ماذا يتغير حين تتولى النساء السلطة؟ ... سليمة لبال
سليمة لبال
تمكنت الكثيرات من النساء عبر العالم من الوصول الى السلطة، وتبوأن مراكز قيادية، فما الذي تغير معهن في سياسات الدول، وهل ناصرن قضايا المرأة ووقفن إلى جانبها؟
قبل ست سنوات من انتخابها رئيسة للوزراء في بريطانيا، قالت مارغريت تاتشر، إنها لا تعتقد بأن سيدة يمكن أن تصل إلى منصب رئيس وزراء بريطانيا، لكن على العكس منذ ذلك الحين، شهدنا وصول نساء كثيرات للحكم في العالم، فالنساء يمثلن 22.7 في المائة من تعداد البرلمانيين في العالم، وبين كل 10 رؤساء دول، نجد رئيسة دولة. وبفضل تيريزا ماي في المملكة المتحدة وأنجيلا ميركل في ألمانيا، أصبحت النساء في العالم يقدن قوى عظمى، من دون أن ننسى ليبيريا وكرواتيا ومالطا وتايوان أيضا، حيث تتولى المرأة منصب الرئيس. وكل نموذج نسائي يدفع الى الفخر لأن كل واحدة منهن تؤدي دورا نموذجيا ومثاليا للأجيال المقبلة، وكل واحدة تدفع باتجاه المساواة مع الرجل، لكن في الواقع هل من اختلاف؟وهل تملك النساء طريقة خاصة بها للوصول إلى السلطة؟
لا توجد لحد الآن دراسة تؤكد أن النساء ينتهجن سياسة أفضل أو أسوأ من نظرائهن الرجال، ولكن من الناحيتين التاريخية والاجتماعية، لم تمتلك النساء الأوراق الرابحة التي كان يمتلكها الرجال بين أيديهم. ففي مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز تحت عنوان: «هل هناك معايير مزدوجة للنساء في السياسة؟ عشية آخر مناظرة أجرتها هيلاري كلينتون مع دونالد ترامب جاءت: «تصوروا أن هيلاري كلينتون تتفاخر وتؤكد ان ليس لديها أي مشكلة مع حجم رحمها، وأن تثني على مكانتها الاجتماعية التي سمحت لها بمواجهة الرجال. بالنسبة لكل القياديات، فـإن هذا الأوراق الرابحة النسائية، التي كان دونالد ترامب يؤكد انها الشيء الوحيد، الذي تملكه منافسته، تحولت الى قنابل، ذلك انها انحصرت في اسمائهن واجسادهن وملابسهن التي اصبحت تخضع للتدقيق والتمحيص والتفحيص اكثر من برامجهن، وتقول الناشطة السياسية فريديريك ماتونتي: «ان لم تكن القياديات أكثر انوثة، يعاب عليهن انهن سيدات حديديات، وان كن اكثر انوثة قالوا انهن جذابات ومثيرات».
وحين لا يشكل المظهر مشكلة يتم التركيز على الوضع العائلي للقيادية، ويبدأ التساؤل عن ذلك الزوج الذي سيرعى الأطفال، مثلما حصل مع المرشحة السابقة لانتخابات الرئاسة الفرنسية سيغولين روايال خلال الحملة الانتخابية للرئاسيات الفرنسية في عام 2007، اما الجمهوريون الاميركيون فتساءلوا ايضا خلال انتخابات الرئاسة الاميركية الاخيرة عما اذا كانت هيلاري كلينتون ستضطلع جيدا بمسؤولياتها كجدة، إن فازت بالانتخابات، فيما نشرت صحيفة سانداي تايمز البريطانية صورا لما وصفته «سياسات من دون أطفال» لتبيان خبر تولي تيريزا ماي منصب رئاسة الوزراء في بريطانيا، فيما ابرزت صحيفة اسكتلندية ان رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستارغون تعرضت للاجهاض. خلال نشرها مقابلة اجرتها معها بعد استلامها لمهامها.
هذه الصعوبات ليست من دون نتائج، وفي هذا الشأن تقول الباحثة ساندرين لوفيك: «تقوم النساء القياديات ببناء انفسهن في هذا الجو، ولهذا السبب فإن من يرغبن منهن في الوصول الى القمة، يتصرفن وفق النهج ذاته».
