أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

الواقعية والابداع في تجربة الشاعرة عالية محمد علي ... بقلم : عدي العبادي



 الواقعية والابداع في تجربة 
الشاعرة عالية محمد علي
  بقلم : عدي العبادي
  10/1/2017



الشعر تصورات داخلية يعيشها المبدع والقصيدة إنتاج إبداعي تولد تحت مؤثرات معينه كالحزن والفرح والحب والفراق والحالة والوطنية  الخ  وتكون عمل مطروح . ولهذا تكون كل قصيدة مستقلة في ذاتها ولا تمثل غير إحساس عاشه المبدع في مرحلة او لحظة ما 

وعلى سبيل المثال  الشاعر الفرنسي الكبير ـ رامبو ـ تعرّض لحداثة جعلته ينظر للحياة بحزن وتشاؤم ووصف ما جرى له بقصيدة  حزينة بينما نجد الشاعر الفرنسي ـ لويس أراغون ـ يتحدث في احد نصوصه عن الجمال والطيور والطبيعة, وهذا الاختلاف يعود سببه للتجربة الحياتية التي عاشها الشاعرين وقد جسد كل شاعر الحياة حسب ما يشعر به  من الم وفرح و انفعالات شخصية وهذا ما نجده في مجموعة من نصوص الشاعرة عالية محمد علي تقول في احد نصوصها :
من باع وجع
الطرقات لدمي
وأغلق عناوين العزلة
لا ظل في مرايا الروح
يعانق اخر فراشاتي
او يغتال لحظة
عشق بيني
وبينك
أعلن فيها
ربيع الوقت
الذي يورق
ساعات لا تنتمي
لي انا 

بدراما تُعاجل الشاعرة المشهد الشعري وهي تصور حالة عن الذات .
انه بوح عن كينونة وبناء علاقة بين عالمها الداخلي والخارجي وقد اوصلن لنا فكرة العمل من خلال الدراما الشعرية التي كان يشتغل بها في العراق الشاعر الكبير يوسف الصائغ ومع اشتغاله بخاصيّة, لكن هنا صور عدة جعلتنا في تناغم متواصل لفهم ما تريد قوله, انها تعمد على ابتكارات حداثوية :

لم
أضع تاريخ حزني
لكن شموع الغفلة
لفها الظلام
على سرير الغربة
تتكئ  ضحكتي
لا حلمٍ أكمل به هوسي
بلا وطن تنام احلامي
ويغادرها التوهج
من يعرف سر الدمعة
في قصائدي ؟
قلبي لا يملك
حدود
هو جنة يدخلها
كل ألبائسين .

تنوع بالطرح في المادة الإبداعية مما جعل النص عبارة عن صور مختزلة على سياق متصل وتظهر فيه فنية البناء ودقة اللغة التعبيرية عن الحالة الخاصية في الكتابة اي انك تكون إمام تفرد في التنسيق\ الصورة وتدخل بعملية اكتشاف للوصول الى ما تريد الشاعرة طرحه فهذا تعدد يعطي دلالة على مخزون قدرتها في بناء منجز جيد, فتكون هذه المقطوعة الفنية ذات تداخلات متنوعة على إيقاع حسي حيث تجد في كل مقطع منها صورة مستقلة ترتقي ان تكون نص ونحن نعيش مرحلة الومضة والشذرة فالشاعرة بقولها لا حلم أكمل به هوسي تعد صورة, أضع تاريخ حزني صورة ثانية, وبلا وطن تنام ظنوني لا تنتمي للصورتين, ان عدم وجود المركزية في شعر عالية محمد علي يجعله اكثر ثراء واحتواء على نوعية خاصية بالتعامل معه من قبل القارئ الذي هو الشريك الثاني بالعمل .




لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط هنا

ليست هناك تعليقات