
التسامح كان و ما زال سياسة القيادة السورية و على رأسها الدكتور بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية الذي أكَّد على هذه السياسة دوماً و عززها بالمصالحات على الأرض
حينما دعا من جديد إلى إغلاق الحدود من قبل الدول الراعية للإرهاب و التي تضخ الإرهابيين إلينا بكثرة بغية تحريك أوراق لها تلعبها بمنطقتنا في مقابلته مع قناة تيليسور الفنزويلية كما لا ننسى أن نمرَّ على مقابلته مع سبوتنيك و التي لم يمتنع فيها عن تغيير اسم الجمهورية العربية السورية إلى الجمهورية السورية إذا ما توافق السوريون و أدلوا بدلوهم بالموافقة على ذلك في استفتاءٍ دستوريٍّ بحت
و رسالة القيادة السورية كما قلنا المقروءة و المسموعة من الداخل و الخارج هي التسامح لمن يريد تلقُّفها و قراءتها من جديد بتحليلٍ منهجيٍّ عقلانيٍّ بعيدٍ عن رواسب الأحقاد و عن تبعية الأطراف المتصارعة و نخصُّ هنا الأطراف التي تطلق على أنفسها معارضات تخلق ما هبَّ و دبَّ من التسميات التي لا محلَّ لها في التعريف الجديد لسورية الدولة التي ما زال رئيسها يؤكد أنَّ السوريين فيها قد تعبوا و سئموا و ملّوا من هذه الحرب
و الكلّ جاهزون لحوار وطني شامل لكنَّ الدول الاستعمارية الحاقدة و الدول الشقيقة الباغية ما زالت تضخُّ المال و السلاح و البترو دولار إلى عصابات الترهيب و الذبح و التكفير و الأسلمة غير المواتية لحداثة الإسلام الذي من المفترض كما يراد من رسالته أنَّه صالح لكلِّ زمانٍ و مكان !!.................
نعم يسقطون الهولوكوست على شرق أوسطيتنا كي تغدو إسرائيل حمَلاً وديعاً في بلاد الذئاب فيدجِّجون في سبيل حمايته كلَّ أسلحة العالم المعروفة و غير المعروفة المجرَّبة و غير المجرَّبة
و كي يبقوا غطاء النازية سبيلاً إلى تغييب أعراق الناس أجمعين و للأسف أنَّ من يرفع كلمة "الله أكبر " في منطقتنا المغزوَّة بالجهل قبل سواه هو نفسه من يسقط الله عن كتابه ليشعل في مبكى الصهاينة كلَّ عاطفةٍ في العالم تُؤجَّجُ بجهلنا نحن و بأحقادنا نحن و بإسلامنا نحن تنادي أن ضعوهم على مقصلة النهاية كي لا تفقد الإنسانية مشروعها الذي ما أحرقته النازية إلا لتقوم من رماده كلَّ نازيات و فاشيستيات العالم لتصوِّر نفسها فينيقاً منتظراً في أكبر مستعمرةٍ مارقة تمارس المذابح السياسية و الفكرية و الاقتصادية و الاجتماعية
إنَّه فينيق صهيون المزعوم و الذي ما فتئت أطراف المعارضة السامية تتوسله أن يرشدها إلى قيامتها على أنقاض سورية الوطن و الدولة و الشعب
و كأنَّ فينيق بلاد الشام أضحى غراباً لا يدرك قيامته بقدر ما يتقن النعيب على أمَّةٍ صار طائر البوم فيها رمزاً للتطيّر و التشاؤم و صارت الخرافة فيها بوصلة الكتب المقدَّسة و ما زلنا نتذابح في عقر دارنا و نضرب في عمق مقدَّساتنا التي نقدِّس فيها الحجارة و الضرائح و الأجساد الميتة و نصرع فيها الإنسان و معانيه بدل أن نجعل صروحه تتعالى بمفاهيم العقل فلا تهدمها الأوهام إن لم تحسن تغذية حامليها الشرائع التي لم يحسنوا لا تدريسها و لا تلقينها في مجتمعٍ يقتل كلَّ قيمةٍ جميلة لا تشرعن على فتواه و على مزاجه الفطريِّ القبيح !!........
يدَّعون أنَّهم محمَّديون و إسلامهم محمَّديٌّ الإسلام الذي أسَّس له محمد لا ليقال عنه أساطير الأولين بل ليسبق العقل فيه و التفكر الأفعال الحمقاء الرعناء أولم يقل ربُّهم سبحانه في كتاب القرآن المقدَّس :
"يا أيُّها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظنِّ إنَّ بعض الظنِّ إثم و لا تجسَّسوا و لا يغتب بعضكم بعضاً أيحبُّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه و اتقوا الله إنّ الله توَّابٌ رحيم "
فكيف بنا و نحن في خضمِّ مجتمعاتٍ الكلُّ فيها يأكل لحم أخيه الإنسان حيَّاً و ميتاً متناسياً قول ربِّه عز و جلَّ في القرآن :
" و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتَّى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل و أقسطوا إنَّ الله يحبُّ المقسطين "
و هنا وظيفة الإصلاح منوطة بالدولة و الدولة فقط و ليس بمن هبَّ و دبَّ من الآثمين المتاجرين بالشرع المتجاهلين للقانون و كلمة المؤمنين هنا لا تخصُّ طائفة أو مذهباً بل تمسُّ عمق و جوهر الإنسان المؤمن بإنسانيته و بسريرته النقية غير المشوبة و بعقله المتأهب المتفكر فهل نخرج من هولوكست النازية لنصنع أمماً من الهولوكست التي باتوا يعتبرون محارقها ركن الإسلام السادس و هل من متفكرٍ بعد كلِّ هذا التجهيل ؟!!!
أختر نظام التعليقات الذي تحبه
ليست هناك تعليقات