أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« مرآة الروح » ... بقلم : علا شيحة




 « مرآة الروح »
   بقلم : علا شيحة                                  
   8/11/2017


« مجلة منبر الفكر » علا شيحة     8/11/2017


ابتسم لخيوط الشمس وهي تتسلل الى زجاج عينيك اللازوردي مع اطلالة الصباح لتأخذ اشعاعا من نور لتستعيد مافقدت من بريقها الذهبي

ابتسم في وجه القمر بعد منتصف الليل وهو يحدق في ملامحك الصافية كأيقونة قديمة ليسترد بعضا من ضوءه المفقود بعد ليل مظلم كئيب

ابتسم لمرآة روحك المتلألئة انفض عنها ثرى هذا الحاضر المسعور كذئب جائع دع رياح الذكرى وأمطار الحنين تغسل عنها تلك الغباشات التي تراكمت عبر الزمن

لا تكن جبانا كفأر هارب قف قليلا إرن بهدوء لشريط ذاكرتك كأنك تراه لأول مرة لا تترك بضع سحابات رمادية تحجب رؤيتك ولا تسمح للأحمر المنثور على الطرقات بأن يغير طينتك فلون الورد أيضا أحمر ولون الخجل في وجه من تحب أحمر 

تذكر تلك الجورية التي استوطنت على نافذة أمك أيضا كانت حمراء كشعلة حب نابضة
اصغ لنبض قلبك المتسارع المتباطئ والمتوقف للحظات كأنك تسمع أغنية تدمن لحنها وتعشق موسيقاها 
لا تنصت لأحد امض وحدك كالغريب في ليل غريب يشبهك في بعض ملامحه الغامضة

فقط وأنت تقف أمام هذه المرآة ورغم تبعثرها تحت هذه السماء العاتمة سترى نفسك أكثر وضوحا أكثر شفافية أكثر نقاءا وأكثر هدوءا بعيدا عن صخب الحياة وضجيج أفكارها المتداخلة لا شيئ سوف يشوه بصرك لن تحتاج لأن تمسح  الغبار عن زجاج نظاراتك لأنك لن تكون بحاجة لها لن تضطر لأن تضع عدسات سميكة لتحسن نظرك سترى بقلبك بصيرتك ستكون أقوى وأكثر عمقا رغم كل الانكسار ات والتشوهات التي ارتسمت بريشة الألم على وجهك وفي ظاهرك إلا أنك ستهمل النظر في رسومات شكلك الخارجي وتمعن التحديق في ذلك العمق الداخلي المقدس هناك حيث يتشبث فيك طفل صغير مازال يسكن تلك الحجرة الصغيرة الدافئة لم يغير لون جدرانها الوردي كل هذا السواد المتراكم حولك من شظايا الموت المتناثرة  واسود الثكالى  

تحدث معه عن انتظاراته لأول المطر على شرفة الشتاء ليصعد بحلمه على جناح قوس قزح منصتا لصوت الحياة الأولى يبحث فيك عن  شيء ما ليستعيد فرحه الأول ضحكاته الملائكية صورته البريئة في ملامح بدائية شكل يديه الصغيرتين شعره الناعم الخفيف صوته الحنون عينيه الصغيرتين المحدقتين في أدق التفاصيل أسئلته الفضولية فمه المنمنم الذي لم يعرف لغة غير الصدق والحب الطاهر
اسأله لماذا لم يكبر ؟! هل نسي ذلك أم أنه رفض أن يخوض سباقا مع الوقت لأنه يدرك أنه خاسر في النهاية وأنه لو مشى مع الوقت في صف واحد سيكبر وستخنقه السنون بقيودها لترمي به إلى تلك الهاوية القاتلة ؟؟

تحدث إليه بحرية لا تخفي شيئا في داخلك  فهو يعرفك جيدا أكثر مما تعرف نفسك هو توأمك الخفي الذي قاوم الزمن ليحافظ على صورتك الحقيقية خلف تقاسيمك القاسية إياك أن تطلب منه أن يتغير بل تعلم منه كيف تكون أنت دون أن تعطي فرصة للعمر ومغريات الحياة بأن تشوه ذاتك  الأصلية قل له أنا أنت ابتسم في وجه مرآتك عانقه واخلد إلى فراشك مفرغا من ضجيج نهارك آملا بصبح جديد تكون فيه حقيقيا بكل تفاصيلك... 

 اقرأ المزيد لـ علا شيحة


لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا 


ليست هناك تعليقات