(1)
ابتِهالٌ//
ها هُم يجدلونَ سِلالَ الماءِ من القشّ الفاحمِ. ها هُم يستسقونَ القَحْطَ بالأدعِيَةِ اليابسةِ، ويحلِبُونَ ضُروعَ سحاباتِ الصَّيْف. وها هُم يستصدُونَ الصّمْتَ ويستجدونَ بقايا السَّماء.
لكنَّ الثُّقوبَ في القُلوب.
(2)
سيزيف//
منذُ أنْ طُرِدَ سيزيفُ مِنِ الجحيم، عقابًا على تمرُّدِهِ، وكُتِبَ على المداخلِ أنّهُ شخصٌ غيرُ مرغوبٍ فيه - منذُ ذلك الوقت وهو يحمِلُ صخرتَهُ إلى قمَّةِ الجَبَلِ، لتسقُطَ فيحملَها فتسقُطَ فيحملَها إلى يومِ القِيامة.
أمسِ، أبلغَني أنّهُ انتقلَ إلى جَبَلٍ بلا قِمَّةٍ.
(3)
رسّام//
(إلى فان غوخ)
في جنازتِهِ الأخيرةِ، الَتي شاركَ فيها أكلةُ البطاطا والحجارةِ وقاطعَها سدَنَةُ المعابدِ، خرجَتْ من عينَيْهِ شتلتا عبّادِ الشَّمس، وحرَثَتْ جبينَهُ العالي نجومٌ فاقعَةُ الاصفرار، وعلى ساعِدَيْهِ التفَّتْ خُطوطُ السِّكَّةِ الحَديد، ومن صدرِهِ قامَتْ رصاصةٌ يتيمةٌ وعشيقةٌ ومعشوقةٌ وحزنٌ أَبَديٌّ.
وحينَ أبّنَ نفسَهُ، تحوَّلَتْ راحتُهُ اليُمنى إلى رغيفٍ جافرٍ وشعرُهُ إلى شتاءاتٍ كئيبة.
لا أذكرُ اسمَهُ.
ليست هناك تعليقات