أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« منْ تدمر أعطوا ما لزنوبيا لزنوبيا و ما لقيصر لقيصر» ... بقلم : ياسين الرزوق


 منْ تدمر أعطوا ما لزنوبيا لزنوبيا و ما لقيصر لقيصر 
    بقلم :   ياسين الرزوق                                       
   مهندس  و كاتب سوري
  9/3/2017


« مجلة منبر الفكر » ياسين الرزوق       9/3/2017


زنوبيا يومَ أرَّقتْ أورليان لم تكنْ لتنتصر و سيفها الشيشة المصريَّة و لم تكنْ لتبنيَ إمبراطوريَّة الزمن الصعب لولا قدرتها على لملمة شتات البادية لتجمع الجميع على إبداع جوهرة الصحراء التي أكملت صناعة طريق الحرير 


لتكرِّس تنافذ الثقافات لا تقوقعها و لتقول لآل سعود في شبه الجزيرة العربية أنَّ البحر الأحمر مهما كان عميقاً لا بدَّ لنا من اقتناص درره و ثرواته كي يهدأ بثورته الحضارية فلا يثورُ و لا يصيبه الهيجان إلا عندما تتفجَّر الحكمة في ينابيعه الخائفة من مائها العذب لا تنتظرُ تنين الصين النائم لينفث ناره بل تمسك بجبروته لتصنع سلام الواقعيَّة على أهبة التطوير و التغيير و الحداثة بكلِّ مفاتيح الاقتصاد و البترودولار !!.....................

ما سبق ليست مقدِّمةً للتباهي و الشماتة بمن دنَّسوا بلداننا باسم العروبة و هم من يدسُّون السمَّ في عسلها و في حلوها و في مرِّها بل مدُّ طريقٍ كاملٍ بدأ و لن ينتهي لكلِّ من يودُّ العبور معنا إلى السلام في سورية في كلِّ واحة نورٍ تلوح كي نجعل سرابها حقيقة في بوادي العرب و صحراء العربان إنْ أدركوا يوماً أنَّهم عربا و هنا لا نقتل طموح الدول و استقلاليَّتها و لكنْ نطمئنُ الأمَّة العربيَّة أنَّ الرئيس الأسد لا يدير قبلة سورية لتكون في قمٍّ فولاية الفقيه كما يراها الرئيس الأسد لا تجتثُّ أحلام الأكثريَّة أو أضغاث أحلام غيرها

بل تُؤسِّسُ لوطنٍ سيجعلُ الدين روحانيَّاً لا تهدمه مكة و لا تبنيه قمّ بل يرفع عروبته من دمشق كي يقول من قاسيون لا حجَّ خارج أسوار دمشق إلا لمن يعرف كيف يدركها مهما ضاعت البوصلة و تغيَّرت الاتجاهات فوحده الأسدُ البشَّار يسير بهدوء الجبابرة الرُحماء كي يُبشِّرَ بسوريَّتنا الجديدة و هو يقولُ للجميع تفاءلوا فما بعد الضيق إلا الفرج

و ما أنتم يا أبناء سورية إلا رواة حضارةٍ لن تنضب مدنيَّتها مهما تقطَّعت الرؤوس و مهما أُغْرقتْ نداءات "الله أكبر " بالساديَّة و هنا نقول لمن يدَّعون الفتح و يشقون صفوف الأمَّة الواحدة كما قال الله سبحانه في سورة الفتح
"مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً" 
فلتكونوا يا منْ تدَّعون أنَّكم مع الشعب السوريِّ رحماء عليه !!

تدمرُ عادت لا لتظهر و تكملَ لعبة القطِّ و الفأر بل لتعطيَ رسائل كثيرة تمتد عبر بادية الشام لتصل إلى شبه الجزيرة العربية ربَّما عبر طائرةٍ مكوكيَّةٍ روسيَّة لأنَّ السياسة عابرة للمشاعر فلا نستطيع أن نبني السياسات على أحقادنا بل على تخفيف الأضرار و تعزيز المكتسبات و رؤية الآفاق القادمة و هنا كانت صفعة تدمر في وقتها تلطمُ السياسات الخليجيَّة في زحف ملوكها و أمرائها و سلاطينها راكعين إلى إدارة ترامب كي يخلع عن رقابهم طوق الأسد الذي بات يخنقهم كلَّما شدَّت إيران حباله و لفَّتها أكثر و أكثر

و لكنَّ موسكو حينما أمسكت ملفَّ العدالة السوريَّة لم تبعد أحد و لمَّت من المعارضات الكثير الكثير حتَّى كادت تضيق ذرعاً بمعارضة الرياض التي تظنُّ أن سورية ستقدَّم لعرَّابيها على طبق من ذهب

و أنَّها سوف تمضي باتجاه طائفٍ جديدٍ من نوعه في سورية أو باتجاه فدرلةٍ على مقاس دولٍ بعينها أو معارضاتٍ بعينها تعطي نفسها حجماً غير موجودٍ أصلاً لن تحتملها الكيانات السياسيَّة و الجغرافيَّة و المكوِّنات الشعبوية في سورية رغم إصرارنا كسوريين على ضرورة خلق نظام سياسي اقتصادي اجتماعي ثقافي تنموي يبثُّ الروح من جديد في طريقة التعاطي السياسي الداخليِّ المنطلق من عقد المواطنة الحقيقيَّة لا من مبدأ " لا يموت الذئب و لا يفنى الغنم " و لا منْ مبدأ " كلْ لكنْ لا تنسَ أنْ تطعم غيرك "

و لنخرجْ من ثقافة المحاصصات و لنكنس عنَّا قمامة من يأكلون البيضة و التقشيرة فالوطن السوريُّ القادم هو الحلمُ الذي سينهضُ بالإنسان قبل الحجر كلٌّ يعرفُ ما له و ما عليه من حقوقٍ و واجبات و كلنا مدركين ما قاله في وطن المؤمنين عيسى عليه السلام يوماً "أعطوا ما لقيصرَ لقيصر و ما للَّه لله " فهل من قيصرٍ يلوح في الأفق مُبشَّراً و مبشِّراً سوى الرئيس الأسد ؟!!!

  اقرأ المزيد لـ  ياسين الرزوق


لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا


ليست هناك تعليقات