و قل لا تعملوا لن يرى المسؤول عملكم و تنازعوا فقد فشلتم و ذهبت ريحكم !!
 كنت أبحثُ في مؤسسات سورية الخدميَّة قبل الإنتاجية و الإنتاجية قبل الحزبية عن قلبٍ نظيفٍ و عن صوتٍ قادرٍ على رفع نبضة الحياة المؤسَّساتيَّة إلى قمتها فإذا ب زمن الطنين يصلُ إلى توافق الهدم لا إلى عقلية البناء و التدعيم و هنا لن أتَّبع قواعد التشهير بل سأستنهضُ شهامة القيم إن ما زالت موجودة لدى المسؤولين و لم تسقطها معادلات الوسيط الملياريّ الذي لا يحسِّنُ بقدر ما يرفع أهبة الفساد إلى درجات لا تجعلُ أحداً قادراً على اختراقه و يجعل النفوس السوداء تمسكُ مفاصل الضرب و التقسيم و الجمع و الطرح على هواها في لجان مشترياتٍ تضعُ للسلعة سعرها الذي لا يطابق مواصفاتها نهائياً و في مستوصفاتٍ يسمسرُ القائمون عليها على صحَّة الموظَّف الذي لم يتعلَّم الواجب و طمره بجوعه
فتذكَّرت جلسةً لنا عندما كنت أمين فرقةٍ حزبيةٍ في حزب البعث العربيِّ الاشتراكيِّ في دورة إعداد القيادات الإداريَّة و السياسية في مدرسة الإعداد الحزبيِّ المركزيَّة في التلِّ مع الرفيق يوسف الأحمد عضو القيادة القطرية للحزب المذكور نهاية عام 2015 عندما قال أنَّ دور الحزب رقابي و يجبْ أن يخفِّف الفساد إلى أدنى درجاته فقلنا نعم فعلاً و تفاءلنا لكن وجدنا أنَّ الكثير من قيادييه و هو الحزبُ القائدُ الحاكمُ حالياً منخرطون للأسف في هذا الجسم الذي لم يعدْ غريباً بل بات جزءاً لا يتجزَّأ من طبيعة مؤسَّساتنا الهرمة للأسف و هو ينخر فيها
و يكادُ يهدُّها كمطارق عملت بتراكمٍ زمنيٍّ حتَّى باتت طرقاتها قاتلة تصرع الرأس و تكسر كلَّ عظام الجسم و هنا نتساءلُ ما دور الفرق الحزبيَّة الكثيرة في مؤسسات الدولة و في أحياء المدن و هي تنكفئُ و لا تتجرَّأ حتَّى على تغيير ممثل نقابة عمال رئيس لجنة نقابية في نقل البضائع أو في سمسرة الشرائع أو في مداواة الطبائع هو أبعد ما يكون عن مصالح العمال و السعيِ وراء مآربهم الحياتية و المعيشية البسيطة
و كما يبدو أنَّه و بإيعازات ذاتية و أبعد من ذاتيةٍ أيضاً يشرعنُ على هواه و على هوى داعميه قوانين ليست بقوانين و وصفاتٍ ليست ناجعة بل ترسِّخُ العقلية الاصطفافية وراء المصالح الآنية الذاتية التي لا تسعف الوطن و لا تشفي آهات المواطن الموظَّف المقهور الذي بات راتبه لا يكفي فعلياً لخمسة أيامٍ في الشهر ما يبرزُ القدرة الهائلة على الصمود و يأتي هؤلاء المنتفعون الذين لا قياس لعباءتهم الوطنية و يوسِّعونها دوماً في خطابات المزايدة على الموظف و الانهيال عليه بضرورة التقشُّف الوطنيّ مع وضع كاتم صوت على آذان المسؤولين و أفواه الجائعين بينما ماليتهم و مالية خاصتهم في مكانٍ آخر لا تراه عيوننا و لا تدركه أبصارنا و فيه ما لا عينٌ رأت و لا أذنٌ سمعت
و كأنَّ جنَّتهم هي الحديقة الخلفية لغانياتهم و سماسرتهم و مفاتيحهم و هنا نقترح إنشاء لجان صامتة أو خلايا سريَّة بعيدة عن الهيكل الأمنيِّ المخابراتيّ و مختصَّة فقط بالعمل الشعبيِّ المؤسَّساتيِّ المدنيِّ ترى من قريبٍ و من بعيدٍ كلَّ شيء و تكون خارج دوائر المزايدات الحزبية و السمسرة التي للأسف باتت مؤسَّساتيَّة لا تحرِّكها العواطف و لا تخشى في القانون لومة لائم و لا تخضع لماليَّة المؤسَّسة و لا لسلطة المال من أيَّة جهةٍ كانت بل همُّها الشعبيُّ الوطنيُّ فوق كلِّ همٍّ من الهموم و لتكن فوق الانطباع الهرميِّ السائد بتسلسله النمطيِّ بعلاقة مباشرة مع المكتب الرئاسيِّ تضع بعد الرقابة أوراق مكاشفة دورية للحالة المزرية للمؤسَّسات و القائمين عليها و تشيد بالجيِّد و تفضح القبيح و لتكن قادرة على اختراق جوهريّ بتوزُعها الأفقيِّ و العموديِّ في أيَّة مؤسَّسة و في أيِّ حيٍّ دون أن تفصح عن نفسها بل جلُّ عملها كما قلنا الرقابة الصامتة و المكاشفة الدوريَّة مع المكتب الرئاسيّ !!................
من مازال في القرن الحادي و العشرين يدعو إلى فصل الذكور عن الإناث في مؤسَّساتٍ برلمانيةٍ و دينيَّة لم يدركْ بعد أنَّ التغيُّرات الكبرى ستحطِّمُ كلَّ شيءٍ و ستصنعُ من الجسد الغارق في سدوله دائراً مع عقارب الماضي الذي كانت له مشاريعه و مدخلاته و مخرجاته مشفىً يطبِّبُ الرجال قبل النساء و ليكن مشفى الشيخ بدر في طرطوس أول هذه المشافي و فيه طبيبٌ متشدِّد للأسف و كما وردنا إذا ما أراد من طبيبةٍ تختصُّ كما هو اختصاص نسائيَّة شيئاً أو أرادت منه شيئاً يكون الوسيط السماويُّ الأرضيُّ بينهما هاتف زوجته فمهاتفة زوجته هي الفيصل و الحل و لكنَّ المفارقة الجميلة أنَّه يختصُّ اختصاص نسائيَّة فهل سيفصِّلُ النسوة المريضات على مقاس فكره الضيِّق و هواه الملوَّثِ بفصام الشخصيَّة و القدر و لله في خلقه شؤون يا روَّاد الماضي و الحاضر و المستقبل !!..............
لنْ أبوح أكثر فقد مسَّني الشعر و تذكّرْتُ أنَّ بوح الشعراء من جزيرتي تيران و صنافير لن يخرج مصر من كامب ديفيد و لن يخرج السعوديّة من تلِّ أبيب و كما يشاعُ أنَّ اللبيب من الإشارة يفهمُ !!.............
و كما قال مستبشراً الشاعر السوريّ "ياسين الرزوق زيوس " متيمِّناً بالشاعر العراقي مظفر النواب :
من ضراط القادة الأشراف قوموا
كي تعيشوا ها هنا
و العيشُ نبْلُ !!
إنْ أَرَدْتُمْ أنْ تصيروا شعبَ عزٍّ
فادفنوا في قمَّة الصبيان ملكاً
ثمَّ بولوا
و شرابُ الملك بَوْلُ !!!
|
ليست هناك تعليقات