احترتُ حقيقة في عنوان هذه المقالة، نظراً إلى حساسية الموضوع الذي سأتطرق إليه، ولأنني أم فأعي تماماً ما تشعر به الأمهات الأُخريات. فمن وقت لآخر ألتقي من تفتح قلبها لي وتشكو من عدم رضاها عن زوجة ابنها، أو من تشكو من عدم تقبّلها زوج ابنتها.. ومن دون سبب واضح او ذنب يستحق، وكلتا الحالتين اللتين سمعت بهما مجرد نفور بالفطرة عن عدم ارتياح او انزعاج من العنصر الجديد على العائلة، ولكن مع مرور الوقت تبدأ الأمهات بالتأقلم مع المنافس الجديد.
وفي الواقع هو توجُّس الأم من عدم إسعاد فلذة كبدها، وأيضاً نوع من أنواع الغيرة غير المُباشرة على الابن او الابنة؛ خوفاً من الابتعاد عن مساحة قلب الأم المملوء بحب أبنائها او التقليل من دورها، وذلك لوجود من سيرعى ويهتم ويأخذ جزءا من دور الأم الذي نذرته بالكامل للأبناء.
وهذه سُنَّة الحياة.. أبناؤها سيتركونها ليبدؤوا حياة جديدة، كما نحن تركنا أهلينا من قبل، ولكن يظل التواصل والتراحم والمودة والزيارات مستمره ولا تنقطع، ومع هذا يظل شعور الأم بأن هناك من شاركها هذا الحب. الوضع في عصرنا الحالي أفضل بكثير من السابق، نظراً إلى التقدم الحضاري بجانب الوعي والثقافة، فخفَّت حدّة تعصّب الام، وأصبحت العلاقة اقوى، والاحترام متبادلا، ذوقياً وأدبياً.
ولكن ما كنا نسمعه عن قصص بالسابق هو منافسة بين اثنتين على قلب واحد.. وأكثر الصور وضوحاً وتُرجِمت لأفلام كوميدية، في جمهورية مصر العربية، حيث جرى توثيق علاقة الحماة (ام الزوج او الزوجة) مع الطرف الآخر. ويحضرني حديث، وبصوت مسموع حين كنت اتنقل في القطار بين ضواحي لندن؛ إذ بأم تشكو لصديقتها الجالسة بقربها انها لم تر ابنها منذ فترة بعيدة، والسبب زوجته، إذاً هذه مشكلة تخص جميع الأمهات، سواء عربيات أو أجنبيات، نظراً إلى حساسية الأم المفرطة وفطرتها تجاه أمومتها وأبنائها.
نفيعة الزويد
ليست هناك تعليقات