أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« تحرير معنى الحب » ... بقلم : صلاح الحمداني



 « تحرير معنى الحب »
    بقلم : صلاح الحمداني   
   27/12/2017


«  مجلة منبر الفكر » صلاح الحمداني      27/12/2017


الحب ، حسب إعتقادي هو تلك الحالة التي تَرفعك وتَسمو بك إلى الأعلى.

هذا الأعلى هو الأعلى فِكرياً وأخلاقياً وإنسانياً. 

يُخطِئ مَن يَظن أنّ الحُبَّ ليس له علاقة بالفِكر، وهو عبارة عن مشاعر مُجرَّدة من عامِل العقل.

الإنسِجام العاطفي هو وَليد الإنسجام الفِكري والروحي.

فالحُب حالة تَوافُقية بإمتياز ،حالة تَحسب نفسك فيها في غيبوبة دائمة بعيدة عن الترّهات والفوقيات والدونيّات.

هو ليس عملية حِسابية، لكنه بالضرورة معادلة صحيحة وإلاّ ببساطة قد لا يكون حُباً وقد لا ينطبق.

الحُب هو حالة إنصهار روح في أُخرى؛ هو حالة وعي كاملة وعن وعي  ومعرفة وليس كما يُقال أنّ الحب أعمى.

فالحُب برأيي يُشبه الحياة.
والمعرفة تزيد من مُتعتك به. 

هو لا يعرف القُيود؛  بالأَحرى هو انتِصار وأعظم انتصار في معركة الكون. هذا ليس كلاماً فسلفياً بحتاً؛ بل حقيقة مُبَسَّطة لترجمة الحُب في فكر #الفقه_قبل_الفكر. 

في الحب، لا فصل أبداً بين الجسد والروح؛ بل كليهما ينموان معاً ليُشكِّلا تلك الحالة "الحُب". 

هي حالة مُستقِلّة بحدِّ ذاتها وليست مُرتبطة بالضَّرورة بأيّ مشروع؛ ولا بإرتباط شرعي أو غير شرعي، بل هي حالة لها خصائصها الذاتية التي تتفرَّد بها فيما تحمل من الرغبة الجنسية والإرتقاء بها و بالإنسان للأعلى. 

قد يكون هذا الطرح نقيضاً كُلّياً لمفهوم الحُب في مجتمعاتنا على انه "سقوط" إذا ما لازمه زواج مثلاً.

الحب لا يمكن أن ينفصل عن الرغبة والقدرة.

الرغبة مُلازِمة لطبيعة الإنسان بيولوجياً وهي أساس تكوين الإنسان، فضلاً عن أنّ الرغبة ارتفاع على عكس مَن يعتبرها سقوط.

والقدرة اجتهار وانجاز ، قد الميدان يبرر القدرة لا الرغبة وهي الفيصل.

كل ما يُقال عن ذلك الحب العُذري إنما هو هُراء من صنع رجال الدين وأنصار القُدسية المُزَيَّفة وأعداء الإنسان.

فالحب حاجة للإنسان وليس ترَفاً ولا شيئاً مُضافاً؛ هو حاجة بيولوجية كالأكل والشرب ، لكن قد يختلف مفهوم الحُب حسب السّن والتجربة والمستوى التعليمي والثقافي.

في إعتقادي أنّ الحب كأي حالة أخرى في حياة الإنسان؛ تتطوّر، تتغيّر، تزداد، تتراجع، وقد تنتهي ويأتي غيرها.

فالفكرة السائدة في مجتمعاتنا وهي أن ما الحب إلاّ للحبيب الأول أو أنّ الحب لا يأتي إلاّ مرة واحدة في العمر وغيرها من هذه الأفكار القاصرة ليس لها أي مدلول علمي أو منطقي.

الإنسان مفطوم على التغيير والتغيير إحدى سِمات مراحل التطوير لديه، ولا بدّ أن يمرّ بحالات تتغيّر فيها مشاعره وأفكاره وتقييمه للأمور وبالتالي قد يتغيّر هذا الحب كما يتغيّر الإنسان بشكل عام من كل النواحي. 

وختاما أقول : 

الحُب ضَرورة.

الحُب ثورة.

الحب قدرة.

الحب حالة هيجان ونمو الطبيعة في الإنسان. 
الحب يولّد الرغبة التي هي التغيير و هي ليست فقط وليدة الغريزة والمعرفة تَرفعك لفِهم وتَقدير قيمة الإثنين. 

وأضيف : 

#الحُب  و#التغيير و #المعرفة  هذا الثالوث في رأيي هو سِرُّ الحياة.

 اقرأ المزيد لـ صلاح الحمداني


لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا 


ليست هناك تعليقات