لا تولد المرأة قيادية
وباستثناء النساء اللواتي خلفن آباءهن في منصب الرئاسة، سواء في سريلانكا أو باكستان أو الهند وبنغلادش أو كوريا الجنوبية، أو خلفن أزواجهن في حالة كريستينا فيرنانديز كيرشنز أو هيلاري كلينتون، هناك من فرضن أنفسهن وخلفن معلمين كن يكنن لهم الولاء لكن انقلبن عليهم. فألمانيا مثلا لم تنس الضربة الموجعة التي وجهتها انجيلا ميركل لهلموت كول، فبينما كان هذا الأخير يواجه فضائح فساد، نشرت محضية المستشار مقالا في صحيفة فرانكفورتر ألمانين زيتونغ طالبت فيه الحزب بالتخلص من «الأب».
وأما في البرازيل فقد كان لولا دا سيلفا وراء ترشح ديلما روسيف التي كان يعتقد أنها لن تبعده عن الأضواء في حال نجاحها، لكنها فعلت ذلك مع بداية فترة ولايتها الثانية، ما عجّل بسقوطها.
وينظر الى النساء اللواتي يرغبن ظاهريا في الوصول الى السلطة بعين الريبة لأن الانتصارات حليفة الرجال، لذلك تصل النساء الى السلطة في الغالب من الأبواب الصغيرة. ويتم الاستخفاف دوما بالنساء والتقليل من قدراتهن وغالبا ما تلعب المفاجأة دورا كبيرا في اختيارهن حين تجتاز الاحزاب التي ينتمين اليها ازمات كبرى مثلما حصل مع تيريزا ماي التي لم يكن فوزها في بريطانيا منتظرا ولكنها فرضت نفسها بعد البريكسيت امام بوريس جونسون.
لا أفضل من الرجال!
لكن بعيدا عن الرمزية، ما الذي يتغير عند وصول المرأة للسلطة؟ لا شيء إن سلمنا بما قال فرنسوا ميتيران في احدى المرات «اعتقد ان النساء اللواتي مارسن السلطة في العالم لم يكن حلوات كمارغريت تاتشر في بريطانيا وبينازير بوتو في باكستان وأنديرا غاندي في الهند وغولدا مائير في اسرائيل». وأضاف ميتيران موجها السؤال لوزيرة حقوق الانسان في فرنسا ايف رودي «هل أنت متأكدة من أنهن أتين بقيم اكثر إيمانا بالسلام؟».
يجمع الإسكندنافيون الذين سبق أن انتخبوا نساء على رأس النرويج وفنلندا وأيسلندا، أن النساء نموذج للشفافية ويسعين لتحسين التعليم والرعاية الاجتماعية، فماري روبنسون الرئيسة السابقة لأيرلندا بيّنت أن المرأة يمكن أن تكون أكثر شعبية في منتصف ولايتها، وقد حققت رقما قياسيا في استطلاعات الرأي، حيث كان 93 في المئة من الايرلنديين يؤيدونها، وعن ذلك تقول «أصررت حين انتخبت أن أقدم إنجازات تحسب لي كامرأة، وأمارس مهامي كرئيسة بصفات نسائية مختلفة، كنت أرى أنها ذات فائدة وتسمح لي بحل المشاكل، وأن أكون ليس اكثر ميلا لان احكم بطريقة طبيعية وانما بالحوار وتفويض آخرين».
وفي هذا الشأن، تقول فريديريك ماتونتي مؤلفة كتاب «النساء والرجال في السياسة»: «تفكر القياديات أحيانا وفق هذا النسق، أنا امرأة، ساكون اكثر شرفا من الرجال». وواجهت الكثير من القياديات فضائح فساد بينهن لوليا تيموشينكو وكريستينا كريشنر وديلما روسيف وحتى ميشال باشلي اول رئيسة حكمت التشيلي بعد ان تورطت بسبب نجلها.
لماذا فشلت كلينتون؟
بيّنت نتائج انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة أن 52 في المئة من النساء البيض و26 من النساء اللاتينيات اخترن ترامب، رغم انه استهدف اللاتينيين مرارا خلال حملته الانتخابية، كما بينت النتائج ايضا أن هيلاري كلينتون هي أول امراة مرشحة تكسر القاعدة القديمة التي تعود الى عقود عدة، وهي ان غالبية الاميركيات يصوتن للمرشح الديموقراطي، وعليه تأكد أن الجنس، اي ان يكون المرشح ذكرا او انثى، لا يكفي في الولايات المتحدة لاستقطاب النساء.
