كَمْ منْ مُبْدع يَحْيا ميّتاً وَسطَ كَوْكَب غائب كَقُبْطانٍ
يقودُ الباخرَة في البَحر السَاكن،
مُسَطح الفكر و الماء في الطين ذائِب
مُنبطحاً تحتَ أقْدَام الأَدْغَال وَ الوُعود رَمَاد …
قَافلةٌ ، ظِلٌّ يَسْبِقُها .. تَبْحَثُ عنْ أثرٍ.
و كَمْ منْ مُبدعٍ يَعيشُ عَلى فُتَاتِ إبدَاعه
بَعدَ أَنْ رَكَدت أعمالَهُ و دمائهُ في الوَحلِ و الطينِ ..
و تَتَمَايَل بَينَ عَاصفةِ الريح التي تَلعبُ بالرَّمل
و تَغُوصُ تحتَ الأَمواج لتغرق في بَحر التجاهُل و النسيان.. !
فيُصبحُ سَد النَوافذ بالتُرَاب.
هَذَا هُوَ حَال المُبدع الذي يَمُوتُ عَطَشاً
يُغردُ وَحيداً بَعيداً
مُحاولاً الإبحار في عَالمه
كُلمَا شربَ قَليلا يَزدَادُ العَطَش كَثيرًا
مثلَ بئر جفَّ منه المَاء و في قَعره الدَّلو يَغرَقُ ثمَّ يَطفُو ..
لَا يَزَال يَعيش حَالَة منَ الاغترَاب في وطنه و وَكره
كَأَنَّ بَحرَهُ شرير يُحَطم السُّفنَ عَلى صُخُوره
وَ يَشكُو هُمومَه لوجدان الحَيَاة
عَبرَ الغَوص في أَعمَاق ذَاته
كَالسُحب التي تَركُض في الفَضَاء
و الشَمس تَبدُو خَلفَها صَفرَاء
لعَلَّهُ يَجدُ بَعضَ الخُرَافَات التي تُلَمْلمُ جرَاحه
و يَتَلاَشى كسلسلة تَتَسَاقَط حَلقَات
و تغزل منهَا خُيُوطاً منَ الآمَال .. .
ليست هناك تعليقات