أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

عندما يُقتل الطاووس تنطفئ الألوان ... بقلم : عائشة كمون



 عندما يُقتل الطاووس تنطفئ الألوان
  بقلم : عائشة كمون
  16/7/2016


   


كَمْ منْ مُبْدع يَحْيا ميّتاً وَسطَ كَوْكَب غائب كَقُبْطانٍ 

يقودُ الباخرَة في البَحر السَاكن، 

مُسَطح الفكر و الماء في الطين ذائِب

مُنبطحاً تحتَ أقْدَام الأَدْغَال وَ الوُعود رَمَاد … 

قَافلةٌ ، ظِلٌّ يَسْبِقُها .. تَبْحَثُ عنْ أثرٍ.

و كَمْ منْ مُبدعٍ يَعيشُ عَلى فُتَاتِ إبدَاعه 

بَعدَ أَنْ رَكَدت أعمالَهُ و دمائهُ في الوَحلِ و الطينِ .. 

و تَتَمَايَل بَينَ عَاصفةِ الريح التي تَلعبُ بالرَّمل

و تَغُوصُ تحتَ الأَمواج لتغرق في بَحر التجاهُل و النسيان.. !

فيُصبحُ سَد النَوافذ بالتُرَاب.

هَذَا هُوَ حَال المُبدع الذي يَمُوتُ عَطَشاً 

 يُغردُ وَحيداً بَعيداً 

مُحاولاً الإبحار في عَالمه

 كُلمَا شربَ قَليلا يَزدَادُ العَطَش كَثيرًا

مثلَ بئر جفَّ منه المَاء و في قَعره الدَّلو يَغرَقُ ثمَّ  يَطفُو ..

لَا يَزَال يَعيش حَالَة منَ الاغترَاب في وطنه و وَكره 

كَأَنَّ بَحرَهُ شرير يُحَطم السُّفنَ عَلى صُخُوره

وَ يَشكُو هُمومَه لوجدان الحَيَاة 

عَبرَ الغَوص في أَعمَاق ذَاته

كَالسُحب التي تَركُض في الفَضَاء 

و الشَمس تَبدُو خَلفَها صَفرَاء 

لعَلَّهُ يَجدُ بَعضَ الخُرَافَات التي تُلَمْلمُ جرَاحه 

و يَتَلاَشى كسلسلة تَتَسَاقَط حَلقَات

و تغزل منهَا خُيُوطاً منَ الآمَال .. .





لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط هنا

ليست هناك تعليقات