– بات مؤكداً عقد اللقاء الأول على مستوى القمة بين واشنطن وموسكو في تموز المقبل، على هامش قمة العشرين التي ستنعقد في هامبورغ في ألمانيا، كما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
وبات مؤكداً أن القمة ستشبه قمة كانكون في المكسيك بين الرئيسين فلاديمير بوتين وباراك اوباما في العام 2012، ووضعت أسس التفاهمات التي بقيت المحاولات مستمرّة لترجمتها في صبغ سياسية حتى نهاية ولاية أوباما، وكان جوهرها، العمل معاً لحل سياسي في سورية يتفادى بلوغ التصادم المباشر ويراعي الخطوط الحمراء المتقابلة للطرفين. وعندما نضجت صياغة ما يعبر عن جوهر هذا الاتفاق في لقاءات وزيري الخارجية الروسية والأميركية سيرغي لافروف وجون كيري صيف العام 2016 عطّلت المؤسسة الأميركية العسكرية والأمنية تنفيذه.
– عناوين التفاهم الرئاسي الأميركي التي تمّت في كانكون لا زالت صالحة، بالإقرار بالحاجة المتبادلة للتعاون في سورية منعاً لتحوّل أزمتها والحرب فيها إلى استنزاف وفشل، والإقرار بأن رفع السقوف يؤدي إلى منع التفاهم وبلوغ التصادم الذي يمثل خسائر أكبر من التنازلات المفترضة لبلوغ التسوية المنشودة، كما أن التسوية السياسية التي ترجمت الحاجة للتسوية في تفاهم كيري لافروف لا تزال هي الأخرى صالحة، وجوهرها الإقرار الأميركي أن الطريق لتفادي التصادم واحترام المصالح المتبادلة والخطوط الحمراء المتقابلة، ليس تقاسم سورية ولا تبادل الامتيازات، بل السير في خريطة طريق عنوانها التشارك في الحرب على الإرهاب والاستثمار على إعادة بناء دولة سورية موحّدة قابلة للاستقرار، وما يستدعيه ذلك من صيانة لمعايير السيادة، والاحتكام لصناديق الاقتراع في تشكيل مؤسسات الحكم خارج الشروط والتطلعات المسبقة.
– سعت المؤسسة العسكرية التي عطلت تنفيذ تفاهم كيري لافروف لعرقلة سير الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب في شعاراته الانتخابية بأولوية الحرب على داعش ونية التعاون مع روسيا، ونجحت نسبياً في جعل العلاقة الخاصة بروسيا تهمة تودي بصاحبها، كما جرى بمستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين، ونجحت المؤسسة العسكرية بالحصول على التفويض الكامل من الرئيس ترامب بإدارة الحرب على داعش بطريقتها، لكن وقائع المسرح الميداني فرضت نفسها بدءاً من التصادم التركي الأميركي حول الملف الكردي، وما أثارته قضية منبج والتواصل المباشر بين الأكراد المتحالفين مع واشنطن، بالجيش السوري، ومقتضيات الحرب على داعش والحاجة للتفاهم مع روسيا في كل خطوة ولحظة، فكان اللقاء التاريخي بين رئيسَيْ أركان الجيشين الروسي والأميركي.
– في توقيت واحد ليس مصادفة تقول ممثلة الولايات المتحدة الأميركي في مجلس الأمن الدولي نيكي هيلي، وتشرح ما يقوله وزير الخارجية الأميركية ريد تيلرسون، الذي أجاب على سؤال عن النظرة لدور الرئيس السوري في التسوية السياسية، بأن الشعب السوري هو مَن سيقرر مصير رئاسة سورية، بينما أعلنت هيلي بلسان إدارتها بوضوح أن إزاحة الرئيس السوري لم تعد أولوية اميركية كما كانت في عهد الإدارة السابقة والأولويات قد تغيّرت مع الإدارة الجديدة، ومعلوم أن نقطة الافتراق الروسية الأميركية التي كان يصعب التصريح بها من قبل إدارة أوباما بهذا الوضوح، هي أن الأولويات تغيّرت، وإزاحة الرئيس السوري لم تعُد اولوية، رغم محاولات جون كيري المستمرّة لتمرير مواقف تدعو لتقبّل فكرة اعتبار صناديق الاقتراع الطريق الوحيد لحسم مستقبل الرئاسة السورية.
– ما يجري يقول إن التفاهم ينضج، وإن قمة هامبورغ لبوتين وترامب ستضع النقاط على الحروف في تفاهم يرسم خريطة طريق جديد بدأت ملامحه بالمواقف الأميركية الأخيرة ميدانياً وسياسياً.
|
ليست هناك تعليقات