من الشخصيات التي ولدت لتبقى حافظ الأسد زعيمٌ خالد و بقدر ما أقصى تيارات دموية كان الأخوان المسلمون أشدها حقداً و ضراوة بحنكة كلفت دماً لن يتحمله هو و إن أجبروه على حمله بصورة نمطية تكفيرية حافظ على رؤية الدولة المؤسساتية بصرامة لا كي يطبلوا و يزمروا له بل لأنَّه بانعطاف البعث أراد لبعث الأمة الذي لا بدَّ من انعطافه من جديد للخروج من كسله و نمطيته و من أفواج المتسلقين عليه أن يستمر قيامة نهضوية حتى تكتفي بما لديها
ثم تبحث بين سلل من سواها عن رفاهية التكوين الجديد, لم يولد حافظ بصدف الأيام و الشهور فيوم ولد خاض بولادته التي كانت تتتالى كلَّ عام بولادة أمةٍ عصرية حرب تشرين التحريرية التي يسفِّهها البعض الغائر في أحقاده و إن ادعى أنه الكلّ و حين توفي انقلبت الأيام و الشهور
و لم يعد مدار الكون بيضوياً أو إهليليجياً بل تبعثر و صفع أسابيعه و شهوره و أعوامه ليغدو تاريخ السادس من الشهر العاشر "تشرين الأول" 1930 الاستثنائي بكل المعايير الداخلية و الخارجية منقلباً على أفراحنا بفاجعةٍ و حزنٍ كان في أوجه في العاشر من الشهر السادس "حزيران " 2000 شهر النكسات القاتلة التي لن تجبر كسورها و لن تدمل جروحها إلا باستعادة الجولان و بإنهاء الانتداب ذي الصكوك الباطلة عن لواء الاسكندرون و بقية الأراضي العربية السورية المغتصبة و تطهيرها من الفساد و الفاسدين ومن دواعش الفكر و الثقافة و من المتسلقين و المنافقين مع القائد الاستثنائيّ السسياسيّ العبقريّ المقاوم الصابر المتصالح مع نفسه و العاشق لشعبه و وطنه الدكتور بشار حافظ الأسد رائد الحداثة التي ما زالت في مخاضٍ صعب في وسط حربٍ ضروس لا بديل عن النصر فيها و المبشِّر الصادق بالتلاقي الإنسانيّ و التغيير الوطنيّ .
و هنا كان للشعر مع الكلمة نبض صادق تعالى بالقوافي التي ستفرح بقدر الأحزان و هي تروي أساطير الخالدين فلم يؤجج فينا الشاعر "ياسين الرزوق زيوس " إلا التحدي و البطولة التي تغلب بالأمل كل حزن سيتمخض لينجب آمالنا و انتصاراتنا حين قال :
أمُعَارضٌ يستنكرُ الأفعــــالا ..... و بحافظٍ هذا الوجود تعالى؟!
لا لم تَمُتْ أنت الخلود توالى ..... ستظلُّ في نقص الحياة كمالا
يا حافظ الأسد العظيم وفائي ..... بالفعل حيٌّ يرجـــــم الأقوالا
سوريّتي بكَ لم تَغِبْ و ستبقى ..... أنثى تراقص صبرها فَتَعالا !
عدْ من سماك إلى بلاد عذابٍ ..... لقيتْ على مرّ الحروب وبالا
كي ترفع الأهوال عن ربواتٍ .... بأسودها تستنهض الأشبالا
ليست هناك تعليقات