« تعيسة في حياتكِ الزوجية، إليك الحل! »
تعاني العديد من النساء من التعاسة في حياتهنَّ الزوجية و يبقين غير قادرات على البوح بذلك, مما يجعلهنَ يعانين في صمت، في غياب الارشاد والمواكبة الصحيحة. لا يضل أمامهنَّ سوى اختيار الانفصال أملاً في وضع حد لهذه التعاسة و الجحيم الذي يعشنَهُ بشكل يومي.
لا شيء بينك وبين زوجك على ما يرام؟ تفتقدين لحظات السعادة التي عشتيها في بداية حياتكِ الزوجية؟ تحسين بأن سفينتك العاطفية تعترضها أمواج من المشاكل تجعلها تتخبط و لا ترسو على بر الى درجة أصبحت تفكرين بالانفصال؟
إن كان الأمر كذلك فننصحك بالتروي قبل اتخاذ قرار متهور، يمكن أن تندمين عنه فيما بعد! لذا ارتأينا أن نجمع لك طرق ومهارات لمساعدتك. ينبغي لكل امرأة هزت عشها الزوجي عاصفة من المشاكل أن تقوم بها، قبل التفكير في تكسير العلاقة.
كان يا ما كان، في قديم الزمان
قبل الشروع في شرح الخطوات التي تساعدك على تحليل مشاكل حياتك العاطفية، ينبغي أولا أن تعرفي، بل و تتأكدي من أن الحياة الزوجية السعيدة الدائمة لا تحدث إلا في نهايات حكايات الجدات.
أكد العلم في العديد من التجارب أن العقل البشري يوحي للزوجين براحة البال و صفاء الحال في السنوات الثلاث الأولى فقط، كتحفيز منه على الإنجاب. بانقضاء هذه السنوات، تبدأ بعض المنغصات في الظهور على السطح. هكذا، تنقشع غمامة الحياة الوردية و يبدأ الزوجان في أن يطلعان على بعض التفاصيل التي لم يكونوا يلقوا لها بالاً في السابق. هنا تبدأ المشاكل.
الخطوة الأولى: جرد المتطلبات
لكي تتمكني من تحليل المشاكل التي تجعلكِ تعيسة في حياتك العاطفية والزوجية، يوصي الخبراء النفسيون بإخراج هذه المنغصات من خبايا النفس و تسطيرها حبراً على ورق حتى تتمكني من تقييمها.
اذن، خذي ورقة و قلماً و دويني مختلف الحاجيات و المتطلبات النفسية و المادية التي لا تقدرين أن تشبعيها و بالتالي تجعلك غير مطمئنة و في قلق دائم. أكتبي كل ما يخطر على بالك، الخطوة المهمة هنا تتركز في كون هذه العبارات إيجابية، بعيداً عن إلقاء اللوم و التوبيخ على الزوج أو على نفسك، فتصير الورقة مكاناً لتصفية الحسابات بدلاً من إيجاد الحلول.
بعد أن تجردي هذه المتطلبات التي لا يشبعها شريك الحياة، قومي بالتمييز بين تلك التي يمكنك أن تشبعيها بمفردك أو بمساعدة محيطك و أقربائك و تلك التي لا يمكن إشباعها إلا من طرف الشريك. مثلاً، إذا ترغبين في الخروج من البيت و الترويح عن نفسك من روتين الحياة فيمكن القيام بهذا الأمر رفقة صديقة أو قريبة بدلاً من الزوج إذا كان لا يحبذ ذلك،.
الخلاصة هي إلغاء فكرة أن شريك الحياة ملزماً إلزاماً باتاً في إشباع جميع رغباتك و متطلباتك. فالزوج ليس مسكناً ينبغي تناوله كلما أردت أو شعرت بالحاجة لذلك. لذا ننصحك بمحاولة التخفيف من وطأة هذه الأمور على كاهل الزوج و أخذ المبادرة في القيام ببعض الأمور بمفردك أو رفقة الأصدقاء والأقرباء.
الخطوة الثانية: البحث في جذور البدايات
أنهيت جرد المتطلبات؟ ممتاز! تحتاجين في هذه الخطوة إلى الاسترخاء التام والراحة، لتتمكني من الغوص بشكل جيد في ذكرياتك. ينبغي لك أن تحددي بدقة مرحلة بداية هذه الأحاسيس، هل حدث ذلك قبل ارتباطك بزوجك أو بعد؟ هل هناك حدث أو مرحلة أو تغير ما عرفته حياتك الزوجية وجعلك تدخلين عالم الأحزان؟
سيساعدك تحديد تاريخ شرارات الإحساس بالقلق الأولى في التعامل الجيد مع هذه المشاكل و فهمها بشكل أوضح.
الخطوة الثالثة: هل تودين الاستمرار في العلاقة؟
في هذه الخطوة، تحتاجين إلى التعامل مع نفسك بجدية و صرامة، للإجابة على السؤال الصعب: هل ترغبين حقاً في الاستمرار مع شريك الحياة؟ هل ترين أنه بإمكانك العيش قربه في العشر سنوات القادمة؟
خذي الوقت الكافي و اللازم للإجابة عن هذا السؤال، تخيلي كل السيناريوهات الممكنة لحياتك، استعيني بورقة و قلم لتدوين كل الملاحظات و الإجابات المهمة.
الخطوة الرابعة: مواصلة الكفاح
إذا كانت إجابتك عن السؤال السابق هي: نعم، فيجب عليك أن تصلحي مجموعة من الأمور، و أن تبذلي بعض المجهودات للعودة بحياتك إلى وضع طبيعي و سعيد.
إن الزوجة تعد رفيقة عمر لزوجها، لذا فهي مطالبة بلعب أدوار مختلفة في حياته. هي الزوجة و الصديقة، هي الأم الحنون و البنت البارة. فهل تعتقدين أنك تلبين جميع احتياجاته؟ فكري قليلاً في هذه الأدوار، ثم حاولي ترميم ما أصابها من خلل.
الخطوة الأخيرة: المصارحة والتواصل!
التواصل هو مفتاح نجاح الحياة الزوجية. إن كل بيت لا يتواصل فيه الزوجان عرضة للانهيار و الفشل.
ينبغي للزوجين أن يقتطعا من مشاغل الحياة بضعة دقائق خلال كل أسبوع، للتواصل و المصارحة. هي محطة لتقييم الأداء، و القيام بالصيانة قبل حدوث التصدعات. يمكنك البدء في الحديث أو ترك البداية لزوجك: المهم أن يتحدث كل واحد منكما عن الأمور التي لم ترق له خلال الأسبوع المنصرم: الكلمات الجارحة، التصرفات غير اللائقة و غيرها. مفتاح هذه الخطة هو فسح المجال لكل واحد ليفرغ ما بداخله دون مقاطعة، ثم تتبادلان الأدوار.
نعم تبدو هذه الفكرة صعبة إلا أنه تمرين هام و مفيد يصلح العواطف. يبين لكل واحد منكما نظرة الآخر لبعض التفاصيل التي قد لا يلقي لها بالاً، لتستمر الحياة بهدوء و تعيشا في تبات و نبات!
ليست هناك تعليقات