لم يعد للرؤيا دليل.. يا دليلي..
حتى لو تحدثت القهوة عن مشاريعها الصباحية.. فلا تصدق النكهات..
ولو كان النبيذ حسن الخلقة اكثر من ذلك.. لكان سرب الحمام.. ظل سراب..
لم يعد في فسحة البلاد.. أرصفة تتسع.. لصهيل القلوب المتوجعة..
فثمة وعكة لا تبرح صمت الماء في تمهله الذي يمضي خلفك..
دع خلل الابتسامات.. يحكّ أقدام الثقل ليعلو.. فكل النهايات.. قبور حفرت على عجل..
***
خيط الصباح.. وقهوته.. مرتبك في هذه الحرب القذرة.. ها أنذا. يقرص فمي التوت الشامي.. كقرّيص الغابات.. سأبتسم بسخرية من كل شيء في هذي البلاد... وسأصرخ: لا.. لايعجبني... ولن يعجبني بعد الآن.. كل شيء... وأي شيء...
****
تأتيني ضحكتك يا أبي.. يا وقار المواسم البعيدة..
وأمي التي تغزل حريتها.. بجديلة شعري.. سليلة الحكمة..
وأنا.. أتقصّى امتدادي إليّ.. بكل متاهات العقل.. والقلق الأبدي للحزن..
طوبى لبيارات الأفكار المتهالكة تحت وطأة كل هذي الحواس..
***
لمن ترتكب كل هذي الاحتفالات..؟
لمن نقيم صلاتنا في السرّ..؟
كيف نضع بين خاصرة الكأس وخاصرة الوجع كل تلك الذاكرة.. كي لا نموت..؟
هل عاديون نحن عندما نقطف من أرواحنا.. كل الخطوات التي اعتدنا على تنفسها ساعة تتبعثر الكلمات..؟
ولمَ جنون الكلام.. يصبح نبيذ الغائبين عنا..فتتدلى من جيوبنا.. فكرة الجنون المطلق..؟
لا جواب هنا.. حتى الجدران تتوجع.. بكل ظنون القارئ.. المشدوه.. بصهيل الأجوبة..
كم كلمة سأقولها.. ليبللني هذا الوقت.. بنسيم الله.. ؟
كم صلاة تولد من رحم هذا النشيد..؟
بنفسجيّ صوت السؤال.. وأزليّ جسد القصيدة..
فمن أين تأتي الحكمة إذاً..؟
سؤال يحدق بي.. وأشعر بطعم فمي حلواً بمذاق التوت الشامي..
أغلق راحتيّ على السؤال.. وأتمشى في أزقته..
وأتساءل: هل فعلاً لن يتسع هذا العالم.. لنا جميعاً...؟
سؤال آخر ويعلق في فمي طعم الصبّار..
ثم.. لمَ العشاق كثر.. والمدن..قليلة..؟
أفتح عيني جيداً..
وألقي بمائهما في جدول الكلام الذي منه أخرج..
أعلق كل الأسئلة على ظل الغيم... وأهرب.. وأنا أصرخ.. في الله:
لمَ وجهك.. يأتيني دائما مغسولاً بالأبدية التي.. تلهمني.. هذه الأسئلة..
بينما كل الأجوبة فاتحة أفواهها لقضمنا جميعاً..!!؟
ليست هناك تعليقات