أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« القدس » ... بقلم : عطا الله شاهين مجلة منبر الفكر



  « القدس »
    بقلم : عطا الله شاهين  
   9/12/2017
  


« مجلة منبر الفكر»    عطا الله شاهين     9/12/2017


تنفُضُني الكلماتِ بنحيبِ الغَضْبَى 
فَيتوشحني الْأَنِين
والبدنُ هَيكَلُ عَطِشٍ
تُغطِّيني بِرَحيق سِحْرٍ يَرشحُ
فِي الرُّوحِ الغسَقِ القتيل
فَأعتلي تلَّ اليُتْمِ
وباطني خُدَيْجٌ يُحرّكُني
بحنينِ العَطشِ
بِجُرْح الأعماقِ 
والفُؤاد يسترُ راياتِ الذِّكْرَى
فَيستوطنُني الشّوْق
فَاضطربتِ مَسَاءً
سَلَاماً القُدس
أتيتُكِ مُفعماً بِمطرِ الْعِشْقِ
بِلهفةِ الالتقاء
والكَرى يُضيّقُ
يَرتدي عينيكِ
يَأْسَرُ جَسَدَكِ المُبقّع بِغِواية الصَّباح
لَكِنِّي فِي أَمَاسيكِ قدسُ أَغتمسُ
وَأَتملَّصُ مِنْكِ إِلَيْكِ مَسْكُوناً
بِفَجْرِ الْحِكَايةِ
مُخضبا فِي الْجَسَدِ صبوةَ الصِّغر
فأتوقُ إِلَى أَلْواحٍ تلبِسُ
لمعانَ الكلماتِ
تُسكّنُ فَجْرَ الصِّبَا
لِتُشْعِلَ مصابيح الخُدوش
تستفْرغُ هبَاءً
أَتلو سُنّة الْأَوَّلِين
والكلمُ الضَّيْمُ يرشحُ مِنَ السِّحناتِ
مِنْ جوٍّ  َيُحيكُ البَكَم
والعُمرُ يسوّي الدَّمار
والعتمةُ لِي سُترة
فَأَرَى "عرفات" أَرَاهُ يَشربُ
تَارِيخا مُغطّى بِالوَهَنِ
يُعَانِقُ طَيْفَ فلسطين الأَسيرَه
فَأُتَوِّجُكِ قُدساً فِي قَلْبِي أَمِيرَه
و"جبلُ الزَّيتون"  كَأْس وِصَال يرشحُ
خبراً مُفرحاً أَسكرني معزوفة تَسْرِقُ
العاصفةُ صَداهَا
و"الحرم القدسي"  فجْرُ لَيْلٍ يُحيكُ
مآسي النّاس
يشدُّني إلى جُرْحٍ  ينزِفُ
وَقَوْلِي إِنِّي بِقُدسٍ أُجَنُّ
والقُدسُ قَدَرِي
وَقَدَرِي أَنَّها عَشِيقَةٌ وقتاً
وَأَحْيَاناً نصّاً
فَأَستلبُ فِي عَيْنَيْ شادنٍ
تَشدُّني بِغَوَايَةِ الأَهْدَابْ
أتزهّدُ فِي سِيرَة امْرَأَة
تَبِيعُ مناماتها لِلْخُرَافَةِ
 والخرابِ
فَيَأْسَرُنِي الحنينُ لِأَمْجَادٍ ذَبُلَتْ
لِأَعْيَادٍ تَقصُّ عطشَ الخريف
وأسوارُ القُدْس عَلَى شِفَاهِ الشُّهداء
تكْتُبُ سُؤَالَها
تَارِيخَها
وَتنادينِي هَاكَ الْعَاصِفَه
وأَنا المُطَوَّقُ بِوَصَايَا المِحْنة
أرتقُ مِنْ عُرْيِ الْوَطَنِ
مِنْ كلْمِ الكلماتِ
خارطةَ الحُزْن
و"بَابُ العامود" يَمْنَحُنِي مَفَاتِيحَ الْإِبْحَارِ
وَلَا أَكْتَشِفُ سِرَّ " كنيسة القيامة"
فَأَتِيهُ فِي سِحْرِ الْقَوْلِ لأسرُدَ
خبرَ مَدِينَة تَغْرَقُ فِي
صَهِيلِ الْحَكَايَا
وَأَنَا الضَّائِعُ فِي غَوَايَة السُّكون
فِي سِفْرِ تَارِيخ مُشرِّف
صادقٍ
فَأُوجَعُ بغسقِ الذُّبُول
أَتَوَشَّحُ بِلمعان الهُزال
أَيَا مُنجِّمتي
عَلِّمِينِي كَيْفَ أَغْرِسُ فِي
أَحْرَاشَ اللَّيْلِ مصباحَ الْفَجْرِ
وَأَتتبّعُ نقْشَ الخُرافات
وَأَقْرَاَ كَفَّ مناماتي 
لأِنِّي عطشٌ لِحِكْمة الْآتِي
وَاسْقِينِي سيلاً مِنَ العِشقِ
عساني اُحْيِي مَا ظلَّ فِي مسرّتي
خراباً
فَماذا حلَّ بي كُلَّمَا لمَسني الظَّلام
القُنوط
الغُربة
أَملأُ كَأْسي حنظلَ وَطَنٍ مُهدّمٍ
ومالِي أُعاشرُ الكلمة
النَّصَّ
كُلَّمَا أَيْقَنْتُ أَنِّي أَتَوَحَّدُ
فِي  خُلوةِ الغُروب
سَأَمْشِي قُدس
وطعامي سِرُّ الْحَكَايَا
طعامي جُرْحُ الارتحال
سَأسيرُ بمُفردي
إِلَى وَحْشَةِ الغُربة
أَحْمِلُ ما تَبَقَّى لي مِنْ لمعان الحِكَايَه
مِنْ حنينِ نَخِيلٍ يُوَدِّعُنِي
حُزْناً
مِنْ بُكاءِ زيتونٍ يُقيّدني
وفاءً
سَأُسافرُ
أُسافرُ
وَفِي مِحْرابِكِ القُدس
يَسْتَأْسِدُ الحُبُّ
وحُبُّكِ
عِشْقٌ لَا يفنى...



  اقرأ المزيد لـ عطا الله شاهين


لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا 


ليست هناك تعليقات