مهما أتقن الكذاب لعبة الكذب وتفنن في حياكة ثوبها يبقى كالقاتل المجرم إذ لابد أن يكتشف ويفتضح أمره . وأمريكا اليوم جمعت في سلوكها الصفتين معاً فهي كاذبة وقاتلة مجرمة في آن واحد تفعل أفعالها المشينة ولا تخجل من تصرفاتها المفضوحة ولا من تصريحات مسؤوليها الهزلية ..
لفقت كذبة الكيماوي في خان شيخون بالتعاون مع المنجرين خلفها والتابعين لها وهم شركاؤها في حياكة المؤامرات وفي دعم المشروع الصهيو أمريكي الذي يخدم إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط أولاً وأخيراً وأطلق ترامب قراره المجنون في ضرب مطار الشعيرات العسكري شرق حمص ليؤكد للبيت الأبيض أنه كسابقيه لم يخرج عن المسار العدواني الذي تسير وفقه أمريكا ضد سورية وضد الحلف المقاوم .
جنون ترامب وغطرسته وتصريحاته تدل دلالة واضحة أن أمريكا التي أعدت سيناريو العراق وغزته بحجة الكيماوي عام 1993 رغم أن التحقيقات فيما بعد بينت أن لا كيماوي في العراق تحاول اليوم أن تعيد السيناريو نفسه في سورية
لكنها خسئت بكل ما تفكر به وخسئت بكل ما تخطط له فسورية بشعبها وقوة جيشها وانتصاراته في كل الأماكن ودعم حلفائها المقاومين لها ستجعل أمريكا غارقة في وحل أوهامها ولعل البيان القوي الذي أصدرته روسيا وإيران مؤخراً بعد ضرب مطار الشعيرات العسكري من قبل أمريكا يوضح للجميع بأن أي اعتداء آخر على سورية سيرد عليه بقوة وسيكلف أمريكا وكل من بارك عملها الآثم المجرم الكثير الكثير .
إذاً على ترامب أن يخفف من جنونه وأن يتعقل وأن يحسب الأمور بشكل دقيق فسياسة القطب الواحد انتهت الى غير رجعة ولن تستطيع أمريكا أن تهيمن على العالم بقراراتها الدنيئة العدوانية وبأطماعها التي أوقعتها في شر أعمالها وإذا كانت تظن أن ضربتها لمطار الشعيرات العسكري قد حققت لها انتصاراً فإنها مخطئة جداً فهذه الضربة عرت فجورها وخستها وبينت للعالم كله أن أمريكا خادمة حقيقية لإسرائيل وأنها حمقاء في كل تصرفاتها فهي لا تحترم سيادة الدول وتنتهك حرية الشعوب رغم تشدقها بالديمقراطية الكاذبة وقد تتسبب إذا استمرت في سياستها هذه في إشعال نار حرب عالمية ثالثة تكون نتائجها كارثية على الإنسانية .
أما اردوغان العثماني الذي انتشى بهذه الضربة العسكرية وطالب بالمزيد فإنه يرسم شكل نهايته بيديه فلا الشعب التركي راض عن سياسته ولا المعارضة التركية راضية عن حماقاته وتصريحاته واستمراره في دعم الجماعات الإرهابية المسلحة في سورية فهم يعرفون أنه غارق في إخوانيته السوداء وأنه يسير في نفق مظلم أما العربان وأعني السعودية (مملكة الرمال الغارقة في سفك الدم اليمني) ومجلس دول التعاون الخليجي الذين باركوا بكل ثقلهم اللا أخلاقي في ضربة أمريكا لمطار الشعيرات فإن نذالتهم المعروفة تليق بقاماتهم القزمة فهم من العروبة براء ولن يكون مصيرهم حين تنتهي أدوارهم القذرة إلا كمصير العملاء الذين سبقوهم .
وأما الرفعة والمجد يليق بالكبار وبعقلاء السياسة الذين ما زالوا منذ ست سنوات يحاربون الارهاب ويجتثون جذوره لئلا يبقى له أي اثر على أرض سورية الحبيبة . أرض الخير والعطاء والشرف والمجد العظيم ..
ستبقى سورية قوية صامدة وشوكة في حلق كل المتآمرين عليها وعلى أبنائها الصامدين .
دم الشهداء لن يذهب هدراً فكلنا مشروع شهادة فداء لسورية الأم الغالية والوطن الذي يتسع للجميع .
ليست هناك تعليقات