الرجال الأول
غالبا ما تحافظ القياديات في السلطة على حياتهن الخاصة ويبعدنها عن الاعلام. واما ازواجهن، فلا تكاد تذكر اسماؤهم، مثل دنيس تاتشر أو جواشيم سوير زوج انجيلا ميركل، الذي لم يحضر حتى حفل تنصيب زوجته مستشارة لألمانيا.
قضايا النساء
تتناقض نتائج الدراسات التي أجريت عن الدعم الذي تقدمه النساء القياديات في المؤسسة لمصلحة الموظفات من حيث الراتب والترقية وظروف العمل، لكن ماذا عن السياسة؟
خلال الحملة الانتخابية قدّمت هيلاري كلينتون نفسها كمناصرة للمرأة وقضاياها، حيث دافعت عن المخطط العائلي والمساواة في الراتب مع الرجل وعن اجازة أمومة، غير أن صحيفة واشنطن بوست أكدت أن مجلس شيوخ يتكون أغلب اعضائه من النساء لن يكون اكثر مناصرة للنساء من مجلس الشيوخ الحالي الذي تتكون غالبيته من الرجال.
وتميل السياسيّات دوما إلى السياسات والمنطق الحزبي بدل التضامن مع المرأة، ولا تظهرن تعاطفهن معها، إلا إن دعم نظراؤهن من الرجال سياسات تقشفية، يكون النساء والاطفال أول الضحايا، فمارغريت تاتشر لا تزال تلقب بـ«سارقة الحليب» بعد أن اوقفت توزيعه مجانا على التلاميذ الذين ينحدرون من عائلات فقيرة. واما السياسة العائلية التي انتهجتها انجيلا ميركل، فهي تكافئ الأمهات الماكثات في البيت وتعاقب الامهات العازبات، بينما تشجع وتمنح مزايا للأزواج الذين ينجبون اطفالا من اجل رفع نسبة الخصوبة في المجتمع الألماني. وفي فرنسا، تبدو حالة مارين لوبان خاصة جدا وفق فريديريك ماتونتي. وتقول هذه الباحثة ان البرنامج السياسي لزعيمة الجبهة الوطنية التي تسعى لرئاسة فرنسا، هو الاقل اهتماما بقضايا المرأة مقارنة ببقية المرشحين للرئاسة الفرنسية.
المصدر:مجلة غلامور
تمكنت الكثيرات من النساء عبر العالم من الوصول الى السلطة، وتبوأن مراكز قيادية، فما الذي تغير معهن في سياسات الدول، وهل ناصرن قضايا المرأة ووقفن إلى جانبها؟
قبل ست سنوات من انتخابها رئيسة للوزراء في بريطانيا، قالت مارغريت تاتشر، إنها لا تعتقد بأن سيدة يمكن أن تصل إلى منصب رئيس وزراء بريطانيا، لكن على العكس منذ ذلك الحين، شهدنا وصول نساء كثيرات للحكم في العالم، فالنساء يمثلن 22.7 في المائة من تعداد البرلمانيين في العالم، وبين كل 10 رؤساء دول، نجد رئيسة دولة. وبفضل تيريزا ماي في المملكة المتحدة وأنجيلا ميركل في ألمانيا، أصبحت النساء في العالم يقدن قوى عظمى، من دون أن ننسى ليبيريا وكرواتيا ومالطا وتايوان أيضا، حيث تتولى المرأة منصب الرئيس. وكل نموذج نسائي يدفع الى الفخر لأن كل واحدة منهن تؤدي دورا نموذجيا ومثاليا للأجيال المقبلة، وكل واحدة تدفع باتجاه المساواة مع الرجل، لكن في الواقع هل من اختلاف؟وهل تملك النساء طريقة خاصة بها للوصول إلى السلطة؟
لا توجد لحد الآن دراسة تؤكد أن النساء ينتهجن سياسة أفضل أو أسوأ من نظرائهن الرجال، ولكن من الناحيتين التاريخية والاجتماعية، لم تمتلك النساء الأوراق الرابحة التي كان يمتلكها الرجال بين أيديهم. ففي مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز تحت عنوان: «هل هناك معايير مزدوجة للنساء في السياسة؟ عشية آخر مناظرة أجرتها هيلاري كلينتون مع دونالد ترامب جاءت: «تصوروا أن هيلاري كلينتون تتفاخر وتؤكد ان ليس لديها أي مشكلة مع حجم رحمها، وأن تثني على مكانتها الاجتماعية التي سمحت لها بمواجهة الرجال. بالنسبة لكل القياديات، فـإن هذا الأوراق الرابحة النسائية، التي كان دونالد ترامب يؤكد انها الشيء الوحيد، الذي تملكه منافسته، تحولت الى قنابل، ذلك انها انحصرت في اسمائهن واجسادهن وملابسهن التي اصبحت تخضع للتدقيق والتمحيص والتفحيص اكثر من برامجهن، وتقول الناشطة السياسية فريديريك ماتونتي: «ان لم تكن القياديات أكثر انوثة، يعاب عليهن انهن سيدات حديديات، وان كن اكثر انوثة قالوا انهن جذابات ومثيرات».
