أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« الحب في زمن الكوليرا » ... بقلم : د. سارة رشاد



  « مجلة منبر الفكر»

هل يمكن للحب أن يكون مرادفا للأنا في مركزيتها حول ميلاد ذات لا تعرف سوى أن تأخذ بدون وسيط التفاني والاجتهاد في الإيثار؟


ألا يمكن أن يكون ميلاد هذه العلاقة الإنسانية الزئبقية تحت هواجس وشروط المجتمع مجرد مشروع مهيكل مدر للدخل المادي والرمزي، ولا سيما في ظل المتطلبات العائلية وجحيمها؟ ألن تسقط أوراق أشجاره في فصل الشتاء المبكر، وتصاب بالقرع في أحسن الأحوال بعدما يخترق الزهايمر ذاكرة الأنا المصابة بالعماء؟ حينها، سيكون قد تسلل وباء المكر، وتسرب إلى جذور الحب العارية، بعدما يكون العشاق قد رووا هذه الشجرة بدموعهم الطاهرة.

كلما رأيت عجوزين يتكئان على عكاز الزمن بوفاء مطلق يجر أحدهما الآخر مبتسما، وقد خطَّ العمر على وجهيهما كل ملامح الكبر والتعب، ومع ذلك يتشبثان ببعضهما كما يتشبث الرضيع بجلباب أمه، تتبادر إلى ذهني أسئلة لا تعد ولا تنتهي: هل ما زال في زمن الآلات الذي نعيشه من يهب بدون أنانية، بدون مكر وغش، وكذب، وبدون بيع آمال ووعود، وخيبات لا تنتهي؟ هل يسمح لنا العمر بيد تطبطب علينا، إلى آخر اللحظات؟ أم أن زمن الحسابات الفارغة لا يعترف بهذه الأحلام، ويعتبرها رومانسية أفلاطونية فارغة؟...

إن أول ما يسأل عنه اليوم الشريك قبل أن يدخل القفص إن كان شريكه مصابا بمرض مزمن كالسكري أو الربو، فهو من أنانيته لا يقبل تقديم يد العون، كأنه ضامن لما يحمله غده، ولا يعلم بأن الصحة من علم الغيب. ثم يقيّم ما قد يقدمه هذا الارتباط، فكلما ثقل الحساب البنكي للشريك ثقلت قيمته في الميزان، وأصبح بموجبها الإنسان سلما للتسلق فقط لا مكان فيه للمشاعر، ولا للأخلاق أو الضمير. وكلما زاد العمر زادت الخيبات، وصار الإنسان الذي يؤمن ولو جزئيا بالمشاعر تراكم عقد، ومحطة للأطماع.

إن الطموح ليس عيبا، بل العيب والعار هو التسلق على ظهر الأحاسيس، وبيعها بسوق بخص فقط من أجل إيجاد مشتري جديد. أما الأقبح والأرذل من هذا هو إقامة مهرجانات للحب وقصص وأغان وأوهام، في حين أننا لا نفقه معناه ولا نعرف كيف نحب من دون مقابل.


لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط هنا

ليست هناك تعليقات