أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« توفيق الحكيم والنظرة الاستشرافية »... بقلم نورة دعاس



  « توفيق الحكيم والنظرة الاستشرافية »
    بقلم :    نورة دعاس                      
  باحثة ماستر تخصص أدب حديث ومعاصر  
  3/3/2017


« مجلة منبر الفكر »
نورة دعاس       3/3/2017


بدأ توفيق الحكيم " 9 اكتوبر 1898- 26يوليو 1987"يظهر كأحد كتاب مصر الكبار ،منذ العقد الثالث من القرن العشرين ، وهو ينتمي إلى تلك الفئة من الكتاب العرب التي انتجت أدبها بلغتين ، فهو قد تلقى تعليمه العالي في فرنسا ، وقضى فيها سنوات عديدة ، وبدأ يكتب بالعربية ، والفرنسية معا وبعض انتاجه العربي ، مترجم عن الاصل الفرنسي [1]

وقد وصف بعض النقاد " توفيق الحكيم " بأنه كاتب متأرجح ، إشارة الى تردده ، وتدقيقه في البحث عن الحلول للمشكلات ذات الاهمية الاجتماعية ، وقد ذهب في بحثه الى افاق بعيدة محاولا أن يصل إلى مهمة الكاتب ، وان يوكد وظيفة للفن في الحياة العصرية  [3]

لقد انصبت جهود المستشرقين [2]  على دراسة الادب العربي الحديث والمعاصر بصفة خاصة والرواية بصفة عامة واندست اراءهم حول الروائيون العرب بين دفات الكتب وصفحات المجلات .

الاّ ان المسرح العربي لم ينل حظوة كبيرة من طرف المستشرقين وهذ راجع لذلك التلاقح الثقافي الذي حدث مع الغرب بداء بتجارب مارون النقاش في بدايات القرن التاسع عشر ،ثم هجرة المبدعين العرب وتلاقحهم مع المجتمع الغربي ، محاولين تحقيق حالة من الحوار المشترك والاندماج عبر تناول قضايا عربية معاصرة ومعالجة نصوص غربية برؤية عربية .
وبرغم من هذا كله نال توفيق الحكيم ، ذلك الروائي المسرحي الذي أضاف للأدب العربي صورة جديدة من صور الفن حظوة كبيرة من طرف المستشرقين .

توفيق الحكيم ، أكثر الكتاب نصيبا من الاحاديث ومن الاقبال على ترجمة مؤلفاته ، فقد نشرت كتبه باللغة الفرنسية ،والإنجليزية والروسية ، والالمانية ،والاسبانية ،والايطالية ...الخ كما مثلت مسرحياته في لندن وباريس ، وسالزبورغ ...الخ 

وادرجت احدى الجامعات الشهيرة في "الولايات المتحدة الامريكية " كتابه يوميات نائب في الارياف " بين ستين كتابا ، اختيرت لتمثل أهم المؤلفات العالمية التي ظهرت بين سنتي 1900و1950م .

ويمكن تفحص اراء هم حول توفيق الحكيم من خلال الصحف اليومية والمجلات

- مجلة " نور إكلير " شمال فرنسا تقول :
"إن مسرح توفيق الحكيم قد فرض علينا- نحن الغربيين – الالتفات إليه ، إنّ رسالة توفيق الحكيم ، وإن كانت في نتائجها النهائية ، لا تختلف كثيرا عما نهدف اليه .وما برح يشغلنا منذ اعوام ، إلا انها في المجال المسرحي تعبر عن عقيدة قديمة للعالم العربي ، عقيدة طالما سخر منها بغير وجه حق –كثيرا من الاوروبيين ، إن مأساة الحياة لتكشف عن عجز اساسي في الانسان امام مصيره " .
- صحيفة " ليبر بلجيكا " :
  " بينما بيتش في جوهره شاعر فإن توفيق الحكيم ينتمي إلى الاخلاقيين ، فهو حريص على تتبع الإنسان في مهاويه وشياطينه إن فن هذا الكتاب المسرحي يلقي تحت إضاءة محكمة ما في عصرنا من شخصيات عظيمة ،وحقيرة ..."  
مجلة راديو تايمز "لندن ":
  "إن مسرحية شهرزاد غنية بتفاصيل الشرق ، ويزين غموض الشرق فيها ويزيد عليه ما تحويه المسرحية من التعقيد النفسي كما نفهمه في الغرب " . [4] "
هذا هو توفيق الحكيم العلم الشامخ من اعلام الفكر والادب والفن الذي اثرى الحياة الادبية والفكرية والفنية بالعديد من المؤلفات التي ستظل خالدة على مر الاجيال ، تنهل الانسانية من نبعها الفياض .

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -- - - - -  -
المصادر والمراجع :
[1] - مسرحية امام الشباك .
[2] - لفظ الاستشراق نوع من الاسقاط الغربي على الشرق وارادة حكم الغرب للشرق 
[3] - كلاديفيا اود قاسيلفيا : توفيق الحكيم ، مجلة الآدب السوفياتي –موسكو /عدد فبراير 1957 .
[4] - مارجريت لينون –وجون جلجود : شهرزاد ، مجلة راديو تايمز لندن -18مارس 1955 .


لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا


ليست هناك تعليقات