كنت في الإلياذة و الأوديسة أدقُّ أعناق الآلهة لأنِّي لم أجد في الحكومات العربية أصناماً تدرك الصلاة كما حكَّامها لكن ليس الصلاة على شرعة هوميروس التي أبصرت بعماه بل الصلاة على شرعة من يرسمون العمى سبلاً و طرقاً شائكة للشعوب و يصورونها لها على أنها طرق النجاة و ملاحم الخلاص و التحرير !!............
صرختُ في وجه هوميروس مدركاً أنَّ عماه هو بصره الحديدي في كلِّ أساطير الصحف و لعلَّ آخرها القرآن المصحف الذي يختلف الكثيرون عليه و على سواه أهو منزل لا يأتيه الباطل من أمامه و من خلفه أم هو مركب وفق معطيات السياسة و وفق مناهج الاجتماع و ما الإعجاز العلميّ و الرقميّ و اللغويّ الذي يصبغونه به إلا فعل بشري عجز عنه البعض و أدركه الكثيرون من صانعي الحضارة لا المتطفلين عليها باسمها و هو الذي جاء فيه "لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ" فعن أيِّ بصرٍ يتحدثون إن غابت البصيرة و هل البصيرة تنجو فقط في ميثاق الآخرة التي ينتظرونها و يسخِّرون الدنيا على أمزجتهم و وفق مصالحهم و فتاوى مشغليهم في سبيلها إنه لعجب عجاب ؟!!
عدتُ من رحلةٍ مارست فيه موبقات الوحدة الديكتاتورية منطلقاً من قاعدة الأمة المحمدية و أمرهم شورى بينهم بعد أن شاورت الانفصاليين على انفصالهم و لم أجد بدَّاً من مقابلة ملك أسبرطة لكن ليس على حصان طروادة بل على حمار الأسفار و بيدي عصا النبوة لأرى هيلين زوجته عن قرب لكن من وراء حجاب و هي تجول بالحجاب على تجَّار النضال بكلِّ العباءات كانت ترتدي البكيني القوميّ و السترينغ الإسلامي و لم تكن تدري حينها أنَّ الرسالة المحمدية في عمق بصيرة هوميروس و كانت كلَّما أشارت بإصبعها كأنَّما تقول للبرلمان كن فيكون ألا إنَّ مشيئتها من مشيئة الخالق و مشيئة الخالق من مشيئة الملك و مشيئة الملك من مشيئة البرلمان و مشيئة البرلمان فوق مشيئة الشعوب و أبنائها الذين يشاورون من بعيد بالحس الاستطلاعي لا بالحسّ البدني لا التشريعي و لا التنفيذيّ ولا القضائي !!.................
عدتُ جريحاً من معركة الكرد الانفصالية بعد أن فتحت ملحمة الإلياذة و الأوديسة بصمامات النفط العربي الخفيف و الثقيل و فجأةً كان موكب الوزراء الحكومي الذين حسبتهم يضجون بسوريتهم بصوتٍ عالٍ يحاصرني أو لربما أنا أحاصره و لا أدري البتَّة و حين نزلوا لي أو طلعت لهم من قارئة الفنجان ومن قضاء الكؤوس و الأقداح الأسيرة رأيت الصمت يخرسهم عن متة الخرائط الوجودية المرسومة لمنطقتنا في يوم خميسٍ ملتهب لم أخل أن أقابل به خميساً الذي قال لي أنا رئيس حكومتك و أنا داؤك و دواؤك فما كان منِّي إلا نظرت يمنةً و يسرةً حتَّى حسبت نفسي بل تذكرت أني الشاعر "ياسين الرزوق زيوس " الذي يسكن الملاحم و تسكنه لأقول له و ألقي على مسامع إحساسه العميق قصيدة "تُكبِّلُنا حكومتنــــا جهــاراً ..... و أعرابُ الغرائز بالقيــودِ :
حكومة عشقنا لا تستزيدي ..... فحبّك خانقٌ فوق القيودِ
أنا رجلٌ أتيه بعشق أرضي .....كلابك بيننا نهشت وجودي
و شعري ميّتٌ كي تقبريني ... كجُنْديٍّ يجوع على الحدود
ألمْ تستنطقي التاريخ فينا .... و شرقك يستغيث على سجودي ؟!
صلاتك كي تعيش هنا أبيدي ..... بعلياء الهوى مغزى نشيدي !!
إليكِ تحجُّ أوجــــاع القوافي ..... و شعْبكِ صاح يا أصنامُ زيدي
فلا الحُجَّــاجُ أنقذهم طوافٌ ..... و لا الكُفَّــــارُ تنْقذهم حشودي
أَأُقْتَلُ كلَّما لاحت صلاةٌ ..... و حرَّاسُ المدائنِ هم جنودي ؟!
تُكبِّلُنا حكومتنــــا جهــاراً ..... و أعرابُ الغرائز بالقيــودِ
أيا بلد النوائب لا تعـادي ..... حُماتكِ نحْنُ بالأخيار جودي !
و أكملت مناشداً الرئيس الأب الأخ الصديق الضابط المواطن الطبيب "بشار حافظ الأسد" كي يداوي الحكومة و الشعب معاً بشموس الحق و العدل و الحقيقة :
بشَّارُ يا أسد المظـــــــــــالم لا تَغِبْ
حرِّرْ شموسك في المطالبِ و استجبْ
هذي الشعوب على عيونك تهتــــدي
كي لا يظلَّ على المقــاصل مرتقبْ!
ليست هناك تعليقات