أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« بافلوف المشيئة و الإرادة أطفأه نور الله الذي لم ينطفئ » ... بقلم : م. ياسين الرزوق زيوس


 بافلوف المشيئة و الإرادة أطفأه نور الله الذي لم ينطفئ 
    بقلم :   م ياسين الرزوق زيوس
    مهندس  و كاتب سوري
    8/5/2017


« مجلة منبر الفكر » ياسين الرزوق زيوس  سورية  8/5/2017


يروى عن جهاد بن مُرَّة عن صفوان بن ذهل بأنَّ جدِّي الرنتيسيّ  دافع عن حماسه في التصدِّي لداء النوايا الحسنة و انطلق في  الدفاع عن كينونته التي ما زالت دون شعاع مذ وقعت على أسطورة إبليس الذي تناحرت فيه الإرادة مع المشيئة البشرية المحتارة في السجود لآدم الذي صُدِّرَ عنه بأنَّه أبو البشر فقال البعض عنه بأنَّه ملك من الملائكة الذين عصوا ربَّهم بعد أن شاء أن لا يسجدوا

و تجسَّدت مشيئته في إرادته بعد أن نفذت إرادته من مشيئته المضمرة إلى العلن ليقول للشيء إذا ما أراده كن فيكون و حيَّرنا كمخيَّرين لا مسيَّرين إذا كان هو من أراد عدم سجود إبليس و كان له ذلك أسطورة حرفية

فلماذا يكمل أسطورته بلوم حوَّاء على فعل شيء توافقت فيه مشيئته المضمرة مع إرادته التي مرَّت بإبليس كي تنفي عن نفسها فعل حواء في قضم التفاحة الملعونة لتبرِّر نزولها مع آدم  بصراع إرادتين من الخير و الشرِّ ما هما إلا ذريعة المشيئة الربانية لإرادتها المختبئة خلف التخيير و التسيير و ما التسيير إلا خيار ضلله القضاء و القدر

فعن أيِّ تخيير يتحدَّثون و هم من طمروا العقل تحت ركام الإرادات و تحت أساطير المشيئات شاء من شاء و أبى من أبى  و عيون المشيئة المضمرة ترى بها كلَّ أبواب الإرادة البشرية المتلاشية أصلاً بحرفية النص و تجيير المعاني إلى ما هو أبعد ما يكون عن العقل

فمن قال أن الأعمال بالنيَّات و أنَّ لكلِّ امرئٍ ما نوى ما زال في نيَّته يخشى إخراج مشيئته المضمرة بإرادة كاذبة يعمل هو نفسه ضدَّها بمجموعة إرادات تحقق رغباته و نياته الخائفة من إسقاطات المجتمع المتقوقع و النص الحرفي الذي تنفلتُ فيه الغرائز سرَّاً أكثر بكثير مما تنفلت فيه علناً و التبرير دوماً و إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا ذلك أنجى لكم فكيف ننجو من براثن اللا عقلانية ؟!!

  و قال بعضهم المتشبِّث بسطحية النص ما هو إلا جنيٌّ قد خلت من قبله الجن فصار شيطاناً غليظا ناعما مبشراً ب انظرني إلى يوم يبعثون لأغوينَّهم أجمعين و تحت عيون المشيئة التي تركته يعيث غواية تحت شعار التخيير و التسيير المسقطين أصلاً دينياً تحت ذريعة الإيمان بالقضاء و القدر خيره و شرِّه

و ما زال الاستثناء المنقطع يتصل بالمتحاورين الذين يزخر منهم الكثير بالحماقة فيبدو مفرَّغاً من كلِّ أدوات الاستثناء الحقيقية التي تفرِّق بين العالم و الجاهل و بين الشاعر و الشويعر و بين العابد و المنافق و بين الراشي و المرتشي حتَّى تضاءلت فرص التفريق في مجتمعٍ وصم بعار العواطف التي لا تستند إلى بناء العقول النيرة بالفكر الصحيح

فما بين الأسلمة و العقلنة في المنطقة الشرق أوسطية فجواتٌ من العواطف و التعصُّب و الغباء لا يمكن ردمها إلا بسنين لن تخلو من صراعاتٍ المتأسلمون هم الطرف الأكثر دموية فيها مهما تعدَّدت التسميات و مهما جيِّرت أسباب الصراعات لصالح جهةٍ من الجهات فلا مشيئة مضمرة بعد إرادتنا المعلنة و تصميمنا الحقيقيّ في الدفاع عن سورية مهما كلَّف الثمن و مهما قام آدم و سواء سجد أم لم يسجد إبليس !!!.......

ما زلتُ محاوراً من الطراز الذي لا ينكفئ خلف الجهلة و الجاهلين و المتأسلمين المتعصبين الحمقى و فرج فودا الذي قال "من يقرأ و يفهم سيحاورني و من يقرأ و لا يفهم سيشتمني و من لا يقرأ و لا يفهم سينتصر عليّ " ما زال يروي بدمه عقلنة التفكير و منهجية الفعل التي لا تسقط بالاستجابات الغوغائية

و كلُّنا نعرف كلب بافلوف العالم الشهير الذي رعى الاستجابة الشرطية بالمنعكس الشرطيِّ الذي إذا ما أسقطناه عقائديا تسخَّرُ فيه القوى الجسمية و العقلية بأسرها لما تهواه النفوس و النفس و ما تهوى و هنا نتساءل بعد كلِّ هذه المنعكسات مما يجري في المنطقة هل ما زالت النفوس العربية تهوى ما تهوى  من شرب الدم و لوك المصير الأعمى دونما أدنى وازعٍ عقلي

و دونما أيِّ تعريفٍ حيٍّ للضمير و حينما قال الله " و سيعلم الذين ظلموا أيُّ منقلبٍ ينقلبون"  نتساءل خارجين على حرفية النص إلى كلِّ منهجيةٍ صحيحة للعقول و الوجدان هل صدق الله و لم ينطفئ نوره  و لو كره الكارهون ؟!!


   اقرأ المزيد لـ  ياسين الرزوق زيوس


لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا


ليست هناك تعليقات