كلمة لا بد منها: المقهى : بيتنا الثاني.
لقد صار الناس يسلمون أن ( المقهى ) هي البيت الثاني للقاعدين و للمتقاعدين و للكادحين على حد سواء.
بعد أن كان الاعتقاد سائدا و بديهيا لدى الجميع أن ( المدرسة ) هي البيت الثاني كونها بيئة للأمن و الأمان و للتربية و التعليم يوفرها المعلم و المعلمة كأبوين ينوبان عن الوالدين على طول سنوات الدراسة من سن الطفولة الى الرشد.
لكن مع الاسف لم يعد هذا الفضاء مستساغا لدى أطفالنا ، فالتحقت الكثرة منهم بالمقهى واعتبرته بيتا بديلا عن المدرسة لما يوفره هذا المكان من حرية في الحركة و الكلام و الصراخ و الفوضى ، ولقاء الصحبة في كل وقت و حين .
المقهى هو البيت الثاني كما ذكرنا آنفا ، لأنه ملجأ العاطلين ، و المتقاعسين ، و الفارين من قسوة الزمن ، و الهاربين من دور العلم و الثقافة ، ومخبأ لقاتلي أوقاتهم بآلة اللغو و اللهو.
ولهذه الاسباب انتشرت المقاهي في كل مكان لاستيعاب الكم الهائل من الناس ، في الوقت الذي يعاني فيه بما كان يسمى البيت الثاني ( المدرسة) الاكتظاظ و ضاق ذرعا بمرتاديه.
و عليه فالتجار المستثمرون في مشاريع المقاهي يدركون سلفا أن تجارتهم لن تبور ، و أن الناس لن يستطيعوا العيش في بيت واحد و لا بد من بيت ثان.
ليست هناك تعليقات