أتذكّرُ كلّ يومٍ خبز الطابون الشهيّ، ولكن وعلى مائدة فطوري لم أعد أرى خبز الطابون في كل صباح، فأتكدر، لأنني أحن لخبز الطابون ورائحته.
أتذكّر أُمّي حينما كانت تخبزُ في طابون الجيران،
فالدّخان كان يعمي عينيّها، حينما كانت تشعلُ الحطبَ،
لكيْ تأتي لنا بأرغفةَ الخُبز اللذيذة..
وكانتْ تصرّ رغم التّعب، الذي كان جليا عليها في تلك السنين،
إلا أنها كانت تذهب لخبزِ أرغفةٍ شهية..
فرائحةُ خُبز الطابون كُنتُ أشمُّها مِنْ مسافة بعيدة ..
وكنتُ أركضُ صوبَ أُمّي، وأُقبّلُ يديّها على ما تفعله لنا من خبزٍ شهيّ،
فتناولني على الفور رغيفاً ساخناً، لكيْ استمتعَ في أكله..
أحِنُّ لتلك الأيام بشغفٍ،
وأشتهي خُبز الّطابون بلهفٍ،
لكنّ نساءنا اليوم لم يعدن يتعذبن من أجل خبزِ الطابون،
رغم أن هناك الكثير من النساء ما زلن يخبزن خبزا في الطوابين في بعض القرى..
فحين أتذكّرُ أُمّي .. أتذكّرُ خبز الطّابون..
فما أشهى خبز الطابون..
أتساءلُ كل يوم هلْ نساؤنا يقبلن اليوم أنْ تنعميَ أعيُنهن من الدخان
لكيْ نأكلَ خُبز القمح ؟..
فأنا أشكُّ بأنّهُنَ سيقبلنَ اليوم ..
فلم أعد أرى على مائدة فطوري خبز الطابون..
|
ليست هناك تعليقات