my career in art, the work piled up, but as a result of time and neglect the quality of my early work deteriorated. I had seen these paintings hundreds of times and they had particular meanings and memories attached to them--of places I painted in, of people who were around at the time. I tried in this project to see my old work in a different light, as a means to re-discovering myself through re-reading them from the perspective of experience and transformation. I cut up these old canvases and re-arranged the pieces, adding new elements or combining them with newer work. Through this process, it was as if I got a "second sight" of the work which had created me (and not the other way around). This repetition helped me to find a new way of understanding my past and its relation to the present.

إجمالاً، تتسم أعمال الفنان محمد الجنوبي  الفنية بتجربة ثرية ورؤية عميقة ومهارة عالية وعاطفة جياشة وحس مرهف وطرح القضايا  داخل تكوينات متزنة ورصينة وقدرات لونية فائقة، مستلهماً من بيئته وتراثه وأحداث العصر وعاطفته الأفكار، ويطرح رؤاه الفنية بشكل متميّز عن أقرانه.

و ها نحن نقدم لكم مجموعة من روائع أعماله