حكى لنا حنفي بن تامر وقال :
رُحت أنا للشيخ حسّان، أسأل عن الميزان، والكيل والأوزان، قال لي (وهو حزين) , : ما اتقلبت الموازين! , رغم إن ربنا، فـ كتابُه قال لنا:
( وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ..أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ ..وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ )
ربنا أعذر وأنذر، وفي كتابه حذّر، من قلب الموازين ، فاهمني يا رزين؟, قولت له: لأ فهّمني؟ , قال لي: اتأمّل يا ابني، شوف ربنا المنّان، قال كام مرة (الميزان)؟ , في سورة الرحمان؟ .
تكرار الكلمة داهيّا ، بيدل ع الأهمية ، بالنسبة للميزان، قولت له: وضّح لي كمان؟ , بص لي (بثبات) وقال , : (لكل فولة كيّال) , فيه ميزان حتى للفول ! ، والقاعدة بتقول :
في كل شيء أوزان ...... ولكل شيء ميزان
والدنيا دي بتمشي ......... بتوازن واتزان
ودلوقتي هأوضح لك، المعنى ده واشرح لك، تأويلات الأوزان، زي ما قال تنزان:
ف الكيميا وف المُلاكمة .....وفي رفع الأثقال
وف لعبة المُصارعة .........والشعر والمقال
أوزان لكل حاجة .............موازينها أُمّال؟
وف المجتمع شأنك، يعني تُقلك ووزنك، دا حتى الدولة ليها، ميزانيّة خاصة بيها، وميزان للمدفوعات، صادرات وواردات!! ,.. لكل شيء ميزان، ميزان المَيّة أكيد، غير ميزان الحديد، ده ميزان وده ميزان!! .
وخُد عندك كمان، ميزان المُلك العدل، والنوم ميزان العقل، والعقل يا أمّور، هوّا ميزان الأمور، والحركات والكلمات، والسكنات والسكتات، فـ أنت خليك ولد، عقله يوزن بلد!
حتى العمل ف الاخرة ....لُه ميزانه الصميم
اللي تِتقَل موازينه .....هيعيش ف الجنة كريم
واللي تِخِف موازينُه ...هيشوف عذاب وجحيم
آه ربّنا سُبحانه , بيقول في قُرآنه :-
( فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ .. فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ .. وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ .. فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ..وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ .. نَارٌ حَامِيَةٌ )
وبالمُناسبة كمان، إوعى تغش ف الميزان، ده يا ويلُه يا سواد ليلُه، اللي يشد حيلُه ، ويغش الناس ف الكيل ، ده بقى هيشوف الويل، كُلّه وهيعيش مذلول , وربنا بيقول :
( وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ .. الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ... وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ )
ودول كانوا قوم شعيب، اللي ماراعوش لا عيب، ولا حرام ف الميزان، وغشوا ف الميزان، وأتذكّر الآن، قول الفقية الفقير، الناقر ابن نقير، لما قال ع العُصاة، الفُجّار الطُغاه :
من ساعة ما نسوا ميزان الحساب ف الآخرة
وهُمّا ما بقاش ليهم وزن لا دنيا ولا آخرة
صدق أعز من قال، والأصدق مقال:
) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً )
وللأسف إتنشّينا، فـ عقولنا وغشّينا، ف الميزان والكيل، واستهترنا بالويل، فا بقت الموازين مقلوبة، والميزانية منهوبة، والأمور إختلفت، والعقول إختلّت!!.
قولت له: كلامك صح، بصراحة صح الصح، وفيه يا شيخ حسان، برج إسمه (الميزان)، وحلاوة اسمها (الميزان)، ده غير كده يامان، الريس مُرسي كمان، كان رمزه (الميزان)، وف أمثالنا الشعبية، فيه جملة شعبية، (رمانة الميزان)!.
قال حنفي بن تامر: بص لي بغضب، وكأنّه أبو الغضب، بعدين جزّ على سنانه، وكأنه جن جنانه، وقال لي: إختشي، إنت محل ذم، علشان معندكش دم، بعدها سابني ومشي، وأنا مش فاهم فيه أيه؟ , وهوّا سابني ليه...والختام.
ليست هناك تعليقات