أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« حينما ارتعبت تلك المرأة من أشباح » ... قصة بقلم : عطا الله شاهين



 « حينما ارتعبت تلك المرأة من أشباح »
    بقلم : عطا الله شاهين  
   30/10/2017


« مجلة منبر الفكر»    عطا الله شاهين     30/10/2017


ذات مساء زار الضّابطُ ضيعةً تعرضتْ للقصفِ المجنون. وبعد أن رأى فارين يسيرون على تلّ قريب، قام بإيقاف سيارته المُصفّحة وتقدّم صوب الفارّين وابتسمَ في وجوهم، ثمّ أطلقَ على بعضهم النّارَ. 

كانت هناك امرأةٌ تقف مع طفلِها الرّضيع بالقرب من شحيرة جافّة، وخافت مما رأته وخطتت صوب الضابط لكي تترجّاه أنْ لا يطلقُ النّارَ على طفلِها الرّضيع. نظرَ الضّابطُ نحوها، وأُعجبَ بجسدِها الجذّاب، فأنزلَ مُسدسَه واقترب مِنها،

 وقالَ لها: لا تخافي، لنْ أطلقَ عليكِ، ولا على طفلكِ الرّضيع النار، فشكرته المرأة، وهمّتْ بالرّحيلِ، إلا أنّه استوقفها،

 وقالَ لها: تعالي سأتحدثُ معكِ في موضوعٍ مهمّ،
 فردّت عليه: ألا ترى بأن طفلي يصرخُ، وأريدُ أنْ أُرضعه بعيدا عن أعينِ الجُنود،
 فقالَ لها: اصعدي إلى سيّارتي، وهناك لن يراكِ أيّ أحدٍ هناك، فذهبتْ المرأةُ إلى سيّارتِه، وقامتْ بإرضاعِ طفلِها رغم أنها كانت ترتجف من الخوف، وبعد مرور دقائقٍ عدّة تبِعَها الضّابطُ،، وحينما فتحَ باب سيّارته، قامتْ المرأة بسرعةٍ وغطّتْ صدرَها،

فقالَ لها: أنتِ امرأةٌ ساحرة، هيا لنذهبَ في جولةٍ،

لكنّها ردّتْ عليه بانفعالٍ كلّا، فأنا أريدُ اللحاقَ بأقربائي، الذين رحلوا قبل قليلٍ، إلا أنّه رفعَ مُسدسَه في وجهِها، فأدركتْ المرأةُ بأنّه لا مفرّ أمامها سوى أنْ تطيعه، فأخذها إلى مكانٍ مقفرٍ.. لا أحد هناك، وتركها بعد أنْ أخذ ما يريد منها 

وقبل ذهابه قال لها:
 بإمكانك السير في هذا الاتجاه، وبعد دقائقٍ غابت الشمس، وانتشرتْ العتمةٌ في المكان، فما كان منها سوى أن بدأتْ تسير، لكنّها لمْ تسمع كلامَ الضّابط، وسارتْ باتجاهٍ آخر، مع أنّها لم تدر إلى أين هي متجهة، بكنها استعانت بضوء القمر، الذي كان يتسلل من خلف الغيوم تارة ويختفي تارة أخرى، وبعد أنْ سارتْ مسافةً بعيدة، وجدتْ ذاتها تخطو داخل مقبرة، فابتعدتْ عن المقبرةِ، واستراحتْ تحت شجرةٍ، ورأتْ تحت ضوء أشباحاً كانوا يحتفلون بالقرب من القبور، وبدا لها كأنّه عرسٌ لأشباح كثيرة تجمعت، لكن المرأة ظلّتْ صامتةً وممسكةً بطفلِها الرّضيع، وتراقبُ مشهدَ العُرسِ من بعيد، وارتعبت لدرجة الموت، وبعد أن اختفى الأشباح، سارتْ بهدوء حتى رأتْ من بعيدٍ ضوءا، ففرحتْ، وسارتْ باتجاه انبعاثِ الضّوء، 

وفي الطّريقِ قالتْ في ذاتها:
 لمْ أخف من ذاك الضّابط أكثر من خوْفي من تلك الأشباح، وأكثر شيء أخافني ذاك المشهد لأولئك الأشباح، حينما علتْ أصواتهم في المكان حتى أنني تمنّيت في تلك اللحظات أنْ لا يستيقظُ طفلي من نوْمه لئلا يدلّهم على مكاننا..




  اقرأ المزيد لـ عطا الله شاهين


لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا 


ليست هناك تعليقات