من سورية لعبة الأمم ترشُّ الكيماويَّ في أعيننا و ماء النار على وجوهنا كي تتشوَّه الحقائق
مرَّت طفلةٌ على أعقابها تهذي هل للكلور لونٌ سوى اللون الأبيض فوَقَع في الشبر الأخير من الزمن قلبها و بدأت تبحث داخله عن موتها المنتظر و هي تشتمُ أمَّةً تحرق نفسها و تتاجر بأعضائها و تدنِّسُ وجودها لكنْ دونما شتيمة فهي طفلةٌ لا تدرك لعبة الأمم و البرامج المعدَّة مسبقاً بقدر ما تدرك أنَّ لعبتها تتلاشى و تتشظَّى و تتقطَّع أوصالها و تختنق و أخذت تبكي حتَّى سبقت لعبتها إلى الموت و نسيت أن تحفر قبرها فابتلعتها قبور الجزيرة القطرية و كاميرات العربية السعودية و أخذت شرائط المتاجرة بصورتها و هي تفارق لفظتها الأخيرة بعد أن تحسَّرت على لعبتها تلعنُ التاريخ و تقصف وامعتصماه بكذبة الأمم و بهيئات مجلس الأمن و بقبح المعارضات و مسخ الأنظمة التي لم تجدْ لقمة السلطة إلا في أفواه الجائعين و تركت مدى الأرض ينفض سماءه رماداً فوق صدورنا التائقة إلى عبير الحياة التي يسرقها تاجرٌ يلعب الغولف في دار فقيرٍ احتلَّها بسلطة المال و اشترى القانون بأبخس أثمانه ألا و هو المال و من ثمَّ حوَّلها إلى منتجعات هواه بعد ترك جلّ الشعب من شيبه و شبابه مشرَّداً يبحث عن تكافؤ الفرص المفقودة أصلاً ضائعةً بين العشوائيات الدمشقية و المشاعات في بقية المحافظات السورية ما ينذر بأزمة سكنٍ عصف به السلمُ قبل الحرب !!
نستغربُ التجارة و الإتجار بحياة البشر و جعلها سبقاً إعلامياً و لا نستغربُ التوقيت الذي يرافقُ الحملات المسعورة ضدَّ النظام العربيِّ السوريِّ الذي ما زالوا يحاولون إخراجه من شرعيته و عنها بكلِّ ما تؤمنُّه لهم كما قلت لعبة الأمم بقبعاتها السوداء و البيضاء الظاهرة و المخفيَّة و يشرعنون الفوضى الخلاقة غير الخلَّاقة بسهامهم المسمومة و بدسِّ السمِّ في العسل السياسيّ الذي بات أخطر أنواع العسل فمن يعطيك من طرف اللسان حلاوة يحاولُ إغراقك بالريق الحلو كي لا تعود قادراً على تمييز عدوِّك من صديقك و كارهك من محبِّك و كي لا تبقى صاحياً على معرفة طريق بيتك المهدَّم فلا تقدر على التمييز بينه و بين جامعٍ أو مسجدٍ فخَّخته النوايا المبيَّتة فسقط بأشلاء المخدوعين به و بالقائمين عليه الذين يتاجرون بالدين و البشر و ما سقط بعلمانية تونس الخضراء التي تصدِّرُ الإرهاب التكفيريّ تلاقى للأسف مع ما تكابده سورية بالخلايا القاعدية الوهابية الإخوانية الداعشية التي لطَّخت كلَّ بقاع سورية و أدخلت أفكارها و فكرها في صراعٍ وجوديٍّ يضعنا على مفترق أن نبقى أو أن نتلاشى دون صدىً للحياة بعد أن غزتنا تآويل موت الفكر و الفن و الثقافات جميعها و لكنْ هيهات للموت أن يسكننا و نحن نلقِّحُ بويضة الحداثة بنطفة التكوين الجديد للنظام العالميِّ الذي يولد بمخاضنا نحن بعد أن استوعب رحم أمتنا كلَّ الضربات الموجعة و لم يطرح طفل الحداثة قبل أن يتكوَّن و لن نسمح بولادته مشوهاً مهما غلت التضحيات !!
لم يقع المحظور الذي وقع فرفع أهبة استعدادنا لسقطاتٍ قادمة في عمق التكوين كي يتكوَّن في صدورنا و بين ضلوعنا التي تهشَّمت فلم تغرز رميمها في قلوبنا بل أعادت إحياء نفسها و من يحيي العظام و هي رميم هو من يحيي الوطن و هو لا وطنٌ يبحث عن روح وطنٍ في كلِّ فينيق لم يمت بعد أن أعلن قيامته و ها هي القيامات تتضافرُ و تتضافرُ حتَّى نعلن من سورية بلد القيامة العالميِّ و وطن التكوين المنتظر و مبعث الأحياء الذين ما ماتوا فيه بحياتهم إلا ليدركوه أحياءً بموتهم !!
دعت دولة الحداثات المشتتة أميركيا الروس للضغط على دمشق و طهران كي لا تقصف المدنيين بالكيماويِّ من سماء ديمستورا لكنَّ الدبلوماسيَّة الفينيقية السوريَّة أنشأت أممها و قالت للحلفاء هذه مأساة شعبٍ لم يدركْ عدَّاد موته إلا في مجالس الأمم و هي تلعبُ بطفولته و بصبيته و بنسوته ظنَّاً منها أنَّ الجوع سينال من مبكى طفل و من دمعة أمٍّ و من جبروت رجلٍ حمل معول موته كي يفتح في تراب الأرض المتعثِّر بماء الأمم حفرةً يغرس فيها خبايا التاريخ و تنبؤات المستقبل و هو يصرخ يا شمسُ أحرقي هيئة الأمم المتحدة غير المتحدة و أشرقي من جديد علَّ أمماً تبزغ و هي تضرب المارقين بأيادٍ من حديد و تنبت في ترابنا رأياً سديدْ !!!
|
ليست هناك تعليقات