وحين لا يشكل المظهر مشكلة يتم التركيز على الوضع العائلي للقيادية، ويبدأ التساؤل عن ذلك الزوج الذي سيرعى الأطفال، مثلما حصل مع المرشحة السابقة لانتخابات الرئاسة الفرنسية سيغولين روايال خلال الحملة الانتخابية للرئاسيات الفرنسية في عام 2007، اما الجمهوريون الاميركيون فتساءلوا ايضا خلال انتخابات الرئاسة الاميركية الاخيرة عما اذا كانت هيلاري كلينتون ستضطلع جيدا بمسؤولياتها كجدة، إن فازت بالانتخابات، فيما نشرت صحيفة سانداي تايمز البريطانية صورا لما وصفته «سياسات من دون أطفال» لتبيان خبر تولي تيريزا ماي منصب رئاسة الوزراء في بريطانيا، فيما ابرزت صحيفة اسكتلندية ان رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستارغون تعرضت للاجهاض. خلال نشرها مقابلة اجرتها معها بعد استلامها لمهامها.
هذه الصعوبات ليست من دون نتائج، وفي هذا الشأن تقول الباحثة ساندرين لوفيك: «تقوم النساء القياديات ببناء انفسهن في هذا الجو، ولهذا السبب فإن من يرغبن منهن في الوصول الى القمة، يتصرفن وفق النهج ذاته».
لا تولد المرأة قيادية
وباستثناء النساء اللواتي خلفن آباءهن في منصب الرئاسة، سواء في سريلانكا أو باكستان أو الهند وبنغلادش أو كوريا الجنوبية، أو خلفن أزواجهن في حالة كريستينا فيرنانديز كيرشنز أو هيلاري كلينتون، هناك من فرضن أنفسهن وخلفن معلمين كن يكنن لهم الولاء لكن انقلبن عليهم. فألمانيا مثلا لم تنس الضربة الموجعة التي وجهتها انجيلا ميركل لهلموت كول، فبينما كان هذا الأخير يواجه فضائح فساد، نشرت محضية المستشار مقالا في صحيفة فرانكفورتر ألمانين زيتونغ طالبت فيه الحزب بالتخلص من «الأب».
وأما في البرازيل فقد كان لولا دا سيلفا وراء ترشح ديلما روسيف التي كان يعتقد أنها لن تبعده عن الأضواء في حال نجاحها، لكنها فعلت ذلك مع بداية فترة ولايتها الثانية، ما عجّل بسقوطها.
وينظر الى النساء اللواتي يرغبن ظاهريا في الوصول الى السلطة بعين الريبة لأن الانتصارات حليفة الرجال، لذلك تصل النساء الى السلطة في الغالب من الأبواب الصغيرة. ويتم الاستخفاف دوما بالنساء والتقليل من قدراتهن وغالبا ما تلعب المفاجأة دورا كبيرا في اختيارهن حين تجتاز الاحزاب التي ينتمين اليها ازمات كبرى مثلما حصل مع تيريزا ماي التي لم يكن فوزها في بريطانيا منتظرا ولكنها فرضت نفسها بعد البريكسيت امام بوريس جونسون.
لا أفضل من الرجال!
لكن بعيدا عن الرمزية، ما الذي يتغير عند وصول المرأة للسلطة؟ لا شيء إن سلمنا بما قال فرنسوا ميتيران في احدى المرات «اعتقد ان النساء اللواتي مارسن السلطة في العالم لم يكن حلوات كمارغريت تاتشر في بريطانيا وبينازير بوتو في باكستان وأنديرا غاندي في الهند وغولدا مائير في اسرائيل». وأضاف ميتيران موجها السؤال لوزيرة حقوق الانسان في فرنسا ايف رودي «هل أنت متأكدة من أنهن أتين بقيم اكثر إيمانا بالسلام؟».
