أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

ملتقيات الفكر الاسلامي « الأنوار ضد الظلامين » [ ح4 ]: استثنائية أضحت سراً » ... بقلم : يسين بوغازي


 ملتقيات الفكر الاسلامي
 « الأنوار ضد الظلامين »
     الحلقة الرابعة : استثنائية أضحت سراً 
 بقلم : يسين بوغازي
 19/1/2018


«  مجلة منبر الفكر »     يسين بوغازي   الجزائر  19/1/2018


 الحلقة الرابعة : استثنائية أضحت سراً

من غرائب ملتقيات الفكر الإسلامي في الجزائر ، إن كانت له غرائب على مقاسات علمية تنظيمية  إن زخم أسماءه العلمائية المتعددة المشارب و التصورات والتي قدت بعض منها  ضمن مدارس ورؤى  إسلامية  اجتهادية هي الآن في  مقتضى  الإقصاء . فلا تقبل منها مشاركة بكتاب ورقي أو بحثي ضمن فعاليان صالون كتاب على اقل توضيح، فكيف وان تستدعي للمحاضرة وإلقاء دروس العلم وإبداء الرأي ؟

لقد كانت هذه استثنائية  جديرة بالتذكير لأنها  استثنائية تعاملية  بانفتاحية ثقافية علمية فيما يخص الشأن الديني الذي عادة كانت السلطات  العالمين العربي و الإسلامي تتعامل معه بحذر وانضباط  تحت مخاوف وشكوك ، لكن ملتقيات الفكر الإسلامي كانت الاستثناء فقد عمرت ما قدر لها إن تعمر دون قوائم  ممنوعة أو مع مشاركين تحت الشك والمراقبة  بل كان الاحتضان العلمائي بالنيات والترحاب  احتضان مبهر بمقاسات حرية التعبير في أيامنا هذه علاوة أن  استمراريته الطويلة  عبر السنوات كانت مثيرة للانتباه ، ومثيرة للأسئلة  عن الدعم اللا متناهي الذي تكفل بهاتين الميزتين المفقودتين في العالم ضمن  مقاسات ملتقيات الفكر الإسلامي . فلا أكاد اعرف ملتقي في العالم استمر كما استمرت ملتقيات جزائر الشهداء والثورة ؟ بل إن مواعيده كانت تضرب على أماني  الملتقي  الذي سيلي ضمن استمراريته العادية  وعلى ما مقاسات العام إلى العام الذي يليه ، وبحيثية  متفتحة أقصى حدود الانفتاح العلمي والثقافي إذ تعلن مواضيعه  وأسماء ضيوفه من العلماء و المشايخ و الدعاة  المنتظرين في حرم الجزائر . فظل هذا ديدن الملتقيات وروحية منظميه ووصايا مشرفيه والساهرين على بقاءه  خطه العلمي الثقافي العالمي من الجزائر ، وكما أول مرة إلى ما فاق عقدي زمن  جزائري بامتياز، أو زاد  قليلا . 

لقد مسكت ملتقيات الفكر الإسلامي هذين الخاصيتين في استثنائية مثيرة للانتباه و الدراسة لمن يريد فهم المقاربات بين الاجتهاد العلمائي الممنهج ضمن ملتقيات و مواعيد ثابتة ومتطلبات بمقاسات سياسية ، فلقد كانت  في الحالة الجزائرية تهيب بالتجمعات العلمائية أن تستمر ساحبة جميع أشكال الظلال والرقابة ولو من تحت الأعين فيما قاله مشرفين عما كان ؟ 

