أخبار الموقع

  
اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« رسالة الى متشرد » .. بقلم : صلاح الحمداني



 « رسالة الى متشرد »
    بقلم : صلاح الحمداني   
   28/12/2017


«  مجلة منبر الفكر » صلاح الحمداني      28/12/2017


صعب جدا أن تجد نفسك في عز هذا البرد القارس وحيدا تقمر عينيك في نجوم السماء وظلامها الدامس ملتوي ببطانية مرقعة تحت حائط منزل فاره لعائلة ثرية، تنام خائفا أن يستيقظ كلب حراستهم ويفسد لحظة تلذدك بنعومة تلك البطانية.

تنتظر الصباح لكي تنهض لتمد يدك لصاحب ذاك المنزل وهو خارج لعمله عسى أن يحن قلبه مرة أخرى بعد أن تركك تنام بجانب حائط شقته الكبيرة ،لكن دون جدوى تظل طول اليوم تمد يدك بإنزعاج وخجل كبيرين مغطى ببطانيتك ترتعش وكأنك وسط غابات سويسرا المغرب الجامدة.

تفترش الكراطين ورغم ذلك تلسعك برودة الأرض كإبرة طبيب لمريض باللوزتين ، قلما يشفق عليك مراهق ليظهر بطلا حنونا وشهما أمام عشيقته ويرمي لك درهما بتبجح وغطرسة ، تنظر لها ولملامح وجهه ولكن ما عساك تفعل ؟.

فأنت تحتاج ولو بقشيشا لتسد شراهة الجوع التي تلتهم بطنك كالذئب ، تسامر الليل بقطعة خبز صلبة تؤلم أسنانك عند مضغها.

حالك مؤسف ، يندى له الجبين.
كيف للحياة أيها المتسول أن تغتصب أحلامك وتقتل أمنياتك وترديك عرضة للضياع وسط مجتمع قاس وسط ، وحش فتاك يلتهم شرفك وكرامتك بدون أي ظمير.

أي حياة هذه التي تعيشها مجرد من حقك كإنسان يجب عليه العيش في منزل صغير بزوجة تشعل بعود كبريت متبق في العلبة لتعد الماء الساخن قبل عودتك منهكا من العمل أبناءك ينتظرونك على أحر من الجمر لتعود بقطعة شوكولا.

زوجتك أعدت قبلا صحنا من البصارة الساخن تقول عبارتها المشهورة " ها بيصارة باش تسخن صدرك " تبتسم وقد غسلت أرجلك وغيرت ثيابك وأعد فراش نومك ..شاهدت مبارتك كأيها الناس غارق في سعادة عارمة وسط أولادك الصغار.

يسدل الليل حلكاته فتطفئ تلفازك الصغير وقد غط أشبالك في نوم عميق ، تنتظر الصباح لتخرج باكرا مودعا إياهم وتاركهم نائمون ، زوجتك تلوح بيدها من بعيد تقول بك ننتظر عند الغداء لا تتأخر.

كيف تسمح لهذا الواقع أن ينزل دمعة من عينيك وأن تدع أفواه عديمي الضمير أن يقللوا من شأنك.

أدعوك للنهوض كمحارب لم يسمح بإهانة بلده فقطعت أمعائه وبقي شرفه واقفا شاهدا على شراسته وحنكته ، لا تمت ضعفا وقهرا أخرج من وسط البطانية لترى العالم الحقيقي، قاتل... حارب.. تمرد.

تهمل لحظة.

لاتفكر في الإنتحار ، لا تذهب فجأة لاتقل أنك عالة علينا.

أرجوك لا تفعلها كن قويا سيدي فإنك رجل يستحق العيش وكفى بنفسك اليوم عليك عذابا.

 اقرأ المزيد لـ صلاح الحمداني


لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا 


أختر نظام التعليقات الذي تحبه

ليست هناك تعليقات