الأمم المتحدة توقف أعادة إعمار غزّة

 أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في المناطق الفلسطينية «أوتشا»، عن توقف عملية إعادة إعمار المنازل التي دمرتها إسرائيل في الحرب الأخيرة على قطاع غزة في صيف عام 2014، جراء منع سلطات الاحتلال الإسرائيلية إدخال مواد البناء منذ شهر.

وذكر بيان أصدره مكتب «أوتشا» أن الهيئات التابعة للأمم المتحدة التي تشرف على العمليات اضطرت إلى وقف المساعدة لإعادة إعمار أكثر من ألف مسكن في قطاع غزة، بسبب نقص مواد البناء. وأكد أن المنظمات التي تقدم مساعدات، اضطرت إلى تعليق مساهمتها المالية لإصلاح مساكن تعود لأكثر من 1370 عائلة، بسبب ندرة الأسمنت والارتفاع الكبير للأسعار.

وكانت إسرائيل قد أوقفت في الثالث من إبريل/ نيسان الجاري، إدخال الإسمنت لصالح المشاريع الخاصة في قطاع غزة، بعدما زعمت أن هذه المواد تتسرب إلى الجناح المسلح لحركة حماس لبناء الأنفاق.

ونفت وزارة الأشغال العامة في غزة الإدعاءات الإسرائيلية في وقتها، وأعلنت أن مواد البناء تدخل قطاع غزة وفق آلية خاصة تشرف عليها الأمم المتحدة، حيث تخضع مواد البناء لرقابة مشددة.

وحذر مسؤولون دوليون سابقا من خطورة القرار الإسرائيلي، وأكدوا أنه سيزيد من صعوبة الأوضاع في القطاع، وسيرفع من نسب الفقر والبطالة وسيشدد إجراءات الحصار.

وأوضحت منظمة «أوتشا» أن وقف إدخال الإسمنت عمل على تأخير عمليات الدفع لـ 1550 عائلة، كانت ستبدأ بإعادة الإعمار بسبب النقص في مواد البناء. وذكرت أن 75 ألفا لا يزالون مهجرين داخل قطاع غزة، بعد هدم منازلهم خلال الحرب. 

وبالأصل تسير عملية الإعمار ببطء شديد جراء تأخر المانحين في دفع ما عليهم من التزامات مالية، تعهدوا بدفعها في مؤتمر المانحين في القاهرة في أكتوبر/ تشرين الأول 2014. 

إلى ذلك ذكرت «أوتشا» أن سكان غزة «يعانون من النزوح الطويل، بسبب القيود المفروضة على وصول مواد البناء الأساسية، وعدم وجود تمويل لإعادة الاعمار». وأكدت أن النقص الحالي في الإسمنت أدى إلى اضطراب وظيفة نحو 40 ألف شخص يعملون في قطاع البناء والتشييد.

ولوحظ مؤخرا أن إسرائيل شددت من القيود المفروضة على قطاع غزة، وزادت من وطأة الحصار المفروض على السكان.

وأول أمس حذر نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، الاحتلال الإسرائيلي من استمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، قائلاً: «لا تسيئوا تفسير صبرنا في غزة». وأكد هنية خلال كلمة له في مهرجان «لحن الانتفاضة» الذي نظمته حركة حماس مساء إول من أمس الخميس في مدينة غزة، أن من حق شعبنا في غزة «رفع الحصار وإقامة الميناء وتشييد المطار وفتح المعابر».

وخلال المهرجان قال مسؤول في الجناح المسلح لحركة حماس مهددا «إما رفع الحصار أو الانفجار».