يجمع الإسكندنافيون الذين سبق أن انتخبوا نساء على رأس النرويج وفنلندا وأيسلندا، أن النساء نموذج للشفافية ويسعين لتحسين التعليم والرعاية الاجتماعية، فماري روبنسون الرئيسة السابقة لأيرلندا بيّنت أن المرأة يمكن أن تكون أكثر شعبية في منتصف ولايتها، وقد حققت رقما قياسيا في استطلاعات الرأي، حيث كان 93 في المئة من الايرلنديين يؤيدونها، وعن ذلك تقول «أصررت حين انتخبت أن أقدم إنجازات تحسب لي كامرأة، وأمارس مهامي كرئيسة بصفات نسائية مختلفة، كنت أرى أنها ذات فائدة وتسمح لي بحل المشاكل، وأن أكون ليس اكثر ميلا لان احكم بطريقة طبيعية وانما بالحوار وتفويض آخرين».
وفي هذا الشأن، تقول فريديريك ماتونتي مؤلفة كتاب «النساء والرجال في السياسة»: «تفكر القياديات أحيانا وفق هذا النسق، أنا امرأة، ساكون اكثر شرفا من الرجال». وواجهت الكثير من القياديات فضائح فساد بينهن لوليا تيموشينكو وكريستينا كريشنر وديلما روسيف وحتى ميشال باشلي اول رئيسة حكمت التشيلي بعد ان تورطت بسبب نجلها.
لماذا فشلت كلينتون؟
بيّنت نتائج انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة أن 52 في المئة من النساء البيض و26 من النساء اللاتينيات اخترن ترامب، رغم انه استهدف اللاتينيين مرارا خلال حملته الانتخابية، كما بينت النتائج ايضا أن هيلاري كلينتون هي أول امراة مرشحة تكسر القاعدة القديمة التي تعود الى عقود عدة، وهي ان غالبية الاميركيات يصوتن للمرشح الديموقراطي، وعليه تأكد أن الجنس، اي ان يكون المرشح ذكرا او انثى، لا يكفي في الولايات المتحدة لاستقطاب النساء.
الرجال الأول
غالبا ما تحافظ القياديات في السلطة على حياتهن الخاصة ويبعدنها عن الاعلام. واما ازواجهن، فلا تكاد تذكر اسماؤهم، مثل دنيس تاتشر أو جواشيم سوير زوج انجيلا ميركل، الذي لم يحضر حتى حفل تنصيب زوجته مستشارة لألمانيا.
قضايا النساء
تتناقض نتائج الدراسات التي أجريت عن الدعم الذي تقدمه النساء القياديات في المؤسسة لمصلحة الموظفات من حيث الراتب والترقية وظروف العمل، لكن ماذا عن السياسة؟
خلال الحملة الانتخابية قدّمت هيلاري كلينتون نفسها كمناصرة للمرأة وقضاياها، حيث دافعت عن المخطط العائلي والمساواة في الراتب مع الرجل وعن اجازة أمومة، غير أن صحيفة واشنطن بوست أكدت أن مجلس شيوخ يتكون أغلب اعضائه من النساء لن يكون اكثر مناصرة للنساء من مجلس الشيوخ الحالي الذي تتكون غالبيته من الرجال.
وتميل السياسيّات دوما إلى السياسات والمنطق الحزبي بدل التضامن مع المرأة، ولا تظهرن تعاطفهن معها، إلا إن دعم نظراؤهن من الرجال سياسات تقشفية، يكون النساء والاطفال أول الضحايا، فمارغريت تاتشر لا تزال تلقب بـ«سارقة الحليب» بعد أن اوقفت توزيعه مجانا على التلاميذ الذين ينحدرون من عائلات فقيرة. واما السياسة العائلية التي انتهجتها انجيلا ميركل، فهي تكافئ الأمهات الماكثات في البيت وتعاقب الامهات العازبات، بينما تشجع وتمنح مزايا للأزواج الذين ينجبون اطفالا من اجل رفع نسبة الخصوبة في المجتمع الألماني. وفي فرنسا، تبدو حالة مارين لوبان خاصة جدا وفق فريديريك ماتونتي. وتقول هذه الباحثة ان البرنامج السياسي لزعيمة الجبهة الوطنية التي تسعى لرئاسة فرنسا، هو الاقل اهتماما بقضايا المرأة مقارنة ببقية المرشحين للرئاسة الفرنسية.
المصدر:مجلة غلامور
ليست هناك تعليقات