أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« شبح ظله ».... قصة بقلم : ابراهيم خليل ياسين



 « شبح ظله » 
    بقلم : ابراهيم خليل ياسين
   14/3/2017


« مجلة منبر الفكر »   ابراهيم خليل ياسين     14/3/2017


 قفزت إلى ذاكرة العراف حزمة من الصور حين أمسك بكف الطفل الراقد في المهد ، رجل مهيب يعتلي عرشا مهيبا وسط جمع وجوه متفرقة يتحلقون حوله ، كان يشوب اغلبهم الخوف الى حدالارتعاش ، وهو يسير بينهم يحدثهم بنبرة حادة ، كان يفرض أراءه بحزم بحيث لن ينبس بأمر إلا ويراه مستجابا في غضون دقائق ، وإن تأخر احدهم عن تلبيته يأمر بجلده كحد أدنى ، لكن أمر إلأعدام هو الحد الفاصل في معظم القضايا كما حدث أزاء الطفل الذي اقتيد من بيت أسرته في ذلك الفجر ، ودون الأستغراق في شأن قضيته أصدر أمر قطع رأسه بالرغم من صراخ وتوسلات امه التي هزها منظر ابنها لحظة قطع راسه ، أعقبتها صورة ذلك الملثم وهو يمتطي جواده برفقة رجال ملثمون ، كانوا ينتشرون في أماكن متفرقة من تلك الغابة ، وبين الفينة والاخرى يشير بتنفيذ اوامره في الأجهاز على هذه القافلة وتلك ، ولم يدعها حتى يتم تصفيتها تماما ولم يترك لها أثرا ثم الأستحواذ على ممتلكاتها ، اعقبها صورة ذلك الرجل المثير للانتباه ، وهو يتنقل راجلا في شوارع المدينة ، ويجوب بين اكشاكها ودكاكينها ومنازلها بحثا عمن هو بحاجة لأنتشاله من تبعات
فقره وألامه ، ولم يكتف يوعز بعلاج من يشعر به واقع ضحية مرض شديد على أيادي بعض الأطباء يأتي بهم من اقصى الأماكن إن اقتضى الأمر ، وفي صورة تسلقته تسللت إلى ذهنه على نحو هادئ ، مشهد ذلك الشاب الجالس عند تلك التلة وهو يتأمل عند حلول الغروب مجئ.فتاة تحلق بجناحين تفرشهما ، وعند الاقتراب منه تحط بهدوء ، فيهرع نحوها ، ويمسك باحدى كيفها ويجريان معا في حركة متناسقة ، لكنها ماتلبث أن تغادره عند وصولهما ذلك الحاجزالصخري ، ويجهش بكاء حزنا على فراقها
وتوقفت عجلة الصور عن الأسترسال حين اخترق مسامعه صوت السلطان يزجره بلهجة مشوية بالصراخ
- ماذا تقول أيها الابله إزاء هذا الصغير...؟
رد الرجل العراف
- اقول ماذا.....؟
- بشأن حاضره ومستقبله......
أمعن العراف في التفكير ثم قال
- لم يحن الوقت بعد
اذن السلطان لبعض العساكر بالتقدم نحو العراف وتنفيذ أمره بقطع رأسه ، وقف العراف بهدوء مذعنا للامر ، وعند التنفيذ الأمر به قال السلطان
- قبل ان القي بك جثة هامدة ماذا في قلبك تريد قوله...؟
رد العراف دون تردد فيما شئ من الخوف مازال بعمره
- يا سيدي عذرا إن قلت لك انك سوف تخسر كل شئ
بما فيها سلطتك ان نفذت أمر الإعدام ، بعدها
سيكون عرشك هذا محض خيال .
.هذا ما تأكدي في
- وكيف عرفت ذلك....؟
- في اخر حلم زارني.....
اعترى السلطان الخوف وهو يصغي الى الرجل العراف ، فأمره جنوده باعتاق سراحه على عجل ، على الفور اعتلى السلطان العرش وهو لا يرى وسط القصر سوى شبحه




لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا 


ليست هناك تعليقات