(1)
وإذنْ، ما هي حصيلةُ الحصادِ اليومَ؟
ثلاثةُ أكياسِ خَيْشٍ مُعبَّاةٌ بخَرَزِ المَناديلِ وخلْطَةِ العُيونِ المُلوَّنةٍ.
خمسُ سِلالٍ مجدولةٍ بالرُّموشِ المقلُوعَةِ للتَّوٍّ.
عشْرُ صناديقَ مملوءةٌ بقواريرِ عَصيرِ الدَّمِ الغازيٍّ المُنقّى.
أسياخُ لحمِ مقطوعٍ من الأفخاذِ والأثداءِ وأرنباتِ الأُنوفِ مُتبّلةً بمَسحوقِ أَسنانِ الحليب.
ألسِنةٌ مُدخَّنةٌ قليلةُ الدَّسَمِ والكَلام.
عناقيدُ بسَماتٍ مشويَّةٌ على الفَحمِ.
معرضُ رسوماتٍ على الوَرَقِ المَحروق.
صحنُ غمّازاتٍ تهدّمَت أسوارُها.
هديلُ حمامةٍ مُملَّحٌ للتَّصدير.
كومةُ اسفنجٍ مصنوعٍ من لحيةِ أبي العلاء المعرّي لمسح العارِ عن الأيدي.
أفلامُ "بورنو" يُمارسُ فيها نيرونُ اغتصابَ مؤَخَّرَتِه.
حُزَمٌ من جِلدِ الوُجوهِ مصفوفةً على طريقةِ صفائح قَمَرِ الدّين.
ألبوم ُ صوَرٍ يظهرُ فيها "غيبلز" مبهوتًا بعد سقوطِهِ إلى المرتبةِ الأخيرة.
أطقمُ شواربَ وشَعْرٍ مُستَعارٍ بالمَجَّان.
علبةُ كوكاكولا وزجاجة فودكا تُقهقهان.
وهناك، على الطَّريقِ السَّريعِ بين حلبَ ودمشقَ، عند خان شيخون، تتربَّعُ زانيةٌ فوقَ التّلالِ والسُّهولِ، تضعُ ساقًا على الأفقِ الشّرقي وساقًا على الأفق الغربيِّ، وتبيعُ بأبخَسِ الأثمان أعضاءها الذّكريّة وبقايا جُرذٍ ومِزَقَ ضميرِها قِطَعًا للغَيار.
زانيةٌ اسمُها البَشريّة.
(2)
هناكَ، في سماءٍ لا تُبالي، يتلكَّأُ الوقتُ.
شمسٌ جبانةٌ تُلقي ما تبقَّى من أشعَّتِها وتمضي.
تتعطّلُ السّاعاتُ على أرساغِ الآلهة.
جدرانٌ تخلعُ عنها حجارتَها.
أقلام ُالرَّصاصِ تُطلقُ النَّارَ على أطفالِ الرِّياض.
غيومٌ مُدمِنةٌ على تدخينِ التّبغِ الفرجيني، تسعُلُ وتبصقُ ما تيسّرَ من مُخاطٍ.
نوّابُ الله على الأرضِ يُعلّبونَهُ ويبيعونَهُ بالتّقسيط المريح.
ثمَّ طائرٌ في شكلِ قلبٍ مُشظًى، في الطّريقِ بين عصرَيْن، يسقطُ في الشّارعِ المَحروثِ، ويبذرُ حبّةَ القمحِ الأخيرة في برميلِ نَفْط.
|
ليست هناك تعليقات