أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« االدراما السُورية.. تحدّي التنافُس بثوب "الحرب" » - بقلم : نهاد مرنيز



  « مجلة منبر الفكر» - نهاد مرنيز

  بدأ العدد المُشارك في "الماراتون" الرمضاني أقل من المُعتاد، إلا أنّ الشكوك ما تزال تحُوم حول قدرة القنوات على استيعاب كل هذا الكمّ من الأعمال،


إلى جانب قُدرة أصحاب هذه المشاريع على إنهائها في الوقت المناسب، إذ يعكفُ المنتجون بمُختلف الأقطار العربية على استحضار نوع جديد من الأعمال والتي غالباً ما تعكسُ توجُهات بُلدانها التي بدت تعيشُ واقعاً مُغايراً، يرسمُ للمشاهد ملامح أوطانٍ دُمرّت، وأخرى على حافة الإنهيار.

وعلى خلاف الأعمال التلفزيونية العربية، تبقَى كواليس الدراما السورية تُصارعُ ظهوراً غير مسبُوق لصناعة الصورة الحقيقية للأزمة السورية، على اعتبار أنها مأساة إنسانية كبرى في هذا الزمن، والتي انعكست على مُحيطها العربي ووصولاً الى أقصى بقع الأرض. ومن البديهي القول، إن الدراما في شكلها المحلي والمُشترك لم تسلم أيضاً، ما فتح الباب واسعاً أمام طروحات جادة وسط أهلها، وأحياناً جدالات، حول أسباب العلل، وحجم المشكلات، والحلول.

الدراما السورية في غُرفة الإنعاش

وأعربت مُؤخراً الممثلة السورية سلاف فواخرجي عبر صفحتها الرسمية عن خطر يُلامس موت هذه الصناعة في بلدها، وتسأل بالتزامُن مع عودتها إلى الدراما المصرية عبر "هجرة الصعايدة"وبعد غياب لها: "هل يحق لي أن أقول إننا نشهدُ الأنفاس الأخيرة للدراما السورية"، ثم تستدركُ مُخففةً من سوداوية السؤال الأول "
أعلم أن كلامي قد يكون قاسياً أو حاداً" وبعدما كتبت ما هو أبعد من ذلك، إستبدلت ما كتبت في سؤالها السابق "هل الدراما السورية في غرفة العناية المُشددة وهل الأطباء المختصون غير مختصين، أم أن أدوات الجراحة مُلوثة، أم أن المريض (الدراما) ليس سورياً ؟، وتساءلت الممثلة سلاف مجازياً عن مدى سوء الحال، ومدى كفاءة أصحاب القرار في الدراما التلفزيونية، ونجاعة الحُلول والإجراءات التي يقدمونها، وهوية المنتَج الفني، ويأتي كلامها هذا بعد أيام من عاصفة أثارها نقيب الفنّانين والنائب في مجلس الشعب السوري زهير رمضان، والذي استنكر عرض أعمال ممثلين "مُعارضين" على الشاشات المحلية، وكان شطب في وقت سابق لأسمائهم من النقابة، خصوصاً وأنهُ اتهم مؤسسة الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني بإدارة ديانا جبّور، بـ "سحق كل فنان سوري بقي في سورية" لحساب فنانين يقيمُون خارجها، داعياً إلى إقفال المؤسسة لأنها ـ حسبهُ ـ خسرت حتى الآن مليون ألف دولار دون أن تستطيع تسويق أعمالها في الخارج.

هجرة الكثير من المُمثلين وخوضهم تجربة الأعمال المُشتركة

وعلى هامش هذه الأزمة تم استقدام فنانين وفنانات من خارج سورية للعمل في أحد المسلسلات بأجور تصل حتى 30 ألف دولار، وعندما ينتهون من التصوير يذهبون للإقامة في بيروت، وهذا ماردت بشأنه المُؤسسة التي قام بمُهاجمتها الممثل زهير رمضان ببيان صحافي أكّدت فيه أن حجم الخسارة رقمٌ مبالغ به، وأن أجور الفنّانين الذين تعاقدت معهم ظلّت تحت سقف التعرفة المعتمدة بعيداً من حسابات النفوذ.

وتعاني الدراما السوريّة في السنوات الأخيرة من مشكلات في بُنيتها التي تصدعت نتيجة الحرب، بدءاً بصعوبات التصوير، وهجرة الكثير من أبنائها، مع تغليب الإصطفاف والولاء السياسي ومصالح أخرى في كثير من الأحيان على الكفاءة أو الموضوع الفنيّ، فجلس ممثلون في منازلهم واشتغل مؤدون، وصولاً الى عقبات التسويق، وربما كعمليةٍ للمسِّ بهويتها أحياناً التي طالما تميزت بمقاربات إستشرافية وحقيقية للشارع السوري من عشوائياته الى أبراجه، الأمر الذي يثبته تلقف الجمهور المحلي مسلسل "الندم"لــ حسن سامي يوسف والليث حجّو في الموسم الماضي،

فكيف تغيرت الدراما باستعادة مشاهديها بعد دخولها مونتاج الحرب، وكيف اصطدمت بالعرض النهائي، وقدّمت في كل موسم نحو خمسة أعمال من طراز جيّد ومميز، ما يدفع إلى عدم التشاؤم، خُصوصاً أنها تدخل بإنتاجات قوية هذا الموسم أيضاً، واستمر هذا الكمّ الإنتاجي من دون تراجع يذكر، مع إيجابية ذلك بتشغيل كثيرين في ظُروف معيشية صعبة دون التغاضي عن التغير بسعر صرف الدولار الذي ينهش التقنيين، لكن طفت على السطح ما اصطلح على تسميتها بـ "المسلسلات الصينية".

سيناريُوهات الحرب.. طغت على مُجمل الأعمال

ودخلت الحرب في شكل طبيعي النصوص، كخلفيات وكأحداث مُباشرة، وكان العائق الأبرز أن غالبية الشاشات العربية تجنبت هذه التسيمة لحساباتها الخاصة، كما أنها بمُعظمها حملت الرأي الواحد بين السطور، إلى درجة أن البيانات الصحافية الصادرة عن بعض المسلسلات شابهت أحياناً بيانات صادرة عن جهات عسكرية حكومية، في ما يزيد الطين بلّة.

وإبتعد كثير من الممثلين بعدما جذبتهم الدراما الهجينة التي سمّيت بـ "المشتركة " كإجراء مؤقتٍ للعيش والاستمرارية، حيث استخدمتهم الدراما اللّبنانية كجسر تسويقي للوصول إلى الجمهور العربي،

لكن الثمن الآن ظهر منذ الموسم الماضي بانعكاساتٍ عديدة، حيث كشف أصحاب شركات إنتاج سورية أن المحطات اللّبنانية فرضت عليهم وجود ممثلين لبنانيين من أجل شراء أعمالهم،

فتحول الممثل اللّبناني إلى جسر عبور للمنتج السوري إلى لبنان، ولكثيرين من هؤلاء مستحقات في ذمم المحطات اللّبنانية، فيما محطات أخرى لا تشتري العمل الجديد إلّا بخصم الدين القديم، ويبقى حل هذه المُعضلة يكمُن في دعوة الفنّان أيمن زيدان بعد الحملة على جبّور قائلاً له :
"آن الأوان لأن تتغير صيّغُ التعاطي والخروج إلى مساحات من الحوار الجدّي تكون الغاية منها تطوير الدراما السورية في ظل التحديات التي فرضتها الحرب، وإن من يعتقد أن ممارسة الحق الديموقراطي بالدعوة لإقصاء الآخر من دون مُرتكزات ومبررات موضوعية، يكون منحازاً للفوضى، نحن بأشد الحاجة لفتح باب للحوار الحقيقي ".




لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط هنا

ليست هناك تعليقات