أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« ثلاثية مسرحية للكاتب جوان جان تعالج الفساد والأمراض الاجتماعية »



يقدم الكاتب المسرحي جوان جان ثلاثة نصوص مسرحية في كتابه الصادر حديثا بعنوان “حكاية المولود الجديد .. وقت مستقطع .. مونودراما ليلة الوداع” تتناول الفساد الاجتماعي واللوثات الأخلاقية والثقافية والتي اختلفت في أشكالها الفنية المسرحية بين المونودراما التي تعد من أحد أشكال المسرح التجريبي الذي يعتمد على شخصية مسرحية واحدة كنص ليلة وداع .. والتخييلي والواقعي الساخر “الكوميديا السوداء” كنص حكاية المولود الجديد.

تدور أحداث النص المسرحي “حكاية المولود الجديد” حول الشخصية الترميزية “البقرة” المولود الجديد لأبي نوفل الذي يخسر بقرته التي تدر عليه الكثير فيراهن على تسمية مولوده الجديد بقرة.. ليأتيه المولود الجديد بالفعل بقرة.

يضفي الكاتب على نصه هذا المناخ التخييلي الاستيهامي ليعالج فيه الشجع والطمع الذي يفقد الكائن البشري إنسانيته والذي يوقعه في حالة من الوهم والغربة عن القيم الإنسانية النبيلة فتحاصره المادية ببراثنها بينما يصاحب عنصر التشويق المسرحية في نزعتها الإنسانية ووجدانها الجمعي الصادق الذي يصل في النتيجة لإعلاء قيمة العقل والضمير الإنساني.

أما النص الثاني “وقت مستقطع” فيعتمد فيها الكاتب شخصية رجلين يسوقهما الحدث المسرحي ليلتقيا في حديقة عامة فيفرض عليها حوارا يبرز الكاتب من خلاله التناقضات وازدواجية الفكر تحت عنوان “الغاية تبرر الوسيلة” التي تقود الشخص للتخلي عن المبادئ والفضائل فيصبح مدعاة للأمراض الأخلاقية والسلوكية ليؤكد المسرحي جان خلال هذا النص أن المبادئ والقيم لا تتجزأ وإن إخضاعها لهوى النفس وفسادها فيه تغييب للمعاني الإنسانية السامية.

وفي النص المسرحي “مونودراما ليلة الوداع” الذي يرتكز على شخصية المرأة المسنة التي تعيش في وحدة موحشة يشوبها الوجع النفسي والوجداني بعد أن هجرها الجميع لتعيش في فراغها وغربتها تعاود تشكيل ما مر بها من أحداث جمعتها مع الزوج و الحبيب والقريب وهي في ربيع عمرها ومع تقدمها في السن هجرها كل هؤلاء ولم يبق لها إلا ذكريات وآلام تحاول أن تخرج منها بتصالحها مع الذات وتقرير مصيرها المحتوم عليها للاحتفاظ بعزة نفسها فتقرر الذهاب لوحدها إلى دار المسنين والعجزة.

في النصوص المسرحية الثلاث تظهر مهارة التوظيف لعناصر المسرح من شخصيات ذهب فيها الكاتب إلى إبراز بواطنها ونزعاتها النفسية وتداعيتها الثقافية وفضاءات زمانية ومكانية متوائمة مع الحدث وأبعاده الرؤيوية.

ليست هناك تعليقات