نودع في اليوم الحزين
والسماء تمطر الغبار
وعناقيد الغضب
والقبيلة تتلهى بفضائحها
وانتصاراتها الوهمية
فلا مناص من التحية الأخيرة
ولفتة وداع
نودع صغير أولاد أحمد
وهو الكبير في كل شيء
شقي الشعر والقافية
والثورة المغدورة
ومن صدف التاريخ
أنك ابن العجاج
والحنظل والشيح
ابن بوزيد الثائرة
ودرة الثورات
وموطن ''الفلاقة''
وصعاليك الشعر
والهمة العالية
في غيابك الطويل
من سيقود التفعيلة
وقبيلة الغجر
والثورة الشعرية
وقد كنت شعاعا
يبدد ظلمتنا القاتمة
وشهابا في سماء الشعر
فأعطيت للشعر الريادة
ومنحت للشاعر سلطة
وأحببت البلاد
كما لم يحبها أحد
في كل الفصول
وفي كل العصور
وحتى يوم الأحد
وأظنك الآن في القبر
تحاكي الملائكة شعرا
ونثرا جميلا
وتهزأ من غدر الزمان
والسفلة
ومداحي السلطان
وقد كتبت وصيتك
قبل أوان الفاجعة
والآن
لم تعد لك مشكلة
مع الأحياء
فلا تقسو أرجوك
على الأموات
فهم قبيلتك الدائمة
وقد غدوت رغم أنفك
رمزا من رجالنا
وأنشودة الأيام
ليست هناك تعليقات