وإن سألت أحدهم من هو؟ حدثك بغير صوته، بصوت يخرج من أحد الكتب التي تعرفها جيداً وتحفظ نصها عن ظهر قلب، ولأنه يتقمص الدور جيداً ينسى أن يذكر لك أن النص مقتبس.
ما معنى أن تكون ناجحاً؟ أن تكون مشهوراً، وما معنى أن تكون مشهوراً؟ بأن يكون هناك من يتبعك بقلبه وجسده متخلياً عن نعمة العقل مكتفياً بوجودك!
من ذلك المشهور.. لن نسأل ما رسالته، بل ما الذي يعرضه؟
لا أحد يكره أن يجد قبولاً من الناس وأن يكون ناجحاً، ولكن قبل ذلك عليه أن يسأل نفسه فيما سينجح، وهل سيكون هناك من يتبع أثره؟
هناك شهرة تفتح العقول قبل القلوب، وهي التي تحمل في طيها رسالة، وتبنى على مبادئ صحيحة وقيم أخلاقية عالية، تلك التي تفتح لها أبواب الخير، كشهرة عالم.. تاجر.. شهرة رجل دين أو مفكر، والكثير من تلك الأدوار التي تساهم في بناء الأمة والمجتمع والأسرة.
الأمثلة التي تسوق إلى الأخلاق والكفاح تلك التي يرقى بها المجتمع ويفاضل بها عن غيره من المجتمعات، أما تلك الشهرة التي تكشف الجزء الذي كان يستره الخالق ويعريه المخلوق ليبهرنا بتمام نقصه وفقره الأخلاقي، وهو يجر خلفه من لا هوية لهم، مختبئاً خلف حريته الشخصية بأن له كامل الحق بتمثيل نفسه فيما يراه مناسباً وبما يدر عليه بالماديات، فتلك هي الفكرة الرخيصة، والأرخص أن يبيع المرء نفسه في سوق شهير من أجل الكثير من الضوء، وكأن النور الداخلي لا يكفي ولا يغني!
نحن بحاجة إلى عقول تعرف كيف تغرس القيم الأخلاقية. فالمشكلة ليست في الشهرة والطموح المادي، بل في الطرق التي يتخذها البعض، والتي قد تدمر جيلاً بأكمله، فالعادات الدخيلة أصبحت تطغى على هوية المجتمع الحقيقية حتى اننا أصبحنا نتعجب اليوم ممن يتمكن من المحافظة على موروثه الديني والمجتمعي، وكأننا انسلخنا من أنفسنا، اعملوا واجتهدوا وتسابقوا نحو الشهرة ولكن بشرف، ليكون طريقاً تكبر به سيرة عطرة تستحق الحياة.
أنفال عبدالباسط الكندري
ليست هناك تعليقات