مجلة منبر الفكر ... عبير تموز
لن أدعي اليُتمَ
لأنَّني لم أنعمْ بحضنِ أبٍ عربي
كان يحمل ملامح الشهادة ولم يعش طويلآ
ولابثدي أمٍّ كان حزنها إدمان
لن أدعي الوحدة لأنني لم أسند رأسي مرة
على كتف أخي المرطّب باللّهفة
أو أنني خانقت أختي يومآ
على مساحيق التجميل الرخيصة
ثم بضحكة زيَّننا الجُمان
أو نافستُ جدتي في صناعة دميةٍ
من ثوبي الأخضر وأقراص عباد الشمس
وانسى أنني لم أنفجر من ذاك الزمان
او أنني سرقتُ يومآ السكاكر من جيب ابي المثقوب
حين عاد من تجارةٍ خاسرة في يوم ميلادي
لن ادعي كل هذا الفرح الطائر
كما الحمام كان يودِّع صدري ليحط على كتف السماء
بينما أراقبه بعينٍ حزينة
كان ابي بطلاً
يحمل شهادة في المحبة و الوفاء
للأهل والجيران ومتورط كثيرآ بوضوحه
وامي لم تكن عاقرآ
أنجبت كثيرآ من الأبطال وهي عذراء
أما اخي كان أميرآ نظارته سميكة
و درعه من ذهب ويحمل صولجان
و أختي كالليل كانت تصفف النجوم
تسكب من تجاربها العاطفية كؤوس مجد
لتنعم بمخدعها حالمة بالسناء
جاهلة ان صيدها قوتآ سائغآ للزمان
نعم انا لم أعيش يومآ في ساحة معركة
ولم احتاج لمن يحميني
فقد كان حلمي كبيرآ
أكبر من امرأة تنجب اطفالاً يبكون في خيمة لجوء
كان حلمي أكبر
وأكبر ...وأكبر
ان أخرج من جسدي فراشةً
بالطهر جناحاها مطرزان
قبل أن أختنق تحت جلدي باشتعال الخطايا
أن يكون مخدعي نافذة تطل على السماء
واتدثر بكل ماآمنت به
قبل ان يتعرى مني الإيمان
ليست هناك تعليقات