أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« مؤسسات ثقافية أم مرايا داعشية ؟!! » ... بقلم : م. ياسين الرزوق



  « مؤسسات ثقافية أم مرايا داعشية ؟!! »
    بقلم :    م. ياسين الرزوق                           
  30/1/2017


« مجلة منبر الفكر »  م. ياسين الرزوق        سورية 31/1/2017



ألبير كامو اعتبر أنَّ الثقافة هي صرخة البشر في وجه مصيرهم و أنا كمواطنٍ  سوريٍّ من مدينة حماة السوريّة التي أفرزت اشتراكية البعث و ألدَّ أعدائها الأخونة الإسلامية أطرق باب الثقافة و أبحث عن تطبيقها الأمثل في العقول و الأبدان كي ندرك مسارنا الفكريِّ التائه في منطقةٍ متحرِّكة غير ثابتة في حيز أفكارنا المُشَتَّتة في كلِّ الاتجاهات

أرى أنَّ الثقافة هي فعلنا الحيّ نخبوياً و شعبويَّاً و ليست تصفُّحنا المتلاشي دون حياة و الفكر هو وجهتنا الحقيقية إلى الحياة و ليس استدارتنا عن الحقيقة دون بوصلة الحياة فهو من مفرزات الحقبة الزمنية التي تُروى بالثقافة و تَنْبُتُ في تربتها انطباعاتنا عن كلِّ المراحل حتَّى تتكلَّم ذاكرتنا العميقة فيطفو منتجنا الفكريّ مستقبلاً على سطح الكلمات

و سواء أَكَان هذا المنتج في نظر البعض سُمَّاً زعافاً أو في نظر البعض الآخر ترياقاً لا بُدَّ منه يبقى المنحى الفكريِّ غير مدرك حتَّى تحين ساعة إدراكه بانطباق الصورة المرسَّخة ذهنياً في الذاكرة البعيدة على بناء المستقبل الذي من واجب الدول بعلمائها و مفكريها و مثقفيها أن تُؤسِّسَ له كي لا تسقط أركانه في تشعُّبات المجتمعات و الأعراق و الطوائف و الإثنيات
فيغدو ركاماً و نغدو غير قادرين على بثِّ الصورة المُلتقطة قبل تجزيئه طالما أنَّ المهادنة لأنانيتنا شوَّهت لقطات الإنسان فينا و أغرقتنا في حيوانيتنا المفرطة و وحشيتنا التي تكاد تكون جزءاً لا يتجزَّأ من جينات تكويننا الذي قطعت سلسلة إنسانيَّته  !!.......

ثقافة الترقيع و الازدواجية  سائدة في مجتمعاتنا خاصة لدى النخب المزعومة و من يدَّعون أنَّهم النخبة يرقصون على بلاط اتحاد الكتَّاب العرب و على رخام المؤسسات الثقافية المسروقة و من شدَّة تعبهم يتعرَّقون و ينسون أنْ يمسحوا البلاط لنسقط نحنُ بعد كلِّ جريٍ جريناه و نكتشفَ أنَّ العملية ممنهجة و مدروسة في سبيل إيقاعنا و إقصائنا لأنَّنا لم نُقدسْهم و لم نضع كلماتنا في أعناق زجاجاتهم و بارفاناتهم الرجالية و النسائية

فواحدٌ من هذه الماركات النخبوية في حماة يطردك من مؤسسةٍ تحت إشراف حزب البعث لأنَّك لم تُقدِّس نزعاته في الاستملاك و السيطرة و نسب المجد إليه و اعتباره المعلم الأول و لأنَّك لم تُغرق القصيدة بصناعته التقليديَّة البدائية و لأنَّك خرجت من دائرة صناعته الإسلامية المتشددة التي حاول حجزك داخلها بعد أنْ مَسَّك بمسِّه و باركك بلمسته مما يجبرك على البحث عن جيناتك من جديد و ربَّما تحويلها إلى جينات نسائية علَّها تدخلك في حلقته التكوينيّة المرضيِّ عنها بعد أن قطعها ذلك المخضرم بالمرور فوق أدونيس المعلم الكبير و جعله مداس قصوره الفكريِّ بالدعشنة و الحرفنة و الأنكى من ذلك أنَّه يهاجم حزباً وضعه في هذا المكان و يلومك على الانتساب إليه

و يأتيك رئيس مؤسَّسةٍ من المفترض أنَّها علمانية ليقول لك جدَّفتَ بالآلهة  و يحرِّك الرأي الخاص القريب منه ضدَّك و يعتبره رأياً عاماً ليقصيكَ بحجَّة أنَّ نيتشه يحقُّ له أن يتحدَّث عن موت الله أمَّا أنت قلا يحقُّ لك أن تكون ابن الله و ابن المؤسَّسة معاً و يأتيك متفزلكٌ يهاجمُ دوائر نبيذك و هو غارقٌ في كلِّ كأسٍ يراه و يشتهيه و يتخيّله من باب الاستعراض و التديُّن الكاذب أمام الناس بعد أنْ ترحَّم على الله الذي ينسفُ أركانه في كلِّ حين و يغادر الجلسة التي لمْ يُدعَ إليها أصلاً !!.....

يحاولون إقصاءك عن المنابر و يقصونك بحجَّة الجمهور الذي من المفترضِ أنَّه ذوَّاق فمن شاءَ فليحضر و من شاء فلا و منابر اتحاد الكتَّاب العرب ليست دينية كما يُفترضْ و هي للجميع من مسلمين و ملحدين و غيرهم و لكلٍّ جمهوره فكيف بهم يسوقونها إلى هذا المنحى الديني ؟!!, لعلَّه دين على أناسٍ دون آخرين فإنْ كفرَ من في صفِّهم يزدادُ إيماناً و إنْ كفر من ليس في صفِّهم فهو من مثيري الرأيِّ العام و من آخذي البلد إلى الهاويَّة فيا للعجب العُجاب ِ؟!!!.....

و بدأت رحلة الدراما الفكاهية عندما أغلق عضو مكتب تنفيذيّ في اتحاد الكتَّاب العرب السوريّ مدير تحرير جريدة الأسبوع الأدبي التي يُنشرُ للكتَّاب السوريين و غيرهم  فيها الخطَّ السريع و أوقف أعماله خشية أن تُخسفَ به الأرض بسبب سؤال كاتب و بوحه حين قال له إنَّ رئيس اتحاد الكتاب العرب في حماة غير مناسب و ليس في محلِّه خاصة بالتصرفات الكيدية التي تعكسها ارتدادات الشخصنة و الحقد فهل اعتبرها غيبةً و نميمة ؟!!

و لكنَّ الكاتب عاد و اتصل به متسائلاً إذا لم تعالجوا أنتم ما ننوِّه به فمن إذاً ليغلقَ مرَّةً أخرى في وجه هذا الكاتب المعذَّب قائلاً له لا تنقد و لا تتكلَّم على الناس بالسوء و كأنَّ النقد و القول للأعور أنت أعور بعينك هو شرٌّ و سوء و كأنَّنا في مزاد سيئاتٍ و حسنات ؟!!

لا مجالَ في حربٍ ضروسٍ علينا لإبقاء أمثال هؤلاء مُعوَّمين على عقول الشعب الذي لا تعرف عامته ما يجري في ميادين الفكر و الثقافة كي لا نطرح التساؤل المُتجدِّد من أين تأتي داعش و هي لم تُولد ميِّتة و العلم عند اتحاد الكتاب العرب و القائمين على المؤسسات الثقافية في سورية و بقية الدول العربية !!......


بقلم الكاتب ياسين الرزوق 

سورية حماة 



لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا


ليست هناك تعليقات