أما أن تستمر ملتقيات في حجمية ومتانة الفكر المستظهر بملتقيات الفكر الإسلامي العالمية في الجزائر فقد كانت دون تفسير ، واستمرت كذلك فلا  تفسير سوى في  تلك الركيزتين الاثنتين والتي كشفتا  متأخرة بعد التوقف الذي طال الملتقيات مند أواخر ثمانينيات القرن العشرين وتحديدا في 1990 ،إذ يجهل كثيرين  من عشاق تلك الملتقيات أن رضي سياسي سامي كان ثابت غير متحول بشان دعم هذه الملتقيات والشهادات كثيرة في هذا المضمار لمن أراد الاطلاع ، رضي في مستويات  بمقاسات الرئاسة  في دلك الوقت الماضي وكلها كانت ترى فى هذه الملتقيات جهد مبارك ينطوي على الخيرية والتنمية للآمال العريضة للشعب الجزائري العربي الامازيغي المسلم .رضي رئاسي بشيء من الدقة  واكب تلك ملتقيات مند أولى المحاضرات في ربيع 1968 إلى عام توقفها ، رضي رئاسي شمل في الحقيقة جميع رؤساء الجزائر المستقلة الثلاثة من 1968 إلى 1990 . 

فأدبان  عهد أول الرؤساء  احمد بن بلة كانت الفكرة المؤسسة و الانطلاقة الأولى باحتشام علمي ثم  صاحبت  هذه الوتيرة  ثاني الرؤساء هواري بومدين الذي حافظ على ذات الاحتشام والدعم ثم عهد  الشاذلي بن جديد  الذي يعتبر كرئيس وإنسان استثناء في دعمه وإيمانه بهذه الملتقيات ، لان هواري بومدين  أراد  توظيف هذه الملتقيات لأجل إعادة رسم هالات جديدة عما يراد   للجزائر أن تعطيه في أوساطها العربية والإسلامية ولعله في حماسه لتأسيس فكرة  جامعة الأمير عبد القادر الإسلامية رسالة لمن يفهم ؟ عكسه  تماما كانت أيام الشاذلي بن جديد  قد تجاوزت هذه التصورات البرغماتية عن الفكر الإسلامي إلى اعتماد تصور  مكتمل وفق مناهج تجلى  الاعتناء بالعلماء والدرس الديني الفقهي المعاصر ، من اجل إعادة بناء هوية كانت بالكاد تعرف أبعادها وسط الاستغراب المسيج  من ثقافات أخرى وإيديولوجيات في تلك الفترات .

إن الراحل الشاذلي بن جديد  قد لقب بجدارة  مضامين اللقب ، بالرئيس المؤمن . وان اغلب الظن أن عالم جليل هو من لقبه كذلك كانت تربطه و الرئيس علاقات تراحم و محبة ، عالم لقبه وتحمل تبعياته التي طالها بعض النقد حينها ؟ وفيما يبدو  وتحت مقاسات آنية فان الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد كان حقا  يليق به لقب الرئيس المؤمن لان اعتناءه الشخصي و المؤسساتي وتشجيعه للاستمرار في تحميس  الجهد العلمائي والترحاب المنقطع نظيره مقارنة  بجيران لنا في المحيط القريب و العربي والتي كانت تتعامل  معهم وفق قوائم واشتراطات من قواميس الأمني . 

إن ملتقيات الفكر الإسلامي  التي كانت في الجزائر و إن كانت تقارب بمقاسات من  الغرائبية فلأنها كانت  كذلك ورشات علمية  تنظم  وفق  زخم  فقهي و اجتهادي  وعلمائي معاصر كان في تلك السنوات على بوابات  جديدة  تنتظر أن تفتح لإعادة النظر في إسلام عصري يواكب الحياة العصرية التي اخدت تختلف عما سبق  في العالمين العربي والإسلامي ، ولأنه أيضا هنالك  أسماء  بمشارب  واجتهادات تحسب  بتجليات اجتهادية وان بعضها  قد عصف بالصحوة الإسلامية إلى أن أضحت  خارج السيطرة كما أوضحنا . وعلى هذه المقاسات و حين الوقوف على الاحترافية التعاملية مع  الأسماء وبعض الاجتهادات دون سيف الإقصاء يتضح  جلي استثنائية  تلك الملتقيات بفسحها التي اخدت تقل رويدا رويدا ،بل اخدت دروب الاختفاء .

 اقرأ المزيد لـ يسين بوغازي


لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا 


ليست هناك تعليقات