أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« أسدٌ على الوطن أم على أعداء الوطن ؟ » ... بقلم : م. ياسين الرزوق



  « أسدٌ على الوطن أم على أعداء الوطن ؟ »
    بقلم :    م. ياسين الرزوق                           
  9/2/2017


« مجلة منبر الفكر »  م. ياسين الرزوق        سورية 9/2/2017


"أسدٌ على الوطن أم على أعداء الوطن ؟... سؤالٌ لمْ ينطفئ في صراع الأفكار و المصطلحات السوريّة !!" 
لا تبحثوا في جبين الدكتور بشَّار الأسد رئيس الجمهوريَّة العربيَّة السوريَّة عن أحقادكم فقد كتب دورة التاريخ حين كنتم واقفين على جبل أُحُد تجمعون غنائم الاعتقاد و الظنِّ الآثم بأنَّكم ربحتم سورية التي حاول البعض تقديمها لكم على طبقٍ من ذهب لكنَّ أطباقكم كانت زائفة و انكشف صدؤها و بان الخسران المبين

رغم أنَّ الرجل الأول في سورية لم يبحث عن عرشه بقدر ما بحث عن انتشالكم من مستنقعات الدم التي تُغرقون بها الشعب العربيَّ السوريَّ المُعذَّب و الشعب اليمنيَّ المُعدم و الشعب الليبيَّ المنكوب و كلَّ شعبٍ لم يُطأطئ الرأس و لم يقف على أبوابكم طالباً الخنوع و الرحمة و الغفران و تلصقون التهم على ألسنة السوريين الجهلة المغرورين بكم و الذين ما زلنا ندعوهم إلى مصالحةٍ شاملة تُخيِّبُ فأل من ما زالوا يراهنون على رسم خارطة خسارتنا و اندحارنا و لو بدماء أبنائنا و شبابنا الذين نتحمَّلُ جزءاً كبيراً من انسلاخهم عن جسدنا الواحد يوم تركناهم في شوارع البطالة يتسكَّعون

فلم يجدوا ملاجئاً لهم أفضل من الجوامع التي تعشِّشُ الوهابيَّة داخلها و تبطشُ بها أيادي و أفكار الأخوان المسلمين حينها كانت الكنيسة تدقُّ أجراس الانكفاء و الحياد بحجَّة أنَّ وجود المسيحية مهدَّدٌ بالزوال الذي لاحقه بقدر ما أخفى نفسه في معتقده القاصر فنَبَذت سوريين خوفاً من تفخيخها ب "الله أكبر" الذي حوَّلوه إلى شعار الخوف و الهلع و الموت و الذبح و أبعدوه عن معاني الطمأنينة و السلام بدلَ أنْ تغطِّيهم كي لا يسرقهم عراء و صقيع الحقد و الضغينة و الفكر الظلاميِّ الذي أجَّج ما أجَّج حين أفاقت العيون على خطاب الساسة المتحجر و على دهشة رجال الأمن الذين لم يتعودوا في المنطقة العربية إلا على ثقافة الماع الشعبوية فضربوا و صعقوا ليصحو الشباب من صقيع ليلهم و بردهم القارس على نار الانتقام المؤجَّجة داخلياً و خارجياً !!!!



كان الأسد يدرك حين قال أنَّ سورية ليست تونس و مصر و ردَّت عليه كلينتون أن انتظرْ أنَّ خارطة التحالفات مع سورية مختلفة و أن عبقرية سورية الجغرافية من نوعٍ آخر و أنَّ فالقها الزلزاليَّ إذا ضربها زلزال الأحقاد و الإرهاب سيُحرِّكُ العالم بأسره و حين وقفت العرَّافة تنظر إلى صورة الأسد عرفت أنَّه لن يسقط ليس لأنَّ أميركا و إسرائيل تريدانه في السلطة كما يدعي المغرضون و الجهلة

بلْ لأنَّ سورية أمَّ المسيحية المشرقية و نواة بلاد الشام الكبرى شدَّت خيوط الأزمنة و العصور و علَّقت تعويذة الرسالات السماوية بكلِّ صحفها و بكلِّ شعبويّتها و شعوبيَّتها و أخفت لعنتها و قرأت بعيون العرَّافين و العرَّافات و المحلِّلين و المستشرقين كتاب حافظ الأسد الذي قال يوما ستقف إلى جانبنا إيران حين يتخلَّى عنَّا العرب جميعاً

و لأنَّ نظام الأسد العربيَّ الشموليَّ الذي يبحث عن أشكال جديدة و مناسبة للتعدُّدية التي تحفظ هوية و وجهة سورية فلا تغرقها قبل أن يسمح بإسقاط سورية في فخِّ تداول السلطة قد عالج بؤراً للإرهاب بعد أن عايشه و ما زال يعايشه فاستدرج الشيعيَّة و الشيوعية و العقائديَّة و الإلحاد والقوميَّة و الرجعيَّة

وإن سقط رجلٌ كالأسد ستفلت الدمى المعارضة التي لا تملك كياناً و حتَّى لا تحاول البحث عن كيان كي تسقط المبنيَّ و تزيد ركاماً فوق الركام و تراكماتٍ فوق التراكمات و بدل أن تبقى سورية بوصلة القوى الكبرى عالمياً و على رأسها روسيا و الصين و مركز ولادة النظام العالمي الجديد غير الأحاديّ ستتحوَّلُ إلى مطيَّةٍ ينعتنا بها البعض غير المدرك خفايا السياسة للقوى الدينية المتأسلمة الوهابية و للقوى الموسوية الصهيونية و حتَّى للقوى الشيعية و الشيوعية و لكلِّ التيارات المتطرفة في العالم و ستكون ساعتها مركزاً لتصديرها لا قبراً لدفنها بعد إفنائها


و ما الفوضى التي صدَّروها إلى سورية إلَّا ليحاولوا نزع قلب الأسد الوطنيّ كي ينادي كبده كبد إسرائيل فيطمر فلسطين بيديه و كي يجعل سورية ممرَّاً تجاريا و نفطيا لمشيخات الخليج و للعثمانيين القديمين الجدد و لأبناء العمِّ سام الذي حرَّك كاراكوزات المعارضة التي تعتبر إسرائيل مخلِّصاً و تعتبر أسدنا شيطاناً أكبر فما كان منه إلا أن قال لجيرانه في العراق الإقليم المجاور الذي سيدخل خارطة بلاد الشام الكبرى سياسياً و اقتصادياً انتظروا فالأسد ينتصر لوطنه و لأوطان جيرانه كي تبقى خارطة الإنسان و تفنى خرائط داعش و أميركا و كلَّ من رسم بدمائنا أوهامه فهل تبيَّن لكم الخيط الأبيض من الأسود يا حاملي راية الله و مدَّعي الحفاظ على السنَّة و القرآن و الدين عند الله النصيحة ألا فلتعودوا إلى رشدكم ؟!!.........


بقلم الكاتب ياسين الرزوق 

سورية حماة 



لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا


ليست هناك